المكلا – سالم برك بافطيم أعتاد الحضارم منذ زمن بعيد على العادات والتقاليد ، فهي راسخة في أذهانهم جميعاً ، تمسكوا بها شأؤو أم أبوا ، فهم أصحاب هجرات وسفر دائما بين الدول ، حيث صدق الشاعر سعيد فرج باحريز حين ألقى قصيدته ( يالحضرمي دوب وقتك في السفر تعبان نعم كانوا بالأمس يهاجرون من أجل التجارة والعمل ونشر الدين الحنيف وطلب العلم ، أما يومنا هذا أصبح فوق ذلك الهجرات العلاجية التي أصبحت هجرات متتالية وبإزدياد غير معتاد فصارت توجد رحلات جوية يقال لها ( رحلة العيانين ) بسبب أن أغلب المسافرين مرضى ، وخاصة أن الحضارم من عاداتهم أنهم اذا رأؤ بلداً أو مكان مناسباً للعيش فيه دون تكاليف باهظة فهم يتواصفون بذلك المكان حتى يعلم الجميع به ، وذلك لايعني أنه من البخل فهي عادة منذ ذلك الزمن البعيد . عرف الحضارم أسيوط وهي أحدى محافظات جمهورية مصر العربية ، أنسجم الحضارم بالعيش فيها لطبيعة الحياة السهلة وأسعارها المناسبة وعلوا مكارم أخلاق معظم سكانها . جرب العديد الذهاب إليها فنجحوا في اختيارها مقر للحضارم ، فطلاب العلم الذين يأتون لدراسة الطب يتواجدون فيها فنصحوا من يعرفون بأن يأتوا للعلاج إليها ، فيساعدونهم في أمور علاجهم بأن يوصفوا على أطباء جيدين ، ويساعدوا تيسير أماكن السفر لهم في أماكن آمنة وبأسعار متواضعة ، فتسابق المرضى للعلاج إلى أسيوط ، ومن العجب أن الحضارم لحمة وآحدة وتظهر هذه اللحمة أنهم يتعاونون كالنحل لصنع بيتها في ذلك المكان ، فهم يجتمعون كل مساءً بعض صلاة المغرب في مقهى ، وهذا المقهى تحت فندق يدعى ( زهرة مكة ) فا أغلب النازلون في ذلك الفندق هم من حضرموت ، ثم يأتي سكان الشقق والفنادق الأخرى إلى ذلك المقر ( المقهى ) فيسود بينهم التعاون والمحبة وكلاً منهم يفيد الأخر بما يعرف حتى لا يشعر المغترب بأنه غريب ، شعور رائع ترى الدكتور الحضرمي يرشد المرضى إلى من يناسب مرضه ، وترى من هو يسعى لخدمة اخوانه الحضارم في أن يأتي لهم بشقق مفروشة عند طلبهم بذلك ، ففي الشقة الواحدة تسكن أسرتان أو ثلاث حتى يهون أيجار الشقة ويتعاونوا فيما بينهم هكذا هم الحضارم في أسيوط .