للكاتب :مصبح بن عبدالله الغرابي لك بلد من بلدان الدنيا شعار وراية ونشيد وطني , يعرف بها أمام الأمم والشعوب الأخرى , وهي ما تميزه , وتكون غالبا هذه الشعارات والأعلام والرايات ذات مغزى وليست اعتباطية تنطلق من خلفيات شتى , حضارية , تاريخية , ايدلوجية , أو ثورية لهذه البلدان ونحن في اليمن الجنوبي ليسوا بدعا من تلك الشعوب والبلدان لنا شعاراتنا ورايتنا وخصوصياتنا , وتكون هذه الشعارات معمده ومعممه لكل الدنيا , إذا رأت هذه الرايات وسمعت هذه الأناشيد والشعارات عرف البلد تلقائيا , وفي الآونة الأخيرة وضمن غمار حراكنا الجنوبي السلمي ظهرت شعارات غريبة ورسومات مريبة على الجدران والحيطان في الشوارع والطرقات لأشكال وتماثيل وألوان لا يجمعها جامع إلا الألوان الثلاثة لعلم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ,وفي بعض الأحيان غير مرتبة منكوسة رأسا على عقب , أما شعار الدولة " السنر الضام جناحية وفي وسطه علم الدولة وتحت رجلية اسمها" قد غير وزيد فيه ونقص وظهرت بدل عنه شعارات لغزال, وبطة, وجمجمة , وكلها تدعي أنها شعار الدولة الضائعة , وأرى أن ذلك من انطماس الشعار الحقيقي أمام مرئى ومسمع من كل القيادات الحراكية الجنوبية لم تحرك هذه القيادات ساكنا حيال ذلك لوجود هوة بين القيادة والقاعدة , كلا يغنى على نيلاه حتى ظهر اسم الدولة مؤخراً محرفا في بعض الرسومات (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) أين القيادة الميدانية للحراك بل أين القيادة في الداخل والخارج من هذا العبث للشعارات والمسميات قد يقول قائلاً معتذراً هذه ثورة شعبية ويحصل في الثورات ما يحصل من خروقات وتجاوزات , أقول لا يصل الأمر إلى الشعارات , أين دور القيادة في توجيه الشباب للمحافظة على الشعارات , أين التوجيه المستمر والتوعية لهذه المكونات الحراكية وأين دور الإعلام الحراكي من كل ذلك ولا سيما ونحن نريد استعادة الدولة الضائعة , هل سوف تنظر القيادة لهذه الملاحظات بعين الاعتبار أم أن القيادة في وادٍ والإتباع في وادٍ آخر وهو المشاهد للعيان