هى معلمة لغة إنجليزية ذات ابتسامة رائعة وميل للاستقلالية، وهو موظف استقبال فى إحدى صالات الألعاب الرياضية يسعى لتحسين مستواه. والتقيا فى درس لغة إنجليزية وتبادلا الآراء بشأن الحياة، ووقعا فى الحب ومنذ ثلاثة أشهر زوجهما كاتب عدل أمام أصدقائهما وعائلتهما، لكن ليس فى نظر الحكومة اللبنانية، فالحكومة لم تعترف بزواج خلود سكرية ونضال درويش لأن مسئولا دينيا لم يسجل زواجهما. وأثارت القضية جدلا واسعا فى لبنان بشأن الزواج المدنى وكيف يمكن لتقنينه أن يؤثر على النظام الطائفى الهش فى البلاد. وتحدثت الشخصيات العامة، واقترح الرئيس قانونا جديدا، وهدد المفتى السنى من يساند هذا النوع من الزواج من المسلمين باللعن. ووراء هذا الجدل تقف الطائفية العميقة فى لبنان، حيث يرتبط الانتماء الدينى للشخص بموقع سكنه، وطريقة حديثه، وأى القنوات التليفزيونية يشاهد فالعديد من اللبنانيين يبدو أن لديهم حاسة سادسة لتحديد طائفة الواقف أمامهم، من خلال ملبسه ومسقط رأسه وعناصر أخرى. ويعكس تلك الاختلافات، ويثيرها كما يقول البعض نظام سياسى يتم فيه توزيع المناصب على جماعات دينية محددة، فمجلس النواب مثلا يجب أن يكون نصفه مسلم والآخر مسيحى، ويضمن اتفاق غير مكتوب أن يكون الرئيس مسيحيا ورئيس الوزراء مسلما سنيا ورئيس البرلمان مسلما شيعيا. ولكل الأحزاب الرئيسية انتماءات طائفية معروفة تكون عادة أكثر أهمية من سياساتها فى جذب أصوات الناخبين. ويقول المدافعون عن هذا النظام إنه الأسلوب الوحيد الذى يمكن 4.2 ملايين شخص من ثمانى عشرة طائفة معترف بها من العيش جنبا إلى جنب فى بلد صغير دون قتل بعضهم. وبالفعل تعود الكثير من الحساسيات والترتيبات إلى الحرب الأهلية اللبنانية القاسية التى دامت خمسة عشر عاما وإلى اتفاق الطائف الذى وضع حدا لها فى 1990. ويشير آخرون إلى أن النظام فى لبنان يسمح بمزيد من الحريات عن كثير من الديكتاتوريات العربية، ما استثنى لبنان من ثورات الربيع العربى الأخيرة ضد نظم الحكم القمعية.