أحمد سيف حاشد قدمت من القاهرة إلى أمريكا وكان علي أن استخدم دواء القلب ظهرا ومساء، بعد غداء وعشاء بحسب إرشادات الطبيب في القاهرة. وعندما صرت أتناول وجبة واحدة يوميا اختل النظام ومعه أختل واضطرب تعاطي الدواء، واضيف إليه مزيدا من الكدر والنكد والإكتئاب.. مزيدا من التوتر والضيق وكظم الغيض. الحقيقة لم أعلم كلفة هذا الأمر على صحتي، ولكن أفقت حالما قال لي أخصائي القلب وهو يقارن الأوراق حديثها وقديمها أن حالتي الصحية صارت أسوأ من ذي قبل،بل ويطرح لي خيار عملية القلب المفتوح واستبدال بعض الشرايين. كانت الأولوية لدي في مصر لعملية جراحية في سقف الحلق وانزلاق في العمود الفقري؛ فعاد في أمريكا القلب المعلول إلى الصدارة، وما زال لدي رابعا وخامسا، فيما مواعيد الأطباء هنا تحتاج إلى وقت وصبر، وقبل الأطباء كنت احتاج إلى شهر ونصف قيد الانتظار حتى أتمكن من البداية في الحصول على الموافقة في التطبيب، والقلب صحة، والصحة قلب يحتاج إلى عيش بكرامة، والكرامة للأسف باتت مستباحة. *** للمعيشة هنا جبهتها التي لا تقبل التهاون أو المزاح.. حصلت بعد مجيئي إلى أمريكا على تسعمائة دولار من ثلاثة أشخاص من الجالية اليمنية في نيويورك حيث منحني كل شخص منهم ثلاثمائة دولار، أخذتها وأنا اشعر بألم وغصة وحياء لا حدود له.. العتب على من يحكمون ويدعمون حكام الغلبة المأفونين وسلطات الأمر الواقع في اليمن. أدرك أحد الأصدقاء معاناتي فمنحني خمسمائة دولار، ثم أسعفني في مرحلة أخرى دون طلب نبيل النبيل من ولاية أخرى بألف دولار حولت ثلثيها لأسرتي في اليمن. أردت أن أعمل هنا من أجل أتكفل بمصاريف معيشتي ولكن هنا يلزم للعمل ترخيص عمل لن أحصل عليه إلا بعد طلب لجوء بشهر أو أكثر أو الحصول على إقامة. كل الأمور تدفعني هنا إلى طلب اللجؤ كانت سياسية او إنسانية، ولكني لم أفعل ولا أظن أنني سأفعل مهما كانت الظروف قاهرة وملجئة.. مازلت أقاوم وما زال قلبي ينبض حتى وإن أصابه ما أصابه من عطب، فيما الساسة في وطني المذبوح يحصدون كل يوم أرصدة الدم.