قيّض الله سبحانه وتعالى أيادي بيضاء سخية ممثلة بمؤسسة البصر الخيرية العالمية للعمل على مكافحة أمراض العيون في اليمن ، وإزاحة الإعاقات البصرية والحجب السوداء القاتمة التي غطت على عيون الكثير من فقراء هذه البلاد، وكانت الرؤية بالنسبة إليهم مجرد أحلام فأصبحت حقائق تُترجم على أرض الواقع من خلال إقامة المستشفيات التخصصية لطب العيون ومعالجة المرضى برسوم رمزية للغاية، فضلاً عن المخيمات المجانية لعلاج العيون في مختلف المحافظات. هكذا بدأ ممثّل مؤسسة البصر الخيرية العالمية في اليمن، الأستاذ محمد بن حسن الحميري حديثه معنا خلال لقاء صحفي استعرض فيه مجمل نشاط وخدمات المؤسسة في هذا المجال منذ الانطلاقة الأولى في المبنى القديم بخور مكسر بمحافظة عدن الذي افتتح عام 2004 م تحت اسم مستشفى مكة التخصصي لطب العيون ثم في مبناه الجديد بحي السنافر في مديرية المنصورة الذي افتتح بداية عام 2014م، وكذلك مستشفيات المكلا وجبلة والمخيمات.. وفيما يلي تفاصيل اللقاء: بداية الفكرة كيف بدأت الفكرة..؟ منذ إنشاء المؤسسة عام 1989م في مدينة الخبر بالسعودية كجهة خيرية غير ربحية وغير حكومية وضع روادها بإشراف مباشر من أمينها العام أ.د عادل بن عبدالعزيز الرشود نصب أعينهم خدمة المسلمين في أنحاء العالم فأقامت المستشفيات التخصصية للعيون المزودة بأحدث الأجهزة الطبية والأطباء ذوي الخبرة والكفاءة العالية برسوم مخفضة، وأقامت المخيمات المجانية في أوقات متفرقة وفي المناطق الأكثر حاجة، واليمن واحدة من 43 دولة في العالم التي نالت حظها من هذه الخدمات الإنسانية. المستفيدون فاق عددهم المليون ماذا تم من خدمات في مكافحة الإعاقات البصرية منذ بداية النشاط وحتى الآن..؟ حققت المؤسسة قفزات متقدمة في مجال مكافحة أمراض العيون في اليمن خلال العشر سنوات الماضية من خلال مستشفياتها في عدنوالمكلا وجبلة برسوم رمزية تصل تخفيضاتها إلى 40 % تقريباً مقارنة بالمستشفيات الخاصة المماثلة الأخرى، وتمثّلت هذه الأعمال في 759 ألفاً و 82 معاينة واستشارة طبية، و 68 ألفاً و 404 عمليات جراحية، فضلاً عن إقامة 86 مخيماً مجانياً في مختلف المحافظات تم فيها معاينة 295ألفاً و250 فرداً، رجالاً، ونساء وأطفالاً وإجراء 23 ألفاً و 237 عملية حتى نهاية العام الماضي 2014 م. مستشفى مكةبعدن والمستشفيات الأخرى أيٍّ من مستشفياتكم قدمت خدمات أكثر..؟ مستشفى مكة في عدن يجري يومياً ما بين 30 - 50 عملية جراحية، وهو الأكثر استقبالاً لمرضى العيون القادمين من المحافظات القريبة مثل لحج والضالع وتعز وأبين والبيضاء إضافة إلى عدن، وقد نفذ هذا المستشفى منذ افتتاحه عام 2004 م 338 ألفاً و 497 معاينة و 43 ألفاً و 809 عمليات جراحية بتخفيضات إجمالية وصلت إلى أكثر من 72 مليون ريال، علماً أن المستشفى يحتوي على عدد من عيادات الفحص و 3 غرف أجهزة فحص النظر والعدسات وقسم عمليات تجهيز حديث وجهازي فاكو (ليزر) و 4 أجهزة مايكروسكوب وجهاز تخدير عام إضافة إلى صيدلية متخصصة بأسعار مخفضة ومختبر مجهز للفحوصات اللازمة ومعرض نظارات. وماذا بشأن مستشفيات المؤسسة الأخرى ومدى نشاطها..؟ بالنسبة لمستشفى هيا اليحيا في المكلا بمحافظة حضرموت فقد بلغ عدد المعاينات والاستشارات الطبية منذ افتتاحه عام 1999م وحتى نهاية العام الماضي 359 ألفاً و857 معاينة، وعدد العمليات بلغ 23 ألفاً و699 عملية جراحية، أما مستشفى مكة في جبلة بمحافظة إب فقد بلغ عدد المعاينات منذ بدء نشاطه عام 2013م وحتى نهاية العام المنصرم 10 آلاف و 728 معاينة وبلغت عملياته 896 عملية، ونود الإشارة هنا إلى أن أعمال بناء مستشفى مكة التخصصي للعيون في الحديدة قاربت على الانتهاء، وسيبدأ العمل فيه في القريب العاجل حال استكمال بنائه وتجهيزه بالطاقم الطبي والإداري وبالمعدات الطبية اللازمة. الأطقم الطبية والكوادر المساعدة هل لنا أن نعرف عدد الأطباء وعدد أفراد الأطقم الفنية والإدارية والمساعدة في المستشفيات المذكورة..؟ إجمالي عدد الأطباء والطبيبات في المستشفيات الثلاثة وصل حتى الآن إلى 21 طبيباً وطبيبة منهم عدد من الأطباء الباكستانيين والأغلبية من العمالة الوطنية من ذوي الخبرة العالية، و20 فني عمليات منهم عدد من الفنيين من الباكستان و30 ممرضاً وممرضة ومائة موظف و10 موظفي بصريات وجميعهم عمالة محلية. المخيّمات المجانية كم عدد المخيّمات التي أقامتها المؤسسة في اليمن، وماذا حققت..؟ فيما يتعلق بالمخيمات المجانية فإن أول مخيم عيون طبي مجاني أقامته المؤسسة كان في الحديدة عام 1993م تبعته مصفوفة مخيمات في محافظات عديدة وصل عددها إلى 68 مخيماً حتى نهاية 2014 م استفاد منها أكثر من 295 ألف مريض، وتم صرف ما يقارب 70 ألف نظارة مجاناً، وأجريت خلالها عمليات إزالة مياه بيضاء وتصحيح نظر وخلافه فاق عددها 42 ألف حالة، علماً أننا نقوم بتشغيل 150 عاملاً إضافياً مؤقتاً في كل مخيم، كما يتعاون معنا في إنجاح المخيم حوالي ألف شخص من أهالي المنطقة. التدريب والتأهيل أين موقع التدريب والتأهيل للكوادر الوطنية في إطار نشاطكم..؟ هذه قضية نعمل على الاهتمام بها دوماً من أجل تحسين أنشطة المؤسسة في اليمن، إذ أننا نسعى إلى بذل المزيد من الجهود وبصورة متواصلة في هذا الاتجاه من أجل تطوير خدمات المؤسسة في كافة مستشفياتها وتدريب وتأهيل أطقمها الطبية والفنية والإدارية وكل الكوادر المنتسبة إليها وتقييمها الجاد بين الحين والآخر والمستمر لكل الجوانب المتعلقة بالعمل عبر زيارات الخبراء والمشرفين المختصين والتقارير الدورية، ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن طلاب وطالبات الطب في جامعة عدن يأتون إلى مستشفى مكةبعدن للتدريب والتأهيل، وطموحنا الوصول بطب العيون في مستشفياتنا إلى أرقى المستويات العالمية ذات الجودة الطبية العالية وتحقيق الأمل المنشود في الرؤية الطبيعية لكل من يحتاجها من أهل اليمن. كلمة أخيرة هل من كلمة تودون قولها في نهاية اللقاء..؟ نعم.. أولاً نبارك للبروفيسور عادل بن عبدالعزيز الرشود، الأمين العام على وصول المؤسسة بخدماتها إلى أكثر من 16 مليون مستفيد في أنحاء العالم، ونشكر الشيخ عبدالرحمن بانافع على كرمه وجوده الدائم لفعل الخير، وتكفّله بتجهيز مبنى مستشفى مكة الجديد في عدن، وإعادة تأهيله ليتناسب مع طبيعة النشاط، وثانياً نشكر قيادة محافظة عدن وكافة الجهات الرسمية والشعبية في عدنوحضرموتوإبوالحديدة وغيرها من المحافظات والشركاء من الأفراد والجهات ذات العلاقة في نجاح هذا العمل الإنساني النبيل، وتهانينا لكل من استفاد من خدماتنا وأزيلت إعاقته البصرية كلياً أو جزئياً.. وشكراً لكم.