فدول الساحل والصحراء التي تعد مصر واحدة منها تمثل منطقة التواصل العربي الافريقي, فهي تضم الدول العربية في شمال إفريقيا والدول الإفريقية المتاخمة لها في الصحراء, وكلها دول معرضة الآن لتهديدات كثيرة, وتعاني متغيرات متسارعة. فالرجل القوي الذي كان وراء تأسيس ورعاية هذه المنظمة العقيد معمر القذافي رحل في ظروف مأساوية ورغم ذلك مازال يلقي بظلاله علي الأوضاع في تلك الدول, حيث تمثل أسلحة القذافي المهربة من ليبيا إلي الدول المجاورة لها مشكلة ضخمة الآن, ولعبت دورا مهما في بعض أعمال العنف التي جرت في مالي والجزائر والمغرب. إلي جانب تغير الظروف في3 دول عربية من أعضاء المنظمة هي مصر وليبيا وتونس من تأثير ثوارت الربيع العربي, وهو مايؤثر علي أوضاع المنظمة ويتطلب استراتيجية جديدة في التعامل مع التحديات التي تواجهها. وهناك مشكلات أساسية مشتركة بين دول الساحل والصحراء الافريقية لعل أبرزها انتشار ظاهرة التصحر, وزيادة معدلات الفقر, والجراد الذي يعد مشكلة مهمة تؤثر علي الزراعات والبيئة في تلك الدول. إن مشاركة مصر في هذه القمة خطوة مهمة لاستعادة دور مصر الافريقي الذي افتقدناه طويلا, ولدينا مصالح كبري في هذا السياق تتطلب تحركا سريعا للحفاظ عليها, تتعلق بمياه النيل والأمن القومي المصري, ولن يتم التوصل الي حل لها إلا عبر اهتمام مصر وتحركها الفاعل والمستمر في الدائرة الافريقية.