في يوم 17 من فبراير الجاري وحتى 21 منه، تحتفل دول مجلس التعاون الخليجي بأسبوع البيئة الخليجي، وذلك يعني الكثير لدول الخليج العربي، حيث تضع له عنواناً أو شعاراً يعبر عما أنجزت أو ما هي بصدد إنجازه، ولا يمكن لأحد أن ينكر على دول مجلس التعاون الخليجي منجزاتها لصالح البيئة، وأيضاً مشاريعها في سبيل مواجهة التحديات التي أوجدتها البيئة الصحراوية والتطور الصناعي والتجاري في المنطقة. والأسبوع البيئي في الخليج يقام بقرار صدر عن وزراء البيئة ليكون في فبراير من كل عام، وتعمل الدول الخليجية من خلاله على استهداف الشباب لغرس شتلة الشعور بالمسؤولية، كي تنمو على أيدي الأجيال، لتمنح الأرض ومواردها الحق في أن تكون نظيفة وصحية وغزيرة، ولكن لأننا في عصر متسارع والشباب منهمك في استخدام تقنية الواي فاي، وفي استخدام الأجهزة المحمولة العصرية، نجد من المهم أن توجه لنا ولهم البرامج التوعوية عبرها، لأن قلة منهم فقط يجدون الوقت للجلوس أمام الشاشة أو يستمعون للمذياع، ونتمنى أن تجد هذه الفكرة طريقها للتنفيذ قريباً. وهناك سياسات ومبادئ عامة تعمل عليها دول الخليج العربي لحماية البيئة، نظراً للظروف المتشابهة تنموياً وبيئياً، ومنها اعتماد المفهوم الشامل للبيئة، بحيث تشمل ما يحيط بالإنسان من ماء وهواء ويابسة، وكل ما تحتويه هذه الأوساط من جماد ونبات وحيوان ونظم وعمليات طبيعية وأنشطة بشرية، ووضع نظام ضمن هذا المفهوم لحماية البيئة، كما عملت الدول الخليجية العربية على تطوير القواعد والتشريعات والمقاييس اللازمة لحماية البيئة والعمل على توحيدها وترشيد استخدام الموارد الطبيعية والمحافظة على الأحياء الفطرية. كان مهماً لدولنا الخليجية أن تعمل على مراعاة الاعتبارات البيئية، بحيث يكون التخطيط البيئي جزءاً لا يتجزأ من التخطيط الشامل في جميع المجالات الصناعية والزراعية والعمرانية، والحث على مبدأ التقويم البيئي للمشاريع وربط تراخيصها بموافقة الجهة المسؤولة عن حماية البيئة، وكانت تنسق الجهود بما يمنع التأثيرات السلبية لمشروعات التنمية والتصنيع، التي تقوم بها أي دولة مجاورة، فنحن نعيش تحت سماء واحدة. الأمانة العامة بالتعاون مع الدول الأعضاء تعكف على وضع البرامج والأنشطة للمبادرة البيئية الخضراء، في إطار خطة عمل قصيرة وطويلة المدى، وبهذا تكون دول المجلس قدمت نموذجاً رائداً ومتكاملاً لتحقيق التوافق والتكامل بين التنمية الشاملة والحفاظ على البيئة، وعندما استشعرت ما تتعرض له البيئة ومواردها الطبيعية في دول المجلس من ضغوط كبيرة، نتيجة لعمليات التنمية الصناعية والعمرانية، وضعت عام 2007 المبادرة البيئية الخضراء، المتضمنة لميثاق العمل البيئي في دول مجلس التعاون مع وضع خطة للتنفيذ. ولا تزال دول الخليج بينها الكثير من البرامج المشتركة لصالح أراضيها ومواطنيها والتنوع الإيكولوجي والبيولوجي، ولا يمكن للسلطات أن تعمل بشكل منفرد بعيداً عن الأفراد والمجتمع، ولذلك لا تزال تعمل على الاستفادة من كل المناسبات البيئية، لأجل نشر الوعي البيئي، كما أدخلت واعتمدت المفاهيم البيئية والمهارات والحقائق، لأجل أن يكتسب الفرد تلك القيم، واليوم نحن نعمل جمعياً في مركب واحد ليعلي الوعي البيئي من شأن الخليج العربي. المحررة | [email protected]