تشهد العاصمة السودانية الخرطوم أزمة حادة في وقود السيارات خاصة "الجازولين"، حيث اصطفت المركبات العامة والخاصة، الإثنين، أمام محطات الوقود بحثاً من حصصها من الوقود، في حين امتدت الأزمة التي دخلت أسبوعها الرابع إلى بعض الولايات مثل سنار والجزيرة وغيرها. وتسببت أزمة الجازولين في تعطيل حركة المرور لدرجة أن سائقي المركبات العامة التي تعمل في خطوط المواصلات الرئيسية في الخرطوم قرروا الجلوس في منازلهم لحين حل الأزمة بصورة نهائية، وهو ما أدى إلى تكدس المواطنين في مواقف المواصلات حتى منتصف الليل، وارتفاع تسعيرة المواصلات. وأرجع محللون اقتصاديون في الخرطوم أزمة الوقود التي تواجهها البلاد من حين لآخر، إلى استمرار الحروب الدائرة في دولة جنوب السودان باعتبارها دولة منتجة للنفط، مشيرين إلى أن معظم الصراعات بين قوات الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت، ونائبه السابق دكتور رياك مشار تدور في مناطق إنتاج النفط، وهو ما أفقد السودان ثلثي إنتاجه النفطي بعد انفصال الجنوب في (يوليو/ تموز) من العام 2011. وألقى انخفاض أسعار النفط وانفصال دولة جنوب السودان بتحديات على قطاع النفط في السودان، وهو الأمر الذي جعل الخرطوم تشرع في تكثيف جهودها لزيادة الإنتاجية عبر الوسائل العلمية وتقليل التكلفة بهدف الدفع بالمزيد من الاستثمارات الأجنبية في البلاد. واتخذت الحكومة عدة تدابير آنية لتوفير "الجازولين" حيث وجهت الشركات العاملة في مجال النفط بتنفيذ الإجراءات التي تمكّن من خفض تكلفة الانتاج في كافة مراحله المتمثلة في الإنتاج والنقل والتكرير. وكان وزير النفط في السودان محمد زايد عوض، قد أقر في تصريحات سابقة بوجود أزمة حادة في الجازولين والغاز، مبرراً ذلك بوجود إشكاليات تعوق عمليات نقل مشتقات النفط من ميناء بورتسودان إلى الولايات في الوقت المحدد، مؤكداً أن حل الازمة يحتاج إلى توسيع حاويات النقل من قبل المستثمرين في مجال المشتقات النفطية.
