ليس هناك ما يوحي أن القادم «جميل» في أروقة النادي الشعلاوي في عدن ، هكذا هو المشهد «المعنون» ويقرأوه الجميع دون الحاجة إلى اجتهادات للوصول إلى فحوى ما يدور في مواقع الوهج المنطفئة من سنوات طويلة. الشعلة الذي استعاد حضوره بين أندية النخبة لكرة القدم ، وفقد بطولاته في الطائرة وغاب عن مشهد اللعبة الأنيقة تنس الطاولة وفقد بصيرة الشطرنج لسنوات قبل أن يعود مؤخراً، ويفتقد كثير من الأمور التي تميز بها ، يدخل نفق مظلم بدت تباشير من فترة طويلة رغم المحاولات التي بذلت هنا وهناك لسد ثغرات تتكشف يوماً بعد أخر ، لتصاب ألعابه بأمراض مزمنة لاتتعافى لأن ما يوضع لها «مسكنات» فقط ، تحقق غاية مؤقتة تعيد الأمور إلى سابق عهدها بعد وقت قليل. في الشعلة ومواقع جماهيره، يتفاخر الكثيرون بنجوم كُثر قدمهم النادي في سنوات مميزة كتبت فيها العناوين بفخر لأن «حروفها ذهب خالص» ، لهذا كان ولا زال الحديث عن فريق القدم محور دائم وهم متواصل ، تتنازع في أرواحهم حباً وشغفاً بألوان صفراء يتنفسون هواءها حتى مع تغيّر الأشكال والقدرات والملامح والأسماء التي لم تعد تحمل صفات ماضية كانت تتصف بها النجومية المطلقة للاعبين يوصفون بالأساطير في تاريخ النادي.. كرة القدم وفريقها ، يزعج العشاق لأن مواعيدهم معه ، في كل مرة تعاق خيبة الأمل ، فتحبط عندهم المعنويات وتتساقط كل الأماني وكل ما يظنون أنه ابتداء ، فمرة في الثانية ومرة في الأولى .. وهذه الأيام يعيشون وضعاً لايغيب عنه الغلق والتذمر وفقاً لما يسمعوه وما تأتي به لهم الأخبار التي تختص فريقهم الذي يتمنون رؤية شيء من الماضي بأقدام لاعبيه الذين يتكاثرون من موسم إلى أخر دون قدرة على تحقيق شيء مما يريدوه. الجميع على دراية أن فريق القدم عاد قبل شهرين إلى مصاف دوري النخبة بعد أن قضى موسماً في دهاليز دوري الثانية ، لمرة ليست أولى ولا ثانية ، وفي ذلك كان الخبر مفرحاً لجماهير النادي لأنهم انتظروا تلك المرحلة أن تمر بأثقالها ومآسيها عليهم ، بأماني أخرى أن تكون الأخيرة ، وأن يتعافى فريقهم ويجد مساحة الثبات على أقل تقدير في دوري الكبار الذي كان يصارعهم كرقم عبء يحسب له الحساب قبل المواجهات .. غير أن الشيء الذي أرادوه وحتى اليوم لا تبدو له تباشير ولا شيء مما يوازيها ، فأحوال النادي برمته تهتز وفريقهم الكروي فاقد لأي شكل قد يكون الجميع فيه على سكة تفاؤل وأمل ، فالفريق العائد لم يعين مدرباً خلفاً لمحمود عبيد ، وأحواله ليست كالتي يريدونها لتكون مسار وخطوة أولى لشيء مختلف يقدمه لاعبو الفانلة الصفراء. دلالات غياب الاستقرار في الشعلة كثيرة ترتسم في أولى معضلاتها ، بعدم كفاية الدعم المقدم للألعاب ، التي أصبحت متطلباتها تتزايد مع رغبة الفرق في استقدام لاعبين قادرين على خلق توليفة تنافس على الألقاب والبطولات ، وليست بالحضور الخجول والاكتفاء بالمشاركة ، وهذا أمر تحدث به بعض منتسبي القرار الأصفر في مواعيد عديدة ، يضاف إلى ذلك كثير من الأمور الإدارية التنافرية بين بعض الأعضاء وهذه أخبار أجزم فيها وفقاً لمعلومات حقيقية استقيتها..أيضا ً، حرصا مني على السؤال عن نادٍ ارتديت يوماً فانلته. الشعلة وهو يقترب من موسم كروي يحلم البعض أن يكون مشرقاً ودالاً على قيمة الشعلة في تاريخ الرياضة اليمنية برمتها ، أصيب قبل أيام بشيء أكيد سيزيد من أوضاعه صعوبة ، بعدما قدم الكابتن عبدالله فضيل استقالته من منصبه كنائب للرئيس، ولعل الجميع يدرك القيمة التي يمثلها الرجل في أروقة البيت الأصفر بتاريخه الطويل وشخصيته المتميزة التي تستطيع أن تقود أي عمل مهم يخدم مشوار النادي «أنا هنا لا أتكلم عن تاريخ الرجل لأنه معروف لدى أبنا البريقة.. لكن: الحدث الذي مر به الفضيل وهو يقرر الابتعاد لوضع حي يمر به حسب ما كتب في استقالته ، وفي هذا التوقيت سيكون له أثر سلبي قد يعصف بالشعلة في قادم الأيام ويعطل الكثير من الأمور التي ظن البعض أنها بالإمكان أن تتحقق ، فالرجل في سنتين تقريباً ومنذ أن أمسك بزمام العمل الإداري في موقع «نائب الرئيس» وضع آلية مختلفة سعى خلالها لإعادة ترتيب الأمور المنفلتة والتي «أعرف أنها لم تعجب الكثيرين» ممن كانوا يعبثون ويسرحون بالكثير من مقدرات الشعلة . استقالة الفضيل التي قيل أنها أزعجت رئيس مجلس الإدارة د.نجيب العوج فلوّح هو الأخر باللحاق به والابتعاد عن موقع الرئيس ، تؤكد أن الشيء القادم مخيف إن لم يظهر الرجال الحقيقيون الذين ينظرون إلى الشعلة «كشرف» قبل أن يكون ممراً وسكة لنيل شيء والحصول على العطايا التي تتحقق غاياتها في إدارات الأندية .. الشعلة يحتاج إلى وقفة تسد ثغرة وفجوة يراها الجميع ، في حال أصر الفضيل على الاستقالة ولحق به العوج ، لأن المهام القادمة «صعبة» وتحتاج إلى عقليات تكتسي الحب والولاء والانتماء للنادي ، ثم الروح الجماعية التي ترفض الخلافات على المواقع والحصاد ، لأن الشعلة كيان مهم في رياضة عدن والوطن ، تحاكيه أرواح الرياضيين بمختلف انتماءاتهم وسنهم ، فهو جزء مهم إن صلح صلحت الأجزاء الأخرى ,والعكس أيضا صحيح. الأمل يحذوني كرياضي ولاعب شعلاوي وإعلامي ، أن يكذب أبناء الشعلة بعض مامرت عليه السطور ، وأن يظهروا كرجل واحد يدرك مهمات المرحلة القادمة ، ليظهر ناديهم بالشكل الذي يلامس الرضا ليس بالتتويج بالبطولة، لكن بحضور لائق يحفظ للشعلة واجهتها، ويحقق النجاح على باقي الألعاب ، لنرى ألوان صفراء زاهية في سماء الرياضة اليمنية وحيث الموطن «البريقة» التي تحتل جزءاً من عدن رائدة الرياضة ومهد تاريخها.