بعوض من أنتم؟ البعوض سيدي. من أنتم؟ البعوض الذي سمح لبعوضة مثلك أن تحكمنا. كوابيس فاليوم + شجاعة خاصة = عدم نوم. عدم فاليوم + عدم شجاعة = عدم نوم. تعددت الليالي والعدم واحد. مطلق في زمنٍ مضى، كان "المطلق" نقطة في مجهول. الآن توسّعت الرؤيا وتحدّدت: صار امرأة وموسيقى ونحتاً وآخرَ الشهر راتباً، وفي نهاية الأسبوع نبيذاً، وبعد القبر: جنة. شبح شبح يحمل عصا في المنام، وكلما رأى بنكاً انهال عليه تقريعاً. البهلول! إنه وليد قراءاتي. تقيّؤ وقتَ ترى وليد المعلّم، تتقيّأ أمعاءك، لتجرّدات فلسفية أيضاً. رياضة أمّك: الهدف اليتيم المحرز في حياتك. الأب والزوجة والأصدقاء والأقارب والجيران والمعارف والزملاء، كانوا كراتٍ عرضية خارج المرمى. إنتداب يتراءى لك أنهم أُنتدِبوا في الحياة من أجل هذا: جمع المال. وأنت من أجل هذا: التحديق في السقف. دهشة تستيقظ فتجد العالم خارج النافذة. والسنديانة التي نامت في سريرك أمس، تقف الآن في المنعطف بدون عجلات. أية دهشة! أيضاً أفيونات عديدة أيضاً. وعابرة للزمن والجغرافيا أيضاً. التلفزيون، على سبيل الحصر والمثال. تلفيق ابنتك تتزوج وتذهب لدبي. الغلبانة! ستعيش أكبر تلفيق حداثي في الإقليم. إكتناهان أنت القادم الجديد، واقعٌ بين وجوب اكتناهيْن: نهار برشلونة وليلها. ومع الوقت تكتشف أنّ اكتناه الأول أصعب. يقظة في منامك ترى المسيح على أتان، وفي صباحك يأخذك الشرطي على موتوسيكل. لم يبق إلا أن يحملوك بالطائرة لتكتمل مسيرة التقدم. طعْم وأنت يا مثلث اللعنات: وين بيانك لمّا الزمن كالصباحات بلا قهوة؟ كالشباب بلا هفوة؟ وهل يُكتفى حينها بالاسترخاء والاستلقاء؟ بحر في عزّ شباط حدّقتَ ولم تشبع. ولمّا قامت وراحت بمايوهها الأنيق، عدت إلى البيت بميتم. الآن لو رأيتها في الشارع، لن تعرفها. هكذا هي الذاكرة في برّ برشلونة. غبطة ومن أسباب غبطتك أيضاً، أنّ سماء برشلونة تشبه – بالتمام والكمال - أرض فلسطين. سفر الدهشة: موهبة. وأنت احتجت إلى نصف قرن لتضع نقطتين بين الكلمتين. وجد وماهو الوجد؟ ثمة تهويمات بعدد المهوّمين. ولكن يكفيك اليوم وغداً وفي القبر، تهويمُك الخاص: خروجٌ من الذات. خروج من الذات؟ ما أشق هذا على الغلابة أمثالك، وهم يتلعثمون أمام غيمة بيضاء أو ورقة مثلها. برشلونة من أجل يتفتّح برعمٌ، يفلت رأسه بين حصى وحسك، كم تحتاج لتمشي في أرباضها؟ الشعر صعب، والوقوع عليه هنا أصعب. شائع هو في المعمار والوجوه والطبيعة، لكنه ضنين على الورقة. ألأنها مدينة رأسمال في أولٍ وأخير؟ أجل. لأنها كذلك. ولأنّها كمثيلاتها النشيطات في العالم: تُسلّع كل شيء، حتى الشعر. هذا الذي يأتي في آخر الحسبان. خمس ساعات من المشي والطواف يومياً. خمس ساعات في الشفق والغسق. في الحرّ والقرّ. ولا تعود من جولتك إلا بكيس فارغ إسمه: الطنين. الآن، بعد شهور سبعة من إقامةٍ كريمة، تنتبه: قلمٌ في يدك، وإبرة في عينك!