جميل جداً أن نرى البناء والتقدم العمراني في كل أنحاء البلاد، والأجمل أن يكون مخططاً مسبقاً، فالكثير من الأراضي والنواحي قد تم تخطيطها مسبقاً ولكن دون تطبيق فعلي، فالتخطيط ظل طي النسيان وواقعياً وعائقاً أمام مصالح البشر في تقدم حياتهم. ولكن بسبب التأخير في تنفيذ هذه المخططات أدت إلى الإخلال بها، فما إن سنحت الفرصة لأصحاب العقارات حتى نفذوا مخططاتهم الخاصة وبدأوا بالعمران والبناء بشكل مخالف خلال فترة السنتين الماضيتين. كما لوحظ البناء العشوائي وبشكل مكثف في أنحاء مختلفة من المدن وحتى في الضواحي، وفي حالات أكثر جرأة البناء في عقارات قد خصصت سابقاً كحدائق أو متنفسات وسط المدن دون أي خوف من أي ردود أفعال من الجهات المختصة. أسباب تخل بالمخططات من الأسباب التي تخل بالمخططات التأخر في إتمام أو تنفيذ التخطيط الذي اعتمدته الدولة في هذه المناطق، وعدم تعويض المواطنين في حالة الأراضي التي تم إدخالها ضمن التخطيط سواء كانت طرقاً عامة أو متنفسات وحدائق، كلها ظلت قيد الواقع وعائقاً أمام أصحاب العقارات، فلا الدولة استفادت ولا أصحاب الملك استفادوا، بالإضافة إلى غياب الرقابة وتقاعسها في إتمام مهامها المطلوبة، فتم عمران هذه العقارات بين ليلة وضحاها، وهنا يزداد الأمر سوءاً فيزداد تجاهل الجهات المختصة وتزيد المخالفات وينجو المخالفون من العقوبات أو الغرامات اللازمة، فلو سهلت الجهات المختصة إجراءات إصدار التراخيص لما حدثت مثل تلك المخالفات. وما يزيد الطين بلة عندما يختل البناء ويصبح عشوائياً، وهنا تكمن الكارثة، وعندها تواجه الدولة مشاكل جمة، ناهيك عن معاناة المواطنين من عدم توفر البنية التحتية أو الخدمات الأساسية في الأحياء المستحدثة عشوائياً، كل ذلك يثقل كاهل الدولة ويؤثر على جوانب التنمية، ليس هذا فحسب بل إن المخالفين يستغلون صمت الجهات المختصة في الاستمرار في مثل هذه المخالفات، وحتى لو تم تدخل الجهات المختصة فإنها تقوم بعملية الهدم وتترك مخلفات البناء المهدوم على قارعة الطرقات، وربما في منتصفها، ما يتسبب في تشويه المنظر الجمالي ويتسبب في مشاكل عديدة. وأتساءل هنا، هل من الضروري وجود عقوبات أو حتى رقابة لكي نكون مواطنين نهتم بمصلحة الوطن والمجتمع؟ فنحن نكثر من انتقاد الحكومة وتقاعسها في تأدية واجباتها، والمواطنون أنفسهم هم من يتسببون في تعزيز الجانب السلبي الأكبر في تشويه جمال هذه الأرض الطيبة. لسنا بحاجة إلى رقابة أو عقوبات لنحفظ جمال الوجه اليمني بل نحتاج للقليل فقط من الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن.