سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عدنان المداني.. لا أزال أؤمن بالقضاء على الفساد بسبب كشفه لمافيا الفساد الكبير في مؤسسة الكهرباء، شوهوا وجهه بالأسيت وحولوا جسده إلى كومة من اللحم المحروق
كل ما في الدنيا من بشاعة وكل ما في الدنيا من ظلم لا يمكن أن يصف ما جرى لإنسان خلقه الله في أحسن تقويم وكل ما في الدنيا من صبر لم يتحمله بشر وأراد الله أن يتحمله عدنان علي المداني.. هذا الإنسان الذي شاء الله أن يكون موظفاً في وزارة ملغمة بعصابات ومافيا الفساد المالي والإداري الذي دفع ثمنه غالياً وبصورة بشعة لا يتصورها قلب إنسان دون أي ذنب سوى انه نشر وثيقة في الفيس بوك تؤكد تورط مافيا الفساد في المؤسسة العامة للكهرباء بصفقات مشبوهة ونهب للمال العام بالملايين من الريالات فكان هذا الذنب الذي استحق بسببه أن يشوى حرقاً وجهه وجسمه بمادة الأسيت ويتحول إلى مسخ.. كانت لحظات وثوانٍ بسيطة نقلته إلى جحيم الألم والعذاب الجسدي والنفسي لبقية سنوات عمره القادمة ولدرجة بالغة البشاعة لا يستطيع فيها حتى أن يعبر عن أوجاعه بالبكاء والصراخ نعم حتى البكاء، لماذا؟ لأن دموع عينية (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) إن سالت على خديه ووجهه المحروق تحولت إلى جمرات نارية حارقة تضاعف أوجاعه التي لا يتحملها بشر حسب ما قال لي في زيارتي له في المستشفى في صنعاء والتي كانت سبباً في إدماء قلبي وأنا أشاهد صورة عدنان علي المداني هذا الشاب اللبق والشجاع والنزيه والذي كان يقود المظاهرات التي تطالب بمحاسبة اللصوص والفاسدين و الذي حوله الحادث الإجرامي الجبان إلى كومة من اللحم المحروق في بضع ثوانٍ حتى صار يتمنى الموت لولا أيمانه القوي بالله سبحانه وتعالى وأن ما جرى له امتحان من الخالق واختبار لعبد أحبه الله فاختبر صبره والى هذا الحد كل ما جرى لعدنان المداني بشع وإجرامي بكل تفاصيل الكلمة ومؤلم ومدمي للقلوب لكن الأبشع والذي لا يصدق أن من ارتكبوا هذا الفعل الإجرامي مازالوا إلى اليوم خارج قضبان العدالة يختبئون في جحورهم دون أن تطالهم قبضة العدالة.. لكن الله مازال في السماء وهو العادل الذي لا يظلم عنده احد كما قال عدنان المداني و هو فوق فراش المرض ولعل الأكثر بشاعة وغرابة أن العصابة التي نفذت هذا العمل الإجرامي والتي اصدر النائب العام قبل أيام أمراً قهرياً بالقبض على أفرادها مازالوا يتسلمون رواتبهم وكل الحوافز من قبل المؤسسة العامة للكهرباء بالرغم من غيابهم عن العمل والدوام وفرارهم بعد ارتكابهم ما هو أبشع من القتل في حق زميلهم.. وهذا بالفعل ما يرسم علامات الاستفهام والاستنكار لدى كل من يعرف هذه المعلومة التي قد لا يعلمها معالي الأخ وزير الكهرباء لكن شركاء القتلة والمجرمين في المؤسسة يعلمونها جيداً لأن ضمائرهم الخبيثة حولتهم إلى وحوش آدمية يفترسون كل من يقول لهم اتقوا الله وخافوا الله واحذروا من غضب الله ومن انتقام الله. صوت شاحب وروح قوية فوق سرير المرض كانت زيارتي للأخ عدنان علي محمد المداني - مدير إدارة المتابعة والمسئول الثقافي والإعلامي بنقابة عمال المؤسسة العامة للكهرباء والذي لم يتبق منه سوى صوت شاحب وروح قوية مؤمنة بالله عز وجل وكومة من الجلد المحروق الذي كشف انحطاط ضمائر عصابة من اللصوص الذين تفننوا في البشاعة التي ترفض حتى الحيوانات في الغاب ممارستها ضد بعضها البعض ..بجانب عدنان كان هناك عدد من زملائه وأصدقائه ممن أحبوه لسنوات وهم البلسم الذي يهون عليه الآلام والجروح كما شعرت بذلك وهم يتبادلون معه الحديث والمزاح والضحك ليخففوا عن أوجاعه ومعاناته، وبعد برهة من الوقت سألته بعض الأسئلة حتى اعرف بالتحديد أي ذنب ارتكبه ليستحق عليه كل هذا العقاب وكل هذا الألم وكل هذا الإجرام الذي ارتكب في حقة وقلت له حدثني باختصار عما جرى خوفاً على صحته وتقديراً للآلام التي يعانيها؟ فابتسم وقال لي باختصار كما تحب: (قدر الله وما شاء فعل) فلم استطع أن أمنع نفسي من الضحك لروح الدعابة وخفة الدم التي يملكها رغم ما به من أوجاع فقلت له ضاحكاً ليس الاختصار إلى هذه الدرجة بالطبع حدثني عما جرى بشكل أكثر تفصيلاً. فأجابني قائلاً: طبعاً ما حدث لي بسبب الفساد، هذا الفساد الذي يمارسه بعض عديمي الضمائر في المؤسسة العامة للكهرباء حيث كنا مجموعة من الشباب في صفحة الفيس بوك كنا نتداول الأخبار عن الذي يجري داخل المؤسسة من فساد مالي وإداري كبير وطبعاً ما دعانا لكشف الذي يجري في المؤسسة أن هذا الفساد كبير جداً ولا يستطيع أحد أن يتحمله ويسكت عليه مطلقاً لأن الله سبحانه وتعالى لا يرضى بهذا الفساد ولا بالإفساد في الأرض إلى هذه الدرجة، فبدأنا بنشر بعض الوثائق في الفيس بوك لإدانة هؤلاء الفاسدين أولهم الذي كان على رأس القائمة الموظف في المؤسسة في الشئون المالية و الذي كان علية حكم قضائي من المحكمة بالسجن لمدة عامين ودفع الغرامات التي قام بنهبها من فرع الحيمة الداخلية في منطقة كهرباء المحافظة وبعض معاونيه وهو الأمر الذي أدى لأن يجن جنونهم على إثرة، فأوصلوني إلى ما أوصلوني إليه.. وخرجت من جوفه تنهيده عميقة وتابع الكلام: طبعاً كان هناك مؤامرة قبل الحادث بقرابة شهر لأن الاستهداف كان مطروحاً بقوة حيث خططوا للقيام باغتيالي وتصفيتي جسدياً الأمر الذي لم أتنبه له إلا بعد الحادث الأخير وإحراقي بمادة الأسيت أمام منزلي حيث تمت مراقبة منزلي قبلها بأسبوع حسب التحريات في النيابة بعد الحادث وشهادة الشهود بانهم لاحظوا أن الجناة كانوا يحومون على منزلي فوق سياراتهم ويقومون بمراقبة المنزل قبل الحادث بأسبوع وبعد مراقبتهم لي في آخر يوم أثناء خروجي من المنزل للذهاب إلى العمل قاموا برش مادة الأسيت على وجهي وجسمي ..وأعجز أن اصف ما شعرت به في تلك اللحظة من الم ووجع لا يمكن لأي إنسان أن يتحملها أو يصفها بكل قواميس وكلمات البشر، لكني أقول فقط (حسبي الله ونعم الوكيل هو نعم المولى ونعم النصير). ابتلاء وحمد كيف ترى الدنيا بعد الحادث؟، كان سؤالاً أجاب عنه عدنان بقوله: بعد الحادث حدث تغيير كبير في حياتي لا استطيع أن أصفه والإنسان يعيد حساباته ويفكر في الناس الذين كانوا واقفين معه وضده والألم والوجع الذي رايته والذي لا يطيقه أي إنسان وتعجز عن تحمله حتى الجبال وأقسم بالله بأني لا أرضاه لأي إنسان مهما فعل من ذنب لكن في الأخير احتسبته عند الله وقلت حسبي الله ونعم الوكيل وهذا ابتلاء وإذا أحب الله العبد ابتلاه وأنا أحمد الله وأشكره على كل شيء. ورغماً عن كل ما عاناه عدنان إلا أنه لايزال يأمل في القضاء على الفساد “طبعاً طالما هناك عرق ينبض من الناس المصلحين الذين يخافون الله و يرفضون الفاسدين بإذن الله سينتهي الفساد”. “إلى الآن مازال الجناة فارين والحمد الله أصدر النائب العام قبل أيام امراً قهرياً بالقبض على الجناة وعددهم خمسة أشخاص” كما قال عدنان، ولكن أملنا أيضاً في الإخوة في الداخلية الذين نعول عليهم كثيراً في القبض على الجناة خاصة وقد صدر تعميم أمر القبض القهري على كل النقاط الأمنية وسيتم قريباً بإذن الله القبض عليهم. رسائل ووصايا رسائل ووصايا، هي ما يرسلها عدنان، محدداً إياها “لكل من وزير الكهرباء أقول له اتقي الله في التعيينات التي تقوم بها ولا تحذو حذو سلفك ولا تعتمد المنظور الحزبي كمعيار للتعيين وإنما حاول أن تجمع كل القوى داخل المؤسسة وهم كثيرون من كل الأطياف السياسية والمستقلين وأصحاب الخبرة والكفاءة، ووصيتي الثانية للإخوة الموظفين أن لا تسكتوا عن الحق مهما كان وقد أثبتم في الأيام الماضية بانكم جديرون بخلع أي فاسد مهما كان فلا تخافوا من الفاسدين وخافوا فقط من الله عز وجل”.