GMT 0:00 2013 الأربعاء 20 فبراير GMT 1:43 2013 الأربعاء 20 فبراير :آخر تحديث مواضيع ذات صلة عباس الطرابيلى في كلمة أمام مؤتمر أثر الثورات علي إدارة المخاطر الذي نظمته في مبادرة شجاعة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب ذكر الدكتور أسامة صالح وزير الاستثمار عدة أرقام تشد الانتباه.. قال إن مصر تنفق يوميا حوالي 1700 مليون جنيه بينما الموارد لا تزيد علي 1100 مليون.. وهذا هو معني العجز الحقيقي الذي يهددنا جميعاً ويؤدي إلي تداعيات خطيرة لأنه - كما قال - لو أن السيارة بايظة.. لن تسير السيارة حتي لو غيرنا السائق!!، وهذا كلام خطير وإن كان يشخص أحوالنا الآن.. وتوقفت أمام قوله أنه تم تأسيس أكثر من 4300 شركة في الفترة الاخيرة.. ودعاني هذا لأن أسأله - أمام كل الحاضرين - وماذا عن اكثر من 1550 شركة تعثرت رغم أن رقم الشركات المتعثرة أكبر مما أعلنه الوزير.. وكان رد وزير الاستثمار اننا فتحنا هذا الملف ودرسناه.. ووجدنا أن كثيراً من هذه الشركات لم تكن شركات بالمعني المعروف.. بل ربما «هانجر» بسيط!، ولم يكن أمامنا وقت كثير لأرد قائلاً: وحتي لو كان بعضها صغيراً.. فإن اكثرها مصانع أغلقت أبوابها في العديد من المدن الجديدة.. وكان يعمل بها الآلاف من العاملين.. ولا يجب الاستهانة حتي ولو أغلق مصنع واحد، أبوابه.. لأن ما جري لا يبشر بأي خير.. ويكفي تصاعد حجم المطالب العمالية وابرزها الحد الأدني من الأجور.. ثم أن الوزير قال إن البنية الاساسية سليمة ولم يحدث فيها أي شيء خطير هنا أقول.. إن هذا غير صحيح، فهذه البنية التي أقمناها علي مدي عشرات السنين يضربها الآن عدم الصيانة.. وعدم التجديد.. بل كثير منها دمرت تدميراً.. وتابعوا حالة الطرق التي هي أقدام أي تقدم.. أو تأخر.. وإذا كان الدكتور سلطان أبو علي قد أكد في كلمته التحذير من مغبة زيادة معدل البطالة.. وزيادة عجز الموازنة.. والمدفوعات والدين المحلي الذي تجاوز رقم «التريليون» جنيه مع تآكل الاحتياطي.. إلا أنه حذر من زيادة حدة الفقر ومن انخفاض معدل نمو الناتج المحلي. ولكن الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط والتعاون الدولي بشرنا بقرب انعقاد مؤتمر اقتصادي قومي لمناقشة القضايا الاقتصادية الاساسية وسوف يعقد في بداية شهر ابريل القادم.. علي غرار المؤتمر الذي عقد في بداية عام 1982 وحقق الكثير أيامها.. وأنا مع الدكتور العربي عندما أكد أنه لا يمكن الفصل بين السياسة والاقتصاد.. ومعه كذلك في أن مصر تحتاج الآن للتجاوز.. نحو المستقبل.. أي نؤسس لمرحلة انطلاقة طويلة. وما يهمني هنا هو اعتراف الكل بأن هناك أزمة ثقة تضرب كل شيء في مصر.. وأنه إذا كانت ثورة يناير قد أعادت شبابنا إلي الانتماء لهذا البلد.. وأنها نزعت الخوف من قلوب المصريين.. ولكنها أيضاً غيرت كثيراً من سلوكيات المصريين.. فنحن - كما قال الدكتور سلطان أبو علي - نعاني من انفلات عمالي، ومن مطالبات مبالغ فيها.. فضلاً عن اسراف رهيب في الاستهلاك وانخفاض في الادخار وأن مصر التي كانت تدخر 16٪ من قيمة الناتج المحلي.. فإن الدول التي تطمح نحو التقدم يرتفع فيها معدل الادخار بين 35٪ و40٪ أي اننا الآن نحتاج إلي الانضباط والالتزام. ووقفت أيضاً أمام ما قيل عن وجود العشرات من الاحزاب السياسية بينما الافضل ألا يزيد عددها علي ثلاثة أحزاب أو حتي خمسة... وليس هذا العدد الرهيب.. كل هذا وغيره تم طرحه في هذا المؤتمر العلمي - الذي أراه أول مؤتمر يضع النقط فوق الحروف لتشخيص أمراض مصر وسلبيات الثورة.. لكي نحقق مزيداً من الايجابيات.. وهذا هو الترجمة الصحيحة لدور الجامعات في وضع الخطط لنعوض ما فات من خسائر.. ونقلل المخاطر، وهذا ما رأيته وعشته في مؤتمر جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب.. وهذا ما نحتاجه من كل جامعاتنا.