53 اثارة الغبار والنفخ في الأتربة بكل تاكيد يمنع الرؤية ويصيب العينين بالعماء – تماما كما نفعل هذه الايام في انفسنا حيث تباعدت المسافات فيما بيننا الى درجه اننا نتفاهم مع بعضنا عبر أثارة الأتربة في الشوارع والميادين .. تقول الانباء الواردة من اليمن ان عدن ستشهد غدا موجه جديده من اثارة الغبرة في الشوارع – في حين قامت السلطات الأمنية بحملة اعتقالات جديده في صفوف زعماء الحراك الجنوبي تكرارا لمحاولات سابقة في زمن حكم الرئيس على عبدالله كان الهدف منها اسكات الصوت الجنوبي المنادي باستقلال بلاده – ولكن النتيجة جاءت بعكس هذه النيات المبيته ومخيبة للامال , فاتسعت رقعة المطالب حتى شملت الجنوب كله وصار الجميع ينادون بالاستقلال ويثيرون الأتربة ويواجهون العسكر بصدور عاريه ويتعاملون مع الرصاص ومسيلات الدموع كانها حركات تسلية ولهو ومطاردات في الشوارع ولعب وكر وفر وقتل واحتراق .. غدا سيكون في عدن استعراض جديد للقوه وفي كل الاحوال فان النتيجه معروفه سلفا بتراجع وانهزام الجانب الذى ركب موجة التحدي ضد رغبات الشعب – وهذه المره تورط في اللعبة الاعب الجديد المسمى نفسه (بالاصلاح ) الاصلاح دخل مشاركا في الحكم في حكومة الوفاق من خلال ازمة اليمن في الشمال اما في الجنوب فله شعبية محدودة – وفي هذه الحالة اصبح حزبا حاكما في المركز ترك ساحه المعارضة وتربع على كرسي الحكم من الشارع – وعليه الا يعود الى ساحات المعارضة ويصطدم مره اخره بالجماهير ويحتفظ بالسلطة في آن واحد لان الجمع بين الاختين حرام – من هذه الناحية فان امر حزب الاصلاح في عدن هو الخاسر حتما حتى وان استورد مشجعين له من الشمال والبسهم معاوز الجنوبيين ومن غير المعقول ان يترك الجنوبيون للإصلاح المسرح وان يكون جنوبهم الغالي غنيمة لحزب انتهازي دخيل عليهم يتقمص الدين لأغراض سياسية .. موجة الاعتقالات يراد منها تحقيق هدف خاص يخدم سياسة الرئيس عبدربه منصور هادي وتبنيه مشروع الحوار الذى اعلن عن بدايته في 18 مارس القادم – وفي اعتقادي ان الرئيس يريد ان يجمع قيادات الحراك جميعا في زنزانة واحده ليلقي فيهم خطبة الترويض وحثهم على الدخول في الحوار من قبل الجانب الجنوبي الذى الرافض لهذه الفكرة مالم يكون التمثيل في الحوار بالندية وعبر ضمانات دولية وصيغ توافق متقدمة في الهدف والرؤية والمخارج . وطبيعي ان يكون هذا الاسلوب البوليسي غير مجدى وربما ياتي بعواقب عكسيه فالجنوبيون لايملكون شيئا يخافون عليه – ولا ملزمون بوقت معين لتحقيق اهدافهم ولديهم المقدره على الصبر وتحمل المشاق على اعتبار ان امر التحرير والاستقلال هدفهم ومصيرهم يحمل قراره كل فرد في الجنوب وليس قائدا بعينه – قد لا يتحقق في هذه الجولة كل المطالب – لكن من المؤكد انه سيتحقق في الجولات القادمة – وكل من سار على الدرب وصل