المياه البيضاء بالعيون تنتشر بكثافة في تهامة وسببها موجات الحر الشديدة أكثر من 3000 زائر لمخيم طبي للعيون بعبس و420عملية جراحية للمياه البيضاءبعبسحجة علي حسن فقد بصره منذ أكثر من خمس سنوات كما يشير بيده وبفضل الله عاد إليه بعد إجراء عملية جراحية ناجحة في المخيم الطبي لجراحة العيون بمديرية عبس فأشرق وجهه وظهرت ابتسامات الرضى على محياه و كما هو الحال أيضاً مسنة أجهشت بالبكاء فرحاً عندما رأت النور بعد إزالة الغطاء عن عينها ورفعت تتضرع إلى الله المنان أن يجزي القائمين على المخيم الطبي لجراحة العيون خير الجزاء. هذه حالتين من آلاف الحالات ممن توافدوا على المخيم بمديرية عبس محافظة حجة والذي رسم البسمة على شفاههم وأعاد الأمل في نفوسهم بعد أن فقدوا أبصارهم منذ سنين لتعود أبصارهم من جديد إليهم إنها فرحة لا تعادلها فرحة لأولئك المسنين من النساء والرجال وهم ينظرون إلى الحياة بعد أن افتقدوها منذ عشرات السنين بسبب فقدانهم نعمة البصر، تلك الفرحة رسمت في شكل ابتسامات بريئة فيما آخرون عبروا عنها بالبكاء والدعاء لمن كانوا سبباً في إعادة الابتسامة إليهم من جديد. تلك الفرحة تم التعبير عنها من أفواه الكثير من المسنين والمسنات والذين زاروا المخيم، حيث أكدوا أن فرحتهم لا يستطيعون التعبير عنها كونهم عاجزين عن التعبير، مشيرين بأن عودة أبصارهم التي كانت قد فقدت تعد معجزة حيث يشير أحد المسنين بأنه لم يكن يحلم يوماً أن بصره سيعود إليه كونه أصبح فاقداً للبصر، منوهاً بأن نعمة البصر أفضل النعم على الإنسان لا يعرف قيمتها إلا من فقدها حقيقة، رافعاً يده إلى السماء مبتهلاً إلى الله إرجاع بصره إليه. ويؤكد مسن أخر أنه عاش خمس سنوات فاقداً للبصر أن عودة بصره تعد أفضل فرحة له، وأوضح رئيس مؤسسة يماني أحمد الأكوع في أن عدد الحالات التي تم استقبالها في اليوم الأول والثاني اكثر من 3000 حالة تمت معاينتها كلها ، منهم 610 لديهم مياه بيضاء فيما العمليات التي سيجريها الأطباء في المخيم 220حالة. وأوضح الأكوع أن المخيم أجرى 220 عملية جراحية وتقديم الأدوية والوسائل الطبية بهذا المجال، منوها بأن تكلفة العملية الواحدة (110)دولارات بواقع (25)ألف ريال يمني.. وأشار الأكوع أن المستهدفين هم 220حالة فقط ، مشيراً بأن فاعل الخير الذي أقام المخيم ونظراً لكثافة الإعداد التي استقبلها المخيم ضاعف العدد ليصبح 420 عملية جراحية والحالات التي لم يحالفها الحظ في المخيم الحالي سوف يتم استهدافها في مخيمات قادمة حيث وقد تم أخذ معلومات وأرقام تلفونات جميع الحالات. ويؤكد البرفسور عبد المغني البراق رئيس جمعية النبراس أن المخيم استهدف إجراء220 عملية جراحية في البداية إلا أن العدد تضاعف فيما بعد بسبب كثافة الزوار لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات البيضاء ومنح العلاج مجاناً لمن أجرى عملية تخفيفاً عن معاناة المرضى.. كما يشير الدكتور عبد الحق الأشول أن محافظة حجة من المناطق التي تنتشر فيها المياه البيضاء ولذا تم استهدافها من باب التخفيف على مرضى العيون وإجراء العمليات الجراحية لهم كونهم لا يستطيعون إجراء العمليات الجراحية وكذا صعوبة المواصلات والعوز، ويشير الأطباء أن الإصابة بالمياه البيضاء في تهامة منتشرة بشكل كبير وسببها “ موجة الحر الشديدة والعرق الزائد “ الذي يتصبب من الإنسان، وكذا كبر السن تليه الإصابة بمرض السكر ثم المياه الزرقاء ثم الالتهابات المزمنة بالعين أو الخبطات العنيفة بالعين أو بالرأس وأخيرا المياه البيضاء الخلقية. كما أن الإصابة بالمياه البيضاء تعد من أسباب العمى في العالم كله , وتشكل الإصابة بالمياه البيضاء نسبة 75 % من أسباب الإصابة بالعمى , بينما الأمراض الأخرى ( المياه الزرقاء – سحابة القرنية – الانفصال الشبكي – نزيف العين) تشكل 25 % من أسباب الإصابة بالعمى . المياه البيضاء عبارة عن عتامة في العدسة البلورية للعين تسبب منع أو صعوبة دخول الضوء إلى داخل العين بسبب هذه العتامه في العدسة الشفافة أساساً. وتعالج المياه البيضاء جراحيا فقط .. فلا مجال للعلاج الطبي إطلاقا بل أن الجراحة هي الحل الوحيد لإزالة المياه البيضاء من العين ووضع عدسة صناعية شفافة مكان العدسة المعتمة التي كان المريض مصابا بها.. والجراحة بسيطة وسريعة ولا تأخذ أكثر من 10 دقائق في حجرة العمليات, ويخرج المريض يوم أو يومين, ويقوم المريض بعد ذلك بممارسة أنشطته بطريقة عادية من رؤية وعمل وتفاعل مع الحياة.. وتبلغ نسبة نجاح جراحة المياه البيضاء 98 % مما يجعلها انجح وأفضل جراحات العين.هذه الشراكة المجتمعية نتاجها هذه المخيمات التي تعزز الشراكة التعاونية بين منظمات المجتمع المدني وبقية المؤسسات الرسمية ذات العلاقة الخاصة لما من شانه رعاية البصر والحد من انتشار العمى وأمراض العيون الأخرى كالمياه البيضاء التي تعد المسبب الرئيسي للعمى في جميع أنحاء الجمهورية لا سيما المناطق المحرمة ومنها محافظة حجة.