يا أنتِ إني قد فقدت صوابيا لما هواكِ أتى ليطرق بابيا قد كنتُ أحيا طول عمري قانعا وأنام ملء العين كل لياليا حتى خطرتِ كغصن بان فاتن فسلبتِ لباً كان قبلك واعيا فإذا نهاري قد تغير فجأة والليل أصبح مثله متساويا وإذا الحياة تغيرت بفصولها والدهر لا أدري أصار ثوانيا كل الفصول تداخلت فتبدلت وتشكلت عجبا ربيعا حانيا نظراتُ عينكِ بالرضاء تكللت سعدا عليَّ أحاط كل فؤاديا وأخال أني قد رقيتُ لجنة فرأيتُ ولدان النعيم أماميا يأتون لي والبشر ملء وجوههم وبكفهم كاسات عشق صافيا فشربتُ من نبع الغرام مدامة لا غول فيها بل شفاء واقيا فإذا بشيء قد شعرتُ بلطفه يسري بقلبي دفئه وعظاميا قد كان كفاً من حرير مخضب وضِعَتْ على كتفي لتعرف ما بيا ومضتْ لتتبع فعلها بكلامها لتقول ما لك لا تجيب ندائيا هل فيك سحر أم بعقلك علة أم أنتَ تبدو أحمقا متغابيا بالله يا نبض الفؤاد وروحه ونسيم أنفاسي وكل دوائيا ولذيذ شرب من نمير طاهر وحبيب قلب في هواه مغاليا *** ارحم متيمة تكابد شوقها وأزل شكوكا مثل موج عاتيا عصفتْ بقلبي إذ رأيتكَ شاردا والبال منكَ يجول خلف أمانيا قد كنتَ ترويني بلحن قصائد جُمِعَتْ كشهد من رحيق معانيا قد كان قلبكَ مثل زهر خميلة ألوانه تزهو بحسن بهائيا قل لي بربك عن تغير حالة طرأتْ عليك فعدتَ شخصا ثانيا فعجبتُ مما قد وجدتُ وهالني صمتٌ أتاني كي يعيد صوابيا فتبسمتْ مني الثنايا علَّها كشفت لمن أهوى بياناً خافيا لكنَّ غيرتها أبت إلا بأن تبدي يقينا أحرفي ولسانيا أنا ثابت كالطود ليس يهزني شيء سواكِ لأن حبكِ كافيا أعطيتُ قلبي كل ما يشتاقه فهواكِ لي أرض وأنت سمائيا إن كنتِ حاضرة تزينت الربا وتضمختْ بشذاكِ طِيباً ثانيا فالروح ترفل في ثياب سعادة والقلب يطرب من سرور راضيا أما إذا غابت عيون مليحتي عن ناظري يوما وبعض لياليا ناديتِ معراج القلوب لرحلة أمضي به حتى أعالج دائيا فيقودني المعراج يسبق نوره كوميض برق أو حسبتُ ثوانيا ما إن وصلتُ لمستقر دائم ورأيتُ في دار الخلود مكانيا *** شنفتُ أذني من غناء آسرٍ قد كان يطربني بعشق راقيا فتبعتُ رجع الروح كلي منصت وجوارحي خشعت فزاد هياميا قد كان وجداني يسابق خفقه فشعرتُ أني طائر بجناحيا ما إن وصلتُ وجدتُ أمراً هزني وغشى فؤادي وقعه وكيانيا قد كنتِ أنتِ هناك حقا لم يكن وهما رأيتُ فإن قلبي واعيا ما كان حبكِ في فؤادي نزوة أو محض كذب من خيال واهيا بل إنه كالدين اثمر نهجه برد اليقين لمن يكون مواليا