عواصم (وكالات) - دعا الموفد العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية، إلى التحرك لإنهاء «مستويات غير مسبوقة من الرعب» الذي «يدمر» سوريا، كما نقل عنه دبلوماسيون في نيويورك، قائلاً أمام أعضاء المجلس ال15 إن شرعية الرئيس بشار الأسد «فقدت مصداقيتها بصورة خطيرة ربما لا يمكن اصلاحها» بعد 23 شهراً من النزاع الذي أوقع أكثر من 60 ألف قتيل، مشيراً إلى «عدم وجود تقدم» في جهود السلام المبذولة لإنهاء العنف. من جهته، أعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب أمس، أنه مستعد للحوار مع ممثلين عن نظام الأسد بشروط، بحسب ما جاء في بيان منشور على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، بينما استدعى هذا موقف رداً حاداً من المجلس الوطني أكبر مكونات الائتلاف، رفض فيه «أي تسوية وأي تفاوض» مع النظام مما دفع الأول إلى التأكيد على الطابع الشخصي لهذا الموقف، رافضاً «أي إرهاب فكري» ومشيراً إلى أن الائتلاف سيحدد موقفه اليوم. من جهته، حمل رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أمس الأول، المجتمع الدولي مسؤولية «الدمار والقتل المستمر في سوريا» بسبب خلافه حول هذا الملف، لكنه أظهر نوعاً من التفاؤل بامكانية التوصل إلى حل سواء خلال قمة أميركية- روسية محتملة، أو في مجلس الأمن الدولي. ونقل دبلوماسيون عن الإبراهيمي قوله أمام مجلس الأمن في اجتماع مغلق الليلة قبل الماضية، قوله إنه ربما يكون بمقدور الرئيس الأسد التشبث بالسلطة الآن إلا أن البلاد «تتداعى أمام أعين الجميع». وأبلغ الإبراهيمي للصحفيين بعد تقديمه تقريراً لمجلس الأمن حول مهمته، بأن «المجلس لا يمكنه أن يكتفي بالقول (نحن منقسمون اذن فلننتظر أياماً أفضل) يجب عليهم (أعضاء المجلس) أن يعالجوا هذه المشكلة الآن». وأضاف «في حال مارسنا المزيد من الضغط على أطراف النزاع، ربما سيكون هناك مزيد من التقدم». واقترح خصوصاً أن «يرفع مجلس الأمن الالتباس» في إعلان جنيف حول مصير الرئيس الأسد في عملية سياسية انتقالية. وقال أيضا إن الحكومة الانتقالية المقررة بموجب إعلان جنيف «يجب أن تعطى جميع السلطات التنفيذية أي يجب أن تتحول جميع سلطات الدولة إلى هذه الحكومة». وأقر الإبراهيمي بأنه «لم يحقق الكثير من التقدم» ولكنه رفض فكرة تخليه عن مهمته. وقال «أنا لا اتخلى بسهولة» مضيفاً مع ذلك «عندما اشعر بأني أصبحت كلياً غير مجد فلن ابقى دقيقة إضافية» في هذا المنصب. وطالب المجتمع الدولي وخاصة أعضاء مجلس الأمن لتجاوز خلافاتهم والتحرك العاجل الآن وليس لاحقاً لمعالجة الوضع في سوريا. وأوضح الإبراهيمي أن جهود الوساطة التي قام ولا يزال يقوم بها بين الأطراف السورية المعنية لا يمكن أن تنجح من دون وجود موقف موحد لمجلس الأمن يدفع بالحكومة السورية والمعارضة المسلحة للتوصل إلى حل وسط. وحمل الأخضر الابراهيمي كل من الحكومة السورية وقوات المعارضة المسؤولية المشتركة عن تردي الأوضاع في البلاد، مشيراً إلى أن الجانبين يتعاونان على تدمير سوريا الأمر الذي يدفع بسوريا والمنطقة بأسرها إلى وضع صعب ذو عواقب خطيرة. وأمس، قال الخطيب بحسب بيان صادر عنه «بلغني من وسائل الإعلام أن نظام الأسد يدعو المعارضة إلى الحوار، وكلف رئيس الوزراء بادارة المشروع، وأن وزير الداخلية يدعو قيادات المعارضة إلى العودة إلى سوريا». وأضاف «أعلن أنني مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو اسطنبول»، مشترطاً إطلاق «160 ألف معتقل من السجون السورية» وخصوصاً «النساء ومعتقلي المخابرات الجوية وسجن صيدنايا»، وتمديد أو تجديد جوازات السفر للسوريين الموجودين في الخارج لمدة سنتين على الأقل. وأوضح الخطيب أنه رغم «عدم الثقة بنظام يقتل الأطفال ويهاجم المخابز ويقصف الجامعات ويدمر البنية التحية لسورية، ويرتكب المجازر بحق الأبرياء»، آلا أن طرحه هو «مبادرة حسن نية للبحث عن حل سياسي للأزمة، ولترتيب الامور من أجل مرحلة انتقالية توفر المزيد من الدماء، مضيفاً «أن المواطن السوري في أزمة غير مسبوقة». وكان الرئيس الأسد دعا في خطاب مباشر في 6 يناير الحالي إلى مؤتمر حوار وطني في سوريا تنظمه الحكومة الحالية، وينبثق عنه ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء قبل تشكيل حكومة جديدة موسعة والدعوة إلى انتخابات برلمانية. ورد المجلس الوطني السوري على الفور على الخطيب، مؤكداً أن تصريحاته «لا تعبر عن موقف الائتلاف الوطني السوري وتتناقض مع النظام الأساسي للائتلاف ووثيقة الدوحة» التي نشأ الائتلاف بموجبها «من رفض قاطع للتفاوض مع النظام المجرم، والاصرار على رحيله بكل رموزه». وأضاف المجلس «دفع الشعب السوري وما زال يدفع، ثمناً باهظاً جداً لأجل الحصول على حقه بالحرية الكاملة...وأن المجلس الوطني يؤكد تمسكه المطلق بهذه الإرادة الشعبية السورية ورفضه لأي تسوية مع النظام وأي تفاوض معه». وفي وقت لاحق، نشر الخطيب بياناً على صفحته على فيسبوك، قال فيه إن «الفكرة التي طرحتها هي رأيي الشخصي وأنا أتحمل مسؤوليتها، وللائتلاف الخميس اجتماع لهيئته السياسية الؤوقتة وهو سيقرر موقف الائتلاف الرسمي». وأوضح الخطيب «نحن لا نفاوض على بقاء النظام بل على رحيله بأقل كلفة من الدم والخراب». وتابع «هناك دول تعد ولا تفي، وهناك من يقول للسوريين اقتحموا... ثم يتركهم في وسط المعركة. هناك من تعهد بدعم الثوار ثم تركهم في الموت، وهناك من يجلس على أريكته ثم يقول اهجموا..لا تفاوضوا. وهناك صمت دولي وخنق للثورة، ومئات ألوف المهجرين..». وأضاف «هناك من يخطط لأن تختفي سوريا من العالم خلال حرب طاحنة تستمر بضع سنوات».