ارتباطهم بتراثهم الإماراتي وشعورهم بالمسؤولية تجاه هويتهم الوطنية في ظل الانفتاح الكبير الذي تعيشه الأجيال الجديدة بفعل تيارات العولمة، التي إلى جانب إيجابياتها الكثيرة باتت تهدد خصوصية الشعوب وتراثها الإنساني والثقافي، وهذا ما دفعهم إلى التفكير في إصدار ماركة إماراتية تعبر عن تمسك الشباب الإماراتي بهويته الوطنية، حيث قام الطالبان الشقيقان عبدالله وحمد درويش الفهيم، (برنامج العلاقات العامة في جامعة زايد في دبي)، بإصدار ماركة إماراتية "ظبي"، تتميز منتجاتها بتصميماتها تراثية، وهي عبارة عن أغطية حاسوب وهواتف متحركة وحقائب نسائية ورجالية . . إلخ . يتحدث عبدالله (طالب علاقات عامة في جامعة زايد) في دبي عن خطواته الأولى مع شقيقه حمد في تأسيس مشروعهما، قائلاً: جاءت فكرة المشروع بتشجيع من أخي الأكبر (أحمد)، بأن يكون لنا مشروع وطني، نطلق عليه اسم "ظبي"، ونعبر من خلاله عن تمسكنا بهويتنا الوطنية، ومن جهتنا (أنا وأخي حمد) بدأنا نفكر جديا بطبيعة هذا المشروع، فجاءت فكرة إصدار ماركة إماراتية تحمل اسم "ظبي"، لمجموعة من التصميمات التراثية التي قمنا بتنفيذها على منتجاتنا، وهي أغطية حاسوب وهواتف متحركة وحقائب نسائية ورجالية . . وغيرها من المنتجات التي تحمل الطابع نفسه . وعن مراحل تأسيس المشروع يضيف: بدأنا في البحث عن آليات تنفيذ المشروع حتى أصبحت لدينا خلفية واسعة عن كيفية تأسيسه، واستعنت أيضا بخبرات والدي ووالدتي وأفراد عائلتنا فيما يتعلق باختيار التصميمات التراثية التي سنقوم بتطبيقها على منتجاتنا، وتعاونت مع أحد مصممي الأزياء لمساعدتنا في تنفيذ تصميماتنا واختيار الخامات المناسبة لها، وهكذا أصبحت منتجاتنا جاهزة لمرحلة التسويق . ويوضح حمد آلياتهما في تسويق منتجاتهما، قائلا : قمنا بتسويق منتجاتنا من خلال جهاز "البلاك بيري" وبرامج التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ولدينا صفحة لماركة "ظبي"، نعرض عليها تصميماتنا، ونستقبل من خلالها طلبات الزبائن، إضافة إلى مشاركاتنا في معرض "التاجر الصغير" الذي نظمته مؤسسة الشيخ محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دبي، واعتبر هذا المعرض هو بدايتنا الحقيقية في تعريف المجتمع بماركة "ظبي"، ومن خلاله أيضا تعرفنا إلى آراء الجمهور في منتجاتنا، وكنا حريصين على الاستماع لهم لنستفيد من ملاحظاتهم في تطوير منتجاتنا، وشاركنا أيضا في احتفالات العيد الوطني التي نظمتها جامعة زايد، وكان حضورنا في هذه الفعالية معبرا عن انتمائنا وتمسكنا بتراثنا وهويتنا الوطنية، ومن أهم مشاركاتنا أيضاً معرض تيدكس المرأة في جامعة الإمارات، وكانت الطالبات مبادرات في طرح أفكارهن علينا، مما يساعدنا في تطوير مشروعنا . وعن جهودهما في الحصول على رخصة تجارية لمشروعهما، يقول عبدالله: حصلنا على موافقة مبدئية من الدائرة الاقتصادية في دبي ونحن الآن في انتظار إصدار الرخصة التجارية لمشروعنا . وعن أهم الصعوبات التي واجهتهما في تأسيس مشروعهما يضيف: عدم امتلاكنا لخبرة تساعدنا في افتتاح مشروعنا، جعلنا نبذل جهودا كبيرة في البحث عن المعلومة والخبرة المطلوبة التي تمكننا من اتخاذ القرارات المناسبة لهذا المشروع، أيضا واجهنا صعوبة في إيجاد مصمم أزياء يساعدنا في ترجمة أفكارنا على أرض الواقع، علما بأننا ألزمناه برؤيتنا، حتى يخرج المنتج معبرا عن هدفنا من هذا المشروع . ويضيف: لا أنكر أننا في بداية مشروعنا، تصورنا أننا سنحقق نتائج سريعة، ولكننا بمرور الوقت أدركنا أن تحقيق النجاح يحتاج إلى صبر وإرادة ومرونة حتى نتجاوز أي صعوبة تعترضنا . وعن مدى استفادتهما من تخصصهما الدراسي في إدارة مشروعهما، يقول حمد: دراستنا للعلاقات العامة أسهمت بدرجة كبيرة في اكسابنا مهارات التسويق وتصميم الإعلانات وإدارة المشاريع والتواصل مع الآخرين . . وغيرها من المطلوبة في سوق العمل . ويتحدث عن رؤيتهما المستقبلية لماركة "ظبي"، قائلاً: نحن نطمح إلى نصل بمنتجات "ظبي" إلى جميع مدن الدولة، ومن ثم الانتشار خارج حدود الإمارات باتجاه العالمية، وعلى صعيد تطوير منتجاتنا، ستشهد المرحلة القادمة تنوعا في منتجاتنا وتصميماتها .