اعتبر "خورشيد دلي"المختص بالشئون التركية أن إتمام صفقة السلاح الإسرائيلية مؤخرا مع تركيا، برهان قوي على عدم وجود أزمة بين الجانبين وأن تركيا روجت فقط لهذه الأزمة إعلاميا خلال السنين الماضية بهدف كسب ود الدول العربية لإيجاد دور لها بالمنطقة. وقال دلي في مقابلة مع قناة العالم الإخبارية أمس الثلاثاء":إن صفقة السلاح الإسرائيلية مع تركيا بقيمة 200 مليون دولار هو إعلان رسمي عن عودة الدفء إلى العلاقات التركية الإسرائيلية بعد سنوات من الحديث عن أن هناك أزمة في هذه العلاقات. وأضاف، ولكن في حقيقة الأمر فإن من يدقق في مسيرة العلاقات التركية الإسرائيلية خلال السنوات الماضية سيكتشف أنها لم تكن هناك أزمة بالمعنى الحقيقي إنما كانت أزمة إعلامية سياسية دبلوماسية وهي أزمة كانت مدروسة على الصعيد التركي الهدف منها كسب العالم العربي والإسلامي وهي عبارة عن نوع من الحملة الإعلامية لبناء دور تركي وترويج هذا الدورفي المنطقة ليكون على الأقل مدخلا إلى الشارع العربي لكن لو راجعنا مسيرة العلاقات التركية الإسرائيلية خلال هذه السنوات فإن هذه العلاقات بقيت جيدة ولكن ضمن أطر سرية وضمن أطر أمنية عالية المستوى". وتابع قائلا نتذكر أنه أثناء زيارة أردوغان حصل لقاء عالى المستوى بين رئيس الاستخبارات التركية ورئيس الاستخبارات الإسرائيلية ولنتذكر أن بنيامين نتنياهو أوفد موفدا رسميا من قبله قبل شهر إلى تركيا التقى هناك موفدا رسميا من قبل أردوغان وأن الأهم من كل هذه الأحداث هو الموافقة التركية على إشراك إسرائيل في الاستفادة من خبرات الحلف الأطلسي في تركيا والتي كانت شرطا أطلسيا وأمريكيا لنشر صواريخ باتريوت على الأراضي التركية". وأضاف أن العلاقات على مستوى التوظيف الاستراتيجي الأمني كانت قائمة أيضا على المستوى الاقتصادي فالعلاقات الاقتصادية تقول إن نسبة زيادة العلاقات التجارية بين الجانبين زادت بحدود 15 بالمئة بين عامي 2011 و2012، فإنها على المستوى الحقيقي الاقتصادي والأمني بقيت جيدة لكن على المستوى الإعلامي فإن هذه العلاقة شابتها نوع من الإشكالية أو الاشتباك الإعلامي والسياسي بدءا من حادثة دافوس انتهاء بمرمرة وفيما بعد استدعاء السفراء ويبدو أن هذه السياسة كانت مدروسة على الجانب التركي والهدف الأساسي كان الوصول إلى قلب العالم العربي لينظر العالم العربي إلى تركيا كدولة قائدة في المنطقة والتي تتصدى للمشاريع الإسرائيلية".