تُوج فريق الصقر من تعز بلقب دوري الدرجة الأولى لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخه قبل جولة من نهاية المسابقة، إثر فوزه المثير أمس الجمعة على مطارده المباشر أهلي صنعاء بهدفين نظيفين في اللقاء الذي جمعهما بتعز.. ويدين الصقر بهذا الفوز لنجميه محسن قراوي وشعبان النجار اللذين تمكنا من تسجيل هدفي المباراة التي اتسمت بالحذر الشديد والتكتيك المنضبط على المستوى الدفاعي باعتبارها مباراة بطولة. أصحاب الأرض اعتمدوا على تشكيلة 3 - 5 - 2 التي حاول من خلالها المدرب المصري ابراهيم يوسف السيطرة على خط المنتصف مع التحفظ الدفاعي خشية تسجيل هدف مبكر قد يربك حساباته، فيما كان اعتماد الضيوف على خطة 4 - 4 - 1 - 1 ، التي تتحول الى 3 - 5 - 2 في بعض الأوقات مع إعطاء تعليمات واضحة للظهير الأيمن المخضرم محمد بارويس بعدم الاندفاع كثيراً للأمام رغبة في الحد من خطورة المرعب وليد الحبيشي، وهو ما حدث بالفعل حينما استطاع بارويس إلى حدٍّ ما إغلاق هذه الجبهة أمام انطلاقات الحبيشي ليكون اعتماد الامبراطور بصورة كبيرة على شن الهجمات من الطرف الآخر، حيث يتواجد “ادس هاوزنوفيتش” ومحمد السروري وإسناد متواصل من محمد قشاش الذي شكل حلقة وصل أساسية بين خطوط فريقه وأدى دوراً تكتيكياً عالياً لتبدأ أولى المحاولات الأهلاوية بعد مرور 5 دقائق من البداية حينما أهدر هداف الدوري “كولي” أول فرصة حقيقية مفضلاً التسديد عالياً. ومع مرور الوقت ظهر أن الصقر لعب بواقعية كبيرة باعتباره يلعب على فرصتي الفوز والتعادل في أسوأ الأحوال والذي يكفيه لإعلان نفسه بطلاً متوجاً بصرف النظر عن نتائج الجولة الأخيرة، لذلك كان تفكير المدرب ابراهيم يوسف منصباً في كيفية الحفاظ على نظافة شباكه أولاً ومن ثم التفكير بتسجيل هدف في مرمى المنافس، وهو ما ظهر جلياً منذ الدقيقة السابعة تحديداً التي وضعت حداً لفترة جس النبض، فتقدم لاعبوه شيئاً فشيئاً نحو المناطق المحرمة للأهلي غير أن الاعتماد كان بشكل كبير على الاندفاع من العمق عبر أكرم الورافي وعبدالحميد عواس وعصام الورافي الذين حاولوا إمداد رأسي الحربة “قراوي والنجار” بالكرات لكنهم اصطدموا بجدار دفاعي منيع بقيادة حمادة الزبيري وباقي الرفاق. وارتكب الحارس الأهلاوي علي العنسي خطأ فادحاً إثر خروجه الخاطئ لولا استبسال مدير عبدربه الذي تدارك الموقف وتمكن من إبعاد الكرة المتجهة صوب المرمى إلى ركنية في الدقيقة (21) أثمرت عن تسجيل الهدف الأول حينما نجح محسن قراوي في القفز فوق الجميع وتحويل الكرة برأسه لمعانقة الشباك، مشعلاً الأفراح في المدرجات وسط فرحة هستيرية في دكة البدلاء الصقراوية. هذا الهدف كان بمثابة ناقوس الإنذار للأهلي الذي حاول العودة إلى أجواء المباراة وإعادتها إلى نقطة البداية، من خلال تكثيف هجماته وتنويعها عبر العمق والأطراف لإدارك التعادل، حيث أهدر كولي فرصة سانحة للتسجيل إثر عرضية رائعة من زميله فؤاد العميسي الذي راوغ اثنين من المدافعين قبل أن يحولها عرضية زاحفة ناحية كولي لكنه كان أبطأ من الوصول إليها في الدقيقة (27). وأجرى ابراهيم يوسف بعض التعديل في شاكلته، حيث أعاد المهاجم شعبان النجار الى مركز الظهير الأيمن لسد الثغرة الواضحة في هذه الجهة بينما أعطى تعليماته للاعب الوسط أكرم الورافي في التقدم ناحية الأمام لمساندة رأس الحربة محسن قراوي لينحصر اللعب بعدها في منطقة الوسط التي كانت مسرحاً للكر والفر دون تشكيل خطورة حقيقية على كلا الحارسين، لتنتهي الحصة الأولى بتقدم الصقور بهدف دون رد. تعليمات المدربين لم تختلف كثيراً في الشوط الثاني الذي لم يشهد تغييراً ملموساً في التشكيلتين عدا أن الضيوف حاولوا الاعتماد أكثر على كشف مصيدة التسلل التي وقع فيها لاعبو الصقر 3 مرات في غضون 5 دقائق فقط. وكاد عبدالحميد عواس أن يضاعف الغلة لفريقه في د(51)، حينما سدد كرة قوية من حدود منطقة الجزاء لولا براعة الحارس علي العنسي الذي نجح في التصدي لها على دفعتين ليجري بعدها مدرب الصقر أول تبديلاته بإخراج قائد الفريق أكرم الورافي والزج بالمهاجم عماد منصور كرأس حربة ثان وبعدها بنحو 10 دقائق أخرج صاحب الهدف محسن قراوي ودفع بلاعب خط المنتصف نجيب الحداد. وحرم الحارس الأهلاوي علي العنسي البديل الصقراوي عماد منصور من التسجيل حينما تصدى ببراعة لكرته الرأسية المحكمة عند الدقيقة (74) غير أن هذه البراعة لم تكن كافية لمنح زملائه الاطمئنان والتحرر من حالة الدفاع، في ظل نجاح مدافعي الصقر في إغلاق كل منافذ العبور أمام مهاجمي الأهلي الذين استسلموا للرقابة اللصيقة المفروضة عليهم من القائد محمد فيصل رفقة زملائه المدافعين محمد فؤاد ومحمد فتحي والرائع جداً معتز أحمد. تبديلات السوري محمد حوالي مدرب أهلي صنعاء تأخرت كثيراً، فكان تغييره الأول والوحيد عند الدقيقة “79” بإخراج بول ديوك وإشراك أحمد الظاهري بينما فضّل الإبقاء على خط الهجوم كما هو عليه وكأنه سلّم بالنتيجة.. وفي المقابل أجرى مدرب الصقر تبديلاً اضطرارياً بإخراج عصام الورافي الذي تعرض لشد عضلي وإشراك معاذ المزجاجي بديلاً له. وفي حين كانت المباراة تسير نحو نهايتها، أطلق المصري شعبان النجار رصاصة الرحمة على الامبراطور بتسجيله الهدف الثاني مستفيداً من تمريرة ذكية أهداها له زميله نجيب الحداد لم يتوانَ في إيداعها الشباك الحمراء عند الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب كبدل ضاع والمقدر بخمس دقائق لتنطلق الصيحات في المدرجات التي امتلأت بالجماهير التعزية المؤازرة للصقر. فلاشات: الصقر أعلن نفسه بطلاً رسمياً للمسابقة دون انتظار نتائج الجولة الأخيرة بعدما رفع رصيده الى 62 نقطة بفارق سبع نقاط كاملة عن مطارده المباشر أهلي صنعاء الذي ضمن مركز الوصافة. - أدار اللقاء بنجاح طاقم تحكيمي مكون من حسين باحزيم في الساحة وعلي الحسني وعبدالهادي باحزيم في الخطوط وأحمد الوحيشي حكماً رابعاً. غياب المهاجم المخضرم علي النونو شكل فراغاً واضحاً في خط المقدمة الأهلاوية، بينما فضّل المدرب محمد حوالي الاحتفاظ بالمخضرمين عبده الادريسي وفؤاد العماري في دكة البدلاء، ربما لعدم جاهزيتهما.. فيما لعب الصقر بكامل نجومه. - الصقر حقق هذا الموسم 62 نقطة قابلة للزيادة مع بقاء مباراة أخيرة تجمعه مع مستضيفه الاتحاد في إب، وهو رقم قياسي لم ينجح أي فريق في تحقيقه من قبل، كما أنه الفريق الوحيد الذي لم يخسر أية نقطة داخل ملعبه، حيث لعب 15 مباراة سجل فيها العلامة الكاملة 45 نقطة دون أية خسارة أو تعادل.