اسمٌ غني عن التعريف، يكفي أن تسلّم حواسك لترنيمة عوده لكي تعبر العالم في ثوانٍ وتقع فجأة في حب النغم، لذا كان لقب «ملك العود» من نصيبه وبجدارة، صوته شامخ بشموخ وطنه الحبيب، طموح ومكافح لذا تلاحقه الجوائز والشهادات الموسيقية في المحافل بنهم، متواضع جدّاً ويحب مخالطة الجميع والتحدث معهم، ابنته الفنانة الجميلة وصاحبة الصوت المتفرّد بلقيس، ظهرت قبل سنوات على الشاشة الصغيرة واستطاعت في فترة وجيزة أن تصعد سلّم التميُّز والشهرة بثبات، الفنان الموسيقار الدكتور أحمد فتحي ضيف على “ألوان” في حوار خاطف تحدّث فيه عن مشاريعه المستقبلية وابنته بلقيس وعن وطنه الحبيب اليمن.. ما الذي يفعله الموسيقار أحمد فتحي هذه الأيام..؟. أعكف على عمل مؤلّفات موسيقية استعداداً لتقديمها في جمهورية ألمانيا مع الأوركسترا السيمفوني العام المقبل. .. أين يجد الدكتور أحمد فتحي نفسه أكثر؛ في الموسيقى التراثية أو الموسيقى والغناء الطربي الحديث، ولمَ..؟!. أجد نفسي هنا وهناك حيث قدّمت أعمالاً عدّة من التراث اليمني وقمت بالمعالجات الموسيقية اللازمة لتلك الأعمال، وقد حقّقت حضوراً واسعاً في الداخل اليمني والخارج، كما صيغت ألحان معاصرة بصوتي وللآخرين ومن آخر تلك الأعمال «رد قلبي - أنت وقلبي اتفاهموا» للشاعرين مهدي رسام والأمير بدر بن عبدالمحسن مع الأوركسترا السيمفوني وغنتهما بلقيس. .. آخر ألبوماتك تميز بتعدُّد اللهجات فيه، هل تعتبر هذا ذكاءً فنياً أم أنه مجرد صدفة..؟!. بل هو واجب على الفنان الذي يتجاوز حدوده المحلية إلى نطاق أوسع؛ عليه أن يمتّع تلك الجماهير التي تتابعه بلهجاتها، والأمر لا يحتاج إلى ذكاء. .. متى يصل الموسيقار أحمد فتحي إلى حالة التوحُّد مع العود..؟. عندما أجد نفسي تواقاً ومشتاقاً إلى آلتي وتوأم روحي؛ حينها أقفل الأبواب والهواتف وتبدأ لحظة التوحُّد. .. ما رأيك بصوت بلقيس أحمد فتحي كفنانة بعيداً عن كونها ابنة..؟!. بلقيس مطربة موهوبة وطموحة ومجتهدة جداً، والأغرب أنها تقدّم الغناء الأوبرالي دون دراسة ذلك الأسلوب من الغناء، ولكن بحسب قادة الاوركسترات التي يرافقونها يشهدون لها بالكفاءة وهذا ما يدهشني. .. هل تتدخّل في اختيار بلقيس للأغاني والكلمات والألحان..؟!. هي الآن تملك بعض الخبرة وتعرف ما الذي يريده جمهورها من الشباب وبالتالي يأتي اختياراتها لألبوماتها في الغالب بين ما أريده وما تريده. .. متى ستغنّي بلقيس لأبيها كلمات وألحاناً وربما عزفاً على العود..؟!. هذا قد حصل بالفعل، حيث غنّت لي عدّة أعمال منها على سبيل المثال «يا بوي أنا ما قدر» وهي كلماتي وألحاني وعزفي، وهذا يتطابق مع سؤالك، وهناك ألحان أخرى كثيرة غنّتها لي. .. من مجمل الجوائز المحلّية والعالمية.. أي الأعز والأغلى على قلبك..؟!. الحقيقة أن الجوائز كثيرة جداً وشهادات التقدير أكثر بكثير وإن كنت أعتز بشهادة نوبل العالمية - وشهادة قاعة الملكة اليزابيث في لندن - وشهادة كيندي سنتر في أمريكا - وشهادة كلية التقنيات العليا في باريس - ولكن يأتي أيضاً اعتزازاي بالوسام الذي منحني إياّه جلالة السلطان قابوس راعي النهضة الموسيقية في سلطنة عمان، أما الوسام الأكبر الذي أضعه على صدري وأعتز وافتخر به فهو حب جمهوري العزيز. .. «ملك العود» ما الذي يعلق بذاكرتك عن هذا الاسم, وماذا يعني لك..؟!. تعود بي الذاكرة إلى الطفولة عندما كنت أصنع آلتي من الصفيح «جالون الزيت» الذي كنت أضع به قطعة خشب وأثبّتها بالمسامير ثم أشدُّ عليها أوتاراً من تلك التي يصطادون بها السمك وذلك ما كان متوافراً حينها، وتدرّجت حتى أصبحت أختار مقاييس آلتي ونوعية أخشابها وأوتارها المستوردة من أوروبا، أعتقد أن هذه التجربة الطويلة جعلت الناس يمنحونني ذلك اللقب «ملك العود» ولا أنكر أن هذا أسعدني، ولكن لم يتوقف الأمر عند الألقاب؛ فإني أعطي لآلتي ما يكفي من الوقت للتدريب يومياً حتى أكون أكثر قدرات ولياقة في التعامل مع الآلة. .. ما تعقيبك على ما يحدث باليمن في الوقت الراهن، وما هي رسالتك إلى الوطن والوطنيين..؟!. ما يحدث في اليمن حالياً هو نفس ما يحدث في بلاد ثورات الربيع العربي، وهذا أمر لن يستمر، فما قامت من أجله الجماهير سوف يتحقّق في النهاية، فالشعوب هي التي تصنع المعجزات، سؤالك هذا صعب ومن شقّين، الشق الأول أردُّ عليه بنشيدي الوطني الذي غنيته في دار الأوبرا العام المنصرم وهو من كلمات الصديق الشاعر محمود الحاج ويقول مطلعه: يا وطني الثائر لن نخضع ولغير الخالق لن نركع سنكون بفضل الثورة أمّة حُرّة وسنصنع غدنا الأروع أما الشق الثاني فأقول للوطنيين الشرفاء إن الوطن في أمسّ الحاجة إليكم، وأعلم أنه عبء ثقيل ولكن هذه هي ضريبة الوطنيين الشرفاء تجاه أوطانهم في مثل هذه الظروف الشديدة الصعوبة، كان الله في عونكم أيها الأعزاء، وحمى الله بلدنا من شر الفساد والمفسدين. .. لمن يستمع اليوم الفنان أحمد فتحي على الساحتين العربية والمحلية..؟. أعذريني أنا في هذه الأيام في همومي التي أترجمها إلى إبداع في مجال المؤلّفات للحدث المهم القادم بالنسبة لي في جمهورية ألمانيا. .. ما الذي ينتظره جمهورك العريض منك في الفترة المقبلة..؟. في المجال الموسيقي سبق أن تحدّثت عنه، وبالنسبة للأغاني فإن لدي مجموعة غنائية جاهزة وسوف أصدرها في الوقت المناسب. .. كلمة أخيرة.. في الأخير أتمنّى لبلدي العزيز وأهلي وأصدقائي التوفيق والأمن والأمان، ولكِ أيتها العزيزة «أحلام» كل التقدّم والازدهار، والله معنا جميعاً.