أخيراً.. كان اليمنيون مساء الخميس الفارط على موعدٍ مع الفوز الأول للمنتخب الوطني.. انتظرته الجماهير كثيراً. فوز المنتخب على نظيره الباكستاني في التصفيات التمهيدية لكأس العالم 2018 في روسيا مثّل إنجازاً بمقاييس عديدة، قد يكون منتخبنا أعلى كعباً من نظيره الباكستاني في المواجهات المباشرة، غير أن وصفنا للفوز اليمني ب(الإنجاز) يأتي من عدة أوجه. أول تلك الوجوه أن المنتخب خاض منافسات التصفيات التمهيدية في ظل توقف مستمر للدوري المحلي، قد يكون نصف لاعبي المنتخب محترفون في دوريات مجاورة، غير أن النصف الباقي يفتقد حساسية المنافسات و(الفورمة) التي يحتاجها في مثل هكذا مباريات دولية. ولعل الفوز من صنع اللاعبين، إلا أن السر الأول والسبب الرئيسي في نظري يعود إلى المدرب (ميروسلاف سكوب)، ومقدرته على توجيه دفة القيادة نحو فوز أول سيفيد كثيراً في تصنيفنا العالمي. لهذا أدعو اتحاد الكرة إلى سرعة تجديد عقد المدرب الذي ينتهي في مايو القادم، كما أطالب بالتمسك به نظير ما قدمه من جهود في تطوير المستوى العام للمنتخب خلال المنافسات التي خاضها في خليجي 22 في الرياض، وفي مباراة أمس الأول الخميس. أعتقد أن الاتحاد ماضٍ في التمسك ب(سكوب)، خاصة وأن المنتخب بحاجة للاستقرار الفني، كما أن المنتخب الأولمبي لم يخض بعد منافساته، إلا إذا كان لميروسلاف رأي آخر في ترك اليمن والبحث عن منتخب آخر وهو الذي ذاع صيته إقليمياً وعربياً وتلقيه عروضاً مغرية عطفاً على ما قدمه مع منتخبنا. الوجه الآخر للإنجاز يتمثل في عودة السعادة إلى قلوب اليمنيين في ظل وضع سياسي عام أورث كل مشاعر الإحباط واليأس والقنوط، إلا أن المنتخب الذي رسم البسمة خلال خليجي 22 في الرياض قبل شهور هاهو يعود لممارسة مهمته في ترويج الفرحة وبيع الأمل بعد أن افتقدهما اليمنيون. وذات الوضع السياسي غير المستقر في اليمن هو الذي دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى تهنئة الشعب اليمني بالفوز الكروي، في يوم شهد فوزاً متكرراً لمنتخبات مغمورة تعاني بلدانها أزمات سياسية ومشاكل لا تقل عما تشهده اليمن، ولعل هذه التهنئة تؤكد قيمة الإنجاز اليمني ومدى أهميته خلال اللحظة الراهنة.. الفوز بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف على باكستان في ملعب النادي العربي في قطر (باعتباره ملعب منتخبنا) قد لا يكون مطمئناً لحسم تأهل منتخبنا إلى المرحلة التالية من التصفيات، بحسب محللين، غير أن موقعة الإياب في لاهور الباكستانية لن تكون من طرف واحد، فلاعبونا مرشحون بقوة لتسجيل أهداف إضافية كما سجلوها في موقعة الذهاب، وليس الأمر صعباً بنظري في وجود مدرب كفء بمثل قدرات (سكوب). كما أن على لاعبينا الالتزام بالجماعية والنأي بأنفسهم عن اللعب الفردي الذي كان طاغياً خلال مواجهة الذهاب، بالإضافة إلى الرعونة المفرطة في إنهاء الهجمات وضياع جهود التحضير لها هباءً بسبب التسديد في السماء، وهي أسباب منعت منتخبنا من زيادة الغلة التهديفية أمام باكستان، وعلى المدرب معالجة لتك الاختلالات الهجومية، لتحقيق إنجاز آخر ينتظره ملايين اليمنيين. [email protected]