أكد عبدالفتاح شرف الرئيس التنفيذي لبنك "إتش إس بي سي" الشرق الأوسط في الإمارات، أن البنك حريص على دعم جهود الحكومة في سعيها لتشجيع المواطنين على الانخراط بشكل أكبر في القطاع الخاص . وقال في حوار مع "الخليج" إن البنك يسعى لاستقطاب المواهب الإماراتية للعمل لديها عبر برامج التدريب بما يحفظ ريادته في مجال التوطين . وفي ما يلي نص الحوار: ما الهدف الذي ترمون إليه من وراء المشاركة في معارض التوظيف ومنها معرض الشارقة؟ - نشعر بأنه لزاماً علينا دعم جهود الحكومة في سعيها لتشجيع المواطنين على الانخراط بشكل أكبر في القطاع الخاص . فقد أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، خلال الجلسة الحوارية للقمة الحكومية الأولى التي اقيمت مؤخراً إلى هذا الجانب، حيث شدد سموه على أنه يجب التواصل مع المواطنين للتعرف إلى مشكلات اندماجهم في القطاع الخاص والتشاور معهم على كيفية تذليلها . وأعتقد أن المشاركة في هذه المعارض تمثل إحدى الوسائل للتواصل مع الباحثين عن العمل والاستماع إلى آرائهم . وطبعاً نسعى لاستقطاب المواهب الإماراتية للعمل لدينا عبر برامج تدريب منها برنامج تدريب الخريجين وأكاديميةHSBC للأعمال . ونحن في HSBC نحرص على المشاركة بفعالية في هذه المعارض في كل عام تماشياً مع استراتيجية البنك والمتمثلة ليس في تحقيق نسبة التوطين المقررة من قبل الحكومة فحسب، بل وتجاوزها إلى حدود أبعد من ذلك بكثير، وللمحافظة على موقعنا الرائد في مجال التوطين . ما استراتيجيتكم للتوطين؟ - بشكل عام تستند استراتيجية التوطين في البنك على التركيز على المواهب الوطنية، حيث يعمل البنك دائماً على إعداد الخطط الاستراتيجية لكي يكون الخيار الأول للعمل بالنسبة لأفضل الخبرات في السوق، ولكي يكون أفضل جهة للعمل، حيث أنفق البنك الكثير على البرامج التدريبية لتطوير وجذب وتوظيف هذه الخبرات من السوق . ومن خطط تعزيز التوطين، قام البنك بتطوير برامج مختلفة تخدم المواطن وخطط التطوير الوظيفي كبرنامج الخريجين المواطنين، برنامج أكاديمية HSBC التي تؤهل المواطنين من ذوي الخبرة وتدعمهم في الوصول إلى أهدافهم الوظيفية، إضافة إلى برنامج تطوير الكفاءات المواطنة لموظفي البنك من ذوي المهارات والأداء الوظيفي العالي . ما العوائق التي تعترض عملية استقطاب مواطنين للعمل في القطاع المصرفي؟ -قبل أن أتناول موضوع العوائق لابد لي أن أشير هنا إلى أن الدولة تسعى دائماً إلى توفير السبل الكفيلة بتأمين فرص العمل سواء في القطاع العام أو الخاص، وآخرها مبادرة "أبشر" لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، "حفظه الله" التي تستهدف توظيف 20 ألف مواطن خلال 5 سنوات . أما بالنسبة للتشريعات المطلوبة لجذب المواطنين إلى العمل في القطاع الخاص، فإن تحديات التوطين في المناصب العليا أو جذب المواطنين إلى المراكز العليا في القطاع الخاص إلى مراجعة وتعديلات في بعض الأمور والأنظمة المتعلقة بهيئة المعاشات وسقف الحد التقاعدي في القطاع الخاص الذي يجب ألا يزيد عن 50 ألف درهم حالياً . كما أن الظروف قد تغيرت وعليه فإن استقطاب المواطنين في الوظائف العليا في القطاع الخاص يتطلب إعادة النظر في أنظمة هيئة المعاشات، ورفع السقف التقاعدي . حيث إن البقاء على النسب الموجودة الحالية يجعل المواطنين يتجهون من القطاع الخاص إلى الحكومة . وقد تطرق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "رعاه الله"، خلال الجلسة الحوارية للقمة الحكومية الأولى إلى موضوع عدم التساوي في الامتيازات بين المواطنين العاملين في القطاع الخاص مع نظرائهم في القطاع الحكومي، حيث تكرّم سموه بتوجيه وزير العمل لتعديل ظروف عمل المواطنين في القطاع الخاص . هل يمكن أن تحدثنا عن كيفية متابعة مسيرة التطور المهني للمواطنين العاملين لديكم وتأهيلهم؟ - بالنسبة لموظفينا الحاليين، فإننا نسعى لتمييز الموظفين من ذوي الخبرة والأداء العالي والتركيز على استثمار خبراتهم وإمكاناتهم بأفضل وجه؛ أولئك الموظفين هم الذين يلعبون دوراً رئيساً في نجاح أعمالنا في الوقت الحالي وفي المستقبل وفي استمرار تميزنا من حيث المنافسة . ولإنجاز ذلك، فإننا قمنا بتطوير برنامج لمجموعة من المواطنين من الإدارات المختلفة الذين يتميزون بمستوى عالٍ من الأداء ويتمتعون بقدرات وإمكانات قوية تمكنهم من التطور والارتقاء في مسيرة عملهم التي تلبي احتياجات المجموعة في الوقت الحالي وفي المستقبل . ويساعد هذا البرنامج على تطوير المواطنين الإماراتيين مهنياً، ويمكنهم من توفر هيكلية تطوير لتحديد وتحقيق اهدافهم المهنية . وقام البنك ايضاً بإطلاق برنامج "المعلم الخاص" للمواطنين الإماراتيين، بحيث يتم ربطهم بزملائهم من ذوي المستويات الوظيفية العليا، بحيث يقومون على دعمهم وتدريبهم خلال مسيرتهم المهنية في البنك . كيف تقومون بتوطين الوظائف القيادية؟ نسعى في البنك لتمييز الموظفين من ذوي الخبرة والأداء العالي والتركيز على استثمار خبراتهم وإمكاناتهم بأفضل وجه، لذا فإننا نعمل على تطوير مجموعة من المديرين التنفيذيين الذين يتميزون بمستوى عالٍ من الخبرة تلبي احتياجات المجموعة في الوقت الحالي وفي المستقبل . وستضم هذه المجموعة أولئك الأفراد الذين يتميزون بمستويات عالية من الأداء ويتمتعون بقدرات وإمكانات قوية تمكنهم من التطور والارتقاء في مسيرة عملهم . واستطعنا تحقيق نجاحات ملحوظة في تطوير وتدريب المواطنين الإماراتيين من أصحاب المهارات والخبرات لتولى مناصب إدارية كبيرة وتطوير مسيرتهم المهنية من خلال العمل لدى المؤسسة لتولي مناصب إدارية عليا فلدينا مواطنون يتولون مناصب عليا مثل منصب رئيس الخدمات المصرفية التجارية ورئيس الخدمات المصرفية المباشرة، والعضو المنتدب لشركةHSBC الشرق الأوسط للتمويل المحدودة (ميفكو) . كما يتم بشكل دوري ومنتظم تطوير برامج مختلفة للمواطنين الجدد المنتسبين للبنك، ضمن استرتيجية التوطين خاصة الوظائف الإدارية التي تعطى الأولوية فيها لتوظيف مواطني الدولة . وما المطلوب من هذه الهيئات للمضي في دعم وتعزيز نسب المواطنين العاملين في القطاع المصرفي؟ - لا شك أن هناك عملاً مهماً وكبيراً تقوم به الجهات المسؤولة عن التوطين في دفع عجلة التوطين، ونحن بدورنا سوف نواصل دعمنا لهم وتعاوننا الوثيق معهم ونتطلع إلى تنسيق أكثر فيما بينها . حقائق حول برنامج التوطين في HSBC قال عبدالفتاح شرف الرئيس التنفيذي لبنك "إتش إس بي سي" الشرق الأوسط في الإمارات أنه لا شك أن هناك عملاً مهماً وكبيراً تقوم به الجهات المسؤولة عن التوطين في دفع عجلة التوطين، ونحن بدورنا سوف نواصل دعمنا لهم وتعاوننا الوثيق معهم ونتطلع إلى تنسيق أكثر فيما بينها . كما يجب ان تقوم هذه الهيئات وكذلك نحن العاملين في القطاع المصرفي بحملة تثقيف عن الفرص المتاحة وبيئة العمل المهنية وطبيعتها للمواطنين حين اختيارهم العمل في القطاع المصرفي . وأضاف شرف: يوجد لدىHSBC عدد كبير من الموظفين المواطنين يعملون في مناصب إدارية عليا ومتوسطة ويقدر عددهم بأكثر من 80 مواطناً ومواطنة . وثمانية من فروعHSBC التسعة مدارة من قبل مديرين مواطنين، اثنان منهم من الإناث . ويعمل لدىHSBC 295 موظفة إماراتية في الإمارات من أصل قوته العاملة . نسبة كبيرة منهن يشغلن مناصب إدارية عليا ومتوسّطة . وقام البنك بتطوير برنامج للتدريب والتطوير الوظيفي للمواطنين الإماراتيين الذي من شأنه أن يمكن الأفراد من أصحاب المهارات والخبرات من الحصول على دعم تدريبي وتنموي منظم ومنذ انطلاقته في الربع الأخير من عام 2012 تم توظيف 11 من مواطني الدولة في البرنامج .