ظلت الجرائم مخيمة ومتصدرة لكافة الاحتمالات وقائمة الاختيار فهي الأكثر، فكانت الصداقة ونهايتها المؤلمة على يد أحد الشباب وانتقامه البشع والغادر من أبناء مدينته وقعت تفاصيلها مؤخراً في مدينة إب من خلال بلاغ تلقته الأجهزة الأمنية بالمدينة كسابقة من بلاغات القتل ووصول جثث القتلى فيها للمستشفيات أو العثور عليها وحتى وجودها في مسرح الجريمة.البلاغ الأولي مفاده وصول جثة شاب عليه طعنة قاتلة في جنبه جهة القلب ولعل السلاح المستخدم هو أبيض «خنجر»، فتم استدعاء خبراء الأدلة الجنائية الذين هرعوا إلى المستشفى وقاموا بتصوير الجثة فوتوغرافياً ومعاينتها ظاهرياً ومن ثم إيداعها ثلاجة الموتى لحين استكمال الإجراءات القانونية في القضية. لم ينته عمل خبراء الأدلة عند ذلك فحسب فتحركوا إلى مكان الحادث «مسرح الجريمة» مع طلوع شمس ذلك اليوم لاسيما وأن كل ما سبق هذا العمل تم في وقت الفجر مما يعني أن البلاغ كان عند فجر ذلك اليوم، أثناء وصول الأدلة ممثلة بخبراء مسرح الجريمة لمكان الحادث ومعاينته كانت هناك أطقم أمنية وأفراد الأمن منتشرون في المكان وضواحيه ولم يكن هذا الانتشار والتواجد بالعادي والطبيعي ولم يكن مسرح الجريمة أصلاً في حاجة لذلك التواجد الأمني وكان الأمر يبدو غير كل التوقعات. انتهى خبراء الأدلة الجنائية وغادروا المكان بينما الأطقم الأمنية ورجال الأمن باقون في المكان وحينها استمر تواجدهم لساعات وكان السبب يتضح رويداً رويدا،ً وظهر ذلك من خلال سبب المغادرة وبصحبتهم «أي الأطقم ورجال الأمن» شاب في مقتبل عمره في عمر القتيل تماماً كأنه المتهم بقتل الشاب الذي وصلت جثته وعليها أثر طعنة قاتلة في الجنب الأيسر جهة القلب. أوصل رجال الأمن الشاب الذي تم اصطحابه وذلك إلى إدارة شرطة المديرية المختصة وتم هناك التحفظ عليه ومباشرة التحقيقات معه وأخذ محاضر جمع الاستدلال والتحري معه أيضاً، ولم يكن الأمر بالصعب فالمفاجأة أنه اعترف بارتكاب جريمة قتل صديقه ولم يكن يعلم أن عملية القبض عليه كانت للاشتباه فقط كون القتيل صديقه ورفيق دربه وجليسه، إلا أنه وفّر جهداً كبيراً على المحققين ورجال البحث. المتهم الشاب أسرد تفاصيل كامله لقتله صديقه طعناً باستخدام سلاح ابيض «خنجر» حينما كانا عائدين من العاصمة صنعاء حيث ذهبا إليها للبحث عن عمل ولم يجدا فقررا العودة لمدينتهما إب وعند وصولهما إب وأثناء ما كانا مترجلين بالقرب من منزلهما حدثت بينهما مشادة كلامية نتيجة سبب تافه جداً حد قوله. كان المتهم يحمل بحوزته سلاحاً أبيض «خنجر»، واستخدمه في آخر مطاف المشادة الكلامية وليدة اللحظة مستغلاً حسب تعليله ما حدث من صديقه تجاهه في صنعاء حيث يقول إن صديقه صفعه بالوجه بدون سبب ونتيجة لمشادة كلامية مماثلة لمشادة ليلة الجريمة فردّ الصاع له صاعين حينما صفعه صديقه، فهو قرر أن يطعنه بدل الصفعة، وكأنه ظل مقهوراً من ذلك اليوم، فالطعنة حسب الخبراء والمعاينة كانت قاتلة طعنة قوية وفي مكان خطير.. نعم المتهم غرس خنجره في جنب صديقه بجوار قلبه بقوة جعلتها قاتلة بمعنى الكلمة وأسقطت الشاب أرضاً مضرجاً بدمائه ليفر هارباً ويتصل لشقيق القتيل ويبلغه أن أخاه في الشارع جثة هامدة محدداً المكان بالضبط منهياً المكالمة بالقول: المتصل فاعل خير ومن هنا عرفت أسرته بالأمر فخرجوا من المنزل ليجدوا ابنهم بالأرض مقتولاً بينما هو ذهب للمنزل وبقي فيه إلى أن تم القبض عليه بداخل منزله الذي يبعد نوعاً ما عن منزل القتيل.. دونت اعترافاته بالمحضر وتم تثبيتها بحضور شاهدين على الاعتراف والإقرار وتحديد المكان الذي تخلص فيه المتهم من السلاح المستخدم في الجريمة «الخنجر»، وتم العثور عليه وتحريزه واستكمال الإجراءات في القضية وإحالة المتهم مع أوليات ملف القضية والتقارير الفنية الجنائية والسلاح المستخدم في الجريمة إلى النيابة العامة طبقاً للقانون. باشرت النيابة المختصة مكانياً في الجريمة التحقيقات ولاتزال منظورة لديها وكما يبدو من التفاصيل السابقة وما تضمنته اعترافات المتهم أنها جريمة مؤسفة وليس لهذا الحد أن يقدم شاب على قتل صديقه الشاب بتلك القسوة والبشاعة وبدون رحمة، ولذلك السبب التافه إلا إذا كان هناك سبب آخر وأفعال أخرى تتعلق بالانحراف الذي أصاب بعض شباب هذه الأيام وتعاطيهم للحبوب المخدرة وما يطلق عليهم «شباب محببين» ،وهذا الأمر في حاجه لإعادة النظر لمراقبة تصرفات وجلساء شبابنا بشكل عام وهذا ما نتمناه من قبل أولياء الأمور وكل المسؤولين في هذا المجتمع كافة.