أنهى المخرج السوري المهند كلثوم مؤخراً عمليات تصوير فيلمه الجديد "توتر عالي" في دمشق, حيث يعتبر الفيلم لحظة خاصة من المشهد السوري الراهن, لحظة يكون فيها الحب صريعاً, لحظة من التوتر السوري الذي وصل اليوم درجة عالية من التجاذب والغليان, ويجسد بطولة الفيلم كل من مي مرهج وعلي صطوف والفنان السوري القدير أديب قدورة. وعن تفاصيل الفيلم وسبب اختيار اسم "توتر عالي له, قال مخرجه كلثوم في تصريح خاص ل "سيدتي نت" "الفيلم يتحدث عن سورية عبر قصة حب كتبها السيناريست سامر محمد إسماعيل بشعريته المعهودة, فالتوتر ليس كهربائياً, ليس مقحماً على مشهدية الفيلم, التوتر يصل الآن إلى أعصابنا إلى رأسنا الجماعي, التوتر في ملامحنا التي تستيقظ صباحاً على صوت حشرجات الأمل". وأوضح المخرج السوري أنه سيقدّم صورة عادلة عن سكان العشوائيات بدمشق, وأضاف "الصورة التي سيقدمها الفيلم عن سكان العشوائيات ليست ماكياجاً لهذه الأماكن, على العكس الصورة التي سيقدمها هي عن الناس, عن السوريين الذين يعبدون الحياة ويقدسونها في عملهم, في سلوكهم اليومي اتجاه الكارثة, هي الصورة التي لم تقدمها الدراما التلفزيونية, حيث قدمت أعمل مثل الولادة من الخاصرة, وغزلان في غابة الذئاب, والخبز الحرام., وغيرها قدمت العشوائيات على أنها مكان للجريمة والانحلال الأخلاقي فيما السينما هنا ترى بعين المحب, نقترب أكثر من الصمت الذي تتركه الأماكن, من الحميمية السورية الرائدة في الانتصار على الأوجاع, العشوائيات في توتر عالي ليست هامشاً إنها متن, متن حقيقي وطازج وبكر لم تمسسه كاميرا..ولم يحدق به إنسياً". من جهة ثانية, يشهد الفيلم عودة للفنان السوري القدير أديب قدورة للسينما, وعن مشاركته في الفيلم يقول الكلثوم "إن حضور فهد السينما السورية الفنان الكبير أديب قدورة هو إشارة مهمة للوعي الذي كونه هذا الفنان في ذاكرة المتلقي السوري عموماً, هو الحب هو الشغف بالذاكرة الوطنية السورية التي أرهقها الإعلام وحملات تكريم النجوم, يعود أديب قدورة في توتر عالي..هذا الرجل ذو القامة السينمائية المديدة..الرجل الذي يحمل في أرشيفه الشخصي 38 فيلماً كبطولة مطلقة, يعود عبر السينما إلى حارات الشام على جبل قاسيون..يتذكر..يبكي ويبكينا..قبالة الشام يموت الحب بصمت وتواضع وحياد مطلق..يموت الحب..يرفع أديب قدورة نخب عودته". ويشير المخرج السوري إلى أن "الفيلم هو من صلب الأزمة التي تمر بها البلاد لكنه لا يريد المباشرة, لا يجيدها ربما, الفيلم هنا لا يأخذ مسافة مما يجري على الإطلاق هو يعتبر الإنساني الدفين خير معبر عما يحدث دون هتاف ودون صراخ, ودون ادعاءات, الفيلم ينجو بنفسه من التسجيلية, ينجو بنفسه من كل الشكليات الجاهزة, هو ملامسة شفيفة لإبقاء العيون مفتوحة بعد كل هذا الأرق الجنوني المرعب". ويضيف كلثوم "الصعوبة الوحيدة التي صادفت الفيلم هو أن لا نبكي مع المشهد الأخير, لكننا بكينا, بكيت وأنا أصور المشهد الأخير, بكيت وبكى كل من شاهد المشهد الأخير, كنا لا نريد ذلك لا نريد تلك النهاية المأساوية لموت الحب نريد أن نحب ونعشق, ولن أتكلم هنا عنها كي لا أكشفها سأدعها للعرض, .بكينا واختلطت آهاتنا مع نشيج جماعي مع آخر لقطة تهوي فيها الكاميرا من فوق جبل قاسيون كالقنبلة". أما عن رؤيته للمشهد السينمائي السوري في ظل الأزمة يقول كلثوم "أجل هناك نشاط سينمائي كبير اليوم في سوريا, هناك مشاريع كبيرة تتم في المؤسسة العامة للسينما, هناك رغبة في الحضور ورغبة في تعويض ما ذهب منا, شكرا للمؤسسة العامة للسينما شكرا لمن يريد ان يصنع سينما سورية حقيقية".