جددت حكومة دولة جنوب السودان دعوتها لحوار غير مشروط مع نائب الرئيس السابق رياك مشار وأكدت عدم تأثر حقول إنتاج النفط بالمواجهات وذلك عقب لقاء جمع الرئيس سلفاكير ميارديت مع مبعوث نيجيري فيما ينتظر وصول موفد أميركي جوبا في وقت لاحق اليوم، وسط قلق من تفاقم الوضع الإنساني لأكثر من أربعين ألف شخص نزحوا من مناطقهم. وقال وزير الخارجية بارنابا ماريال بنجامين في تصريحات للجزيرة إن بلاده تقبل حوارا غير مشروط، معتبرا أن هذا هو السبيل الوحيد لحل الأزمة. وحمل بنجامين كل من يرفض دعوات الحوار مسؤولية ما ستؤول إليه الأمور في جنوب السودان. وردا على سؤال بشأن كيفية حل الأزمة في ظل تصريحات مشار الرافضة للحوار إلا فيما يختص بتنحي سلفاكير قال إن الرئيس منتخب من عموم الشعب ولا سبيل لخروجه من السلطة إلا عبر الانتخابات ودعا نائب الرئيس السابق إلى الاستماع إلى صوت العقل والجلوس إلى طاولة المفاوضات. وجاءت تصريحات بنجامين عقب لقاء جمع الرئيس سلفاكير مع مبعوث نيجيري ضمن مهمة وساطة يقوم بها لنزع فتيل الأزمة التي تفجرت بعد إعلان السلطات بجنوب السودان إحباطها محاولة انقلابية قيل إن مشار هو الذي قام بها، أعقب ذلك اشتباكات في العاصمة جوبا قتل فيها نحو خمسائة شخص قبل أن يمتد القتال إلى جونقلي حيث سيطرت القوات المنشقة على مدينة بور وإلى ولاية الوحدة المنتجة للنفط. ومن المقرر أن يصل جوبا في وقت لاحق اليوم الموفد الأميركي إلى جنوب السودان والسودان دونالد بوث، وفق ما صرح بنجامين، مشيرا إلى أنه سيلتقي الرئيس سلفاكير غدا في مهمة أخرى للوساطة، عقب اختتام زيارة قام بها وزراء خارجية منظمة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق ووسط أفريقيا (إيغاد) في هذا الإطار. على صعيد ذاته أكد مسؤول أممي في جنوب السودان أن ثمة أجواء من الخوف واليأس يسيطران على البلاد وسط ازدياد حدة العنف في البلاد، في الوقت الذي وجهت فيه بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان نداء الى الأطراف السياسية المتناحرة من أجل التوصل الى هدنة والإتفاق على إجراء مفاوضات مفتوحة. وتحدث منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة توبي لانزير لبي بي سي عن عمليات الاعدام التي تتم بدون محاكمات في بور عاصمة ولاية جونقلي المضطربة التي سقطت في أيدي المتمردين". وأضاف لانزير "يحتمي العديد من المواطنين في الملاجئ التابعة للأمم المتحدة وسط تدهور الوضع الأمني في البلاد كما أن البعض منهم يختبئون في الأدغال". وأشار المسؤول الأممي إلى أنه "قلق من الأيام المقبلة التي ستشهد ليس نزوحا لعشرات الالاف من المواطنين بل المئات أو الآف منهم". وأوضح "من المؤثر جداً أن يسألونا الناس إن كان بإمكاننا حمايتهم من الموت". واندلعت المعارك بين القوات الحكومية التابعة لرئيس جنوب السودان سلفا كير مع قوات الموالية لنائبه السابق رياك ماشار، وتواصلت جهود المجتمع الدولي الأحد لإحتواء هذه المواجهات العنيفة التي تهدد بحرب أهلية. وقالت الولاياتالمتحدة إنها أجلت مواطنيها من بور. وكان أربعة من العسكريين الأمريكيين قد جرحوا إثر إطلاق نار على طائرة كانوا يستقلونها خلال محاولة لإجلاء مواطنيين أمريكيين من مدينة بور، التي يسيطر عليها موالون لرياك مشار النائب السابق للرئيس الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت. وقال أوباما في رسالة إلى الكونغرس "اتابع الوضع في جنوب السودان وبامكاني ان اتخذ اجراءات جديدة لتأمين مواطنينا وطاقم ومصالح أمريكية من بينها سفارتنا في جنوب السودان". وأكد جيش جنوب السودان في وقت سابق اليوم أن المتمردين تمكنوا من السيطرة على قسم من ولاية الوحدة التي تحوي الموارد النفطية للبلاد وعاصمتها بنتيو بقيادة مشار. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير لبي بي سي إن الجيش يستعد لشن هجوم لاستعادة مدينة بنتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، من يد القوات الموالية لمشار، الذين تدور معارك بينهم وبين القوات الحكومية منذ نحو أسبوع. واعتبر محللون ان الخرطوم يمكن ان تتدخل في حال شعرت بان مصالحها مهددة. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الامريكي باراك أوباما بوقف المعارك. وقال بان كي مون امس الأحد "اطلب ان يوقف جميع القادة السياسيين والعسكريين وقادة الميليشيات المعارك ويضعوا حدا للعنف بحق المدنيين".. من جهة أخرى نفت حكومة جنوب السودان على لسان سفيرها بالعاصمة السودانية ميان دوت تأثر حقول النفط في ولاية الوحدة بالموجهات العسكرية بالولاية، وفق ما نقله عنه مراسل الجزيرة نت في الخرطوم عماد عبد الهادي. وقال دوت أن حكومته ما تزال تسيطر على الأوضاع في كامل مقاطعات الولاية الثماني عدا عاصمتها بانتيو، واعدا باستعادة المناطق التي سيطر عليها المتمردون "خلال ساعات". وتأتي تصريحات دوت في وقت دفع جيش جنوب السودان بمئات الجنود بمؤازرة المروحيات لاستعادة مدينة بور بولاية جونقلي بشرقي البلاد، مؤكدا استمرار المواجهات في بانتيو عاصمة ولاية الوحدة والتي أكدت الحكومة انشقاق قائد كبير بالجيش وانضمامه إلى جانب مشار. وتقول الحكومة إن مشار تمكن من الهرب على متن زورق إلى قريته أدوك ومنها إلى بانتيو حيث هاجمت قواته مؤسسات حكومية الليلة الماضية.