وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ياسين: وضع البلد مايزال معقداً وأخطر مافيه قوى الثروة والسلاح

وفي حديث أجراه الصحفي محمد الغباري ونشرته صحيفة "المصدر" بالتزامن مع صحيفة "البيان" في عددها الصادر الثلاثاء الماضي اعتبر الدكتور ياسين أخطر ما في الوضع الراهن "أن الذي يظهر على السطح في الوقت الحاضر هي القوى التي تمتلك السلاح والثروة ولذلك هذه القوى ستظل مؤثرة في المشهد السياسي ".
وأضاف أن تجاذب تلك القوى لعملية الهيكلة في الجيش والأمن والقطاع المدني يعيق السير في عملية الهيكلة على الرغم من الجهد الذي يبذله رئيس الجمهورية لإيجاد حالة توازن في الهيكلة بأبعادها المختلفة .
ورأى أمين الاشتراكي أن جزءاً رئيساً من الدولة مازال مختطفاً بيد القوى المتنفذة في النظام القديم، قائلاً إن الإجراءات التي اُتخذت لم تؤدِ إلى استعادة كاملة لها .
وتحدث الدكتور ياسين عن الدولة الاتحادية قائلا:" توجد أفكار عديدة لإيجاد الدولة الاتحادية التي من شأنها حماية كل اليمنيين، أما مضمون هذه الدولة فهو رعاية مصالح وحقوق جميع مواطنيها، ولا ترعى مصالح فئة محددة ولا مجموعة محددة".
وتناول الدكتور ياسين قضايا مختلفة بينها الموقف من تجريد الرئيس السابق من رئاسة المؤتمر الشعبي العام والصراع الإقليمي الذي يتخذ من اليمن ساحة له إضافة إلى الحوار الوطني الذي قال ن البدء فيه يعني استمرار الحياة السياسية .
نص المقابلة :
انتهت التحضيرات لمؤتمر الحوار، لكن التحديات ما تزال كبيرة، كيف تقيّم المشهد السياسي في اليمن الآن؟
- أنا أرى أن الوضع مازال معقّد وتتجاذبه كثير من القوى التي كانت جزءاً من النظام السابق، والأخطر من هذا أن الذي يظهر على السطح في الوقت الحاضر هي القوى التي تمتلك السلاح والثروة، ولذلك هذه القوى ستظل مؤثرة في المشهد السياسي، وفيما يخص الخطوات المتعلقة بهيكلة الجيش، وهيكلة الأمن وهيكلة القطاع المدني أيضا، وبالرغم من كل الجهد الذي يبذله الرئيس عبد ربه منصور هادي لإيجاد حالة توازن عامة في عملية الهيكلة بأبعادها المختلفة، إلا أن ما يُعيق السير بسرعة نحو انجاز هذه المهمة هو تجاذب هذه القوى المختلفة لعملية الهيكلة هنا وهناك. الشيء الثاني، الحوار الوطني سيبدأ في 18 مارس، وحتى الآن الترتيبات ففيما يخص القوى التي أعلنت مشاركتها في مؤتمر الحوار تمضي بشكل جيد، الأسماء قُدمت من كافة الأطراف، الترتيبات الخاصة برئاسة المؤتمر تمت، وبقي معنا الترتيبات المتصلة بالجانب التنظيمي والإداري والأمني، وهناك لجنة تقوم بهذا العمل، لكن لدينا حتى الآن مشكلة اختيار ممثلي الشباب المستقلين والمرأة، ومنظمات المجتمع المدني، وهذه لم تحسم بعد، وفيها الكثير من الصعوبات، ولدينا تمثيل الحراك الجنوبي، وإن شاء الله تنجز هذه المسائل من الآن وحتى موعد بدء مؤتمر الحوار، لكن -في تقديري- الحوار لا بُد أن يبدأ، وبدء الحوار يعني استمرار العملية السياسية؛ لأنه إذا توقفت العملية السياسية المُشكلة التي ستترتب على ذلك ربما العودة إلى مربع العنف ..
في حوار سابق شددت على ضرورة أن يقوم الرئيس هادي باستعادة الدولة المخطوفة، الآن وبعد عام من انتخابه، هل تمكن من استعادة الدولة أم أجزاء منها؟
- لا أستطيع أن أقول اليوم إن الإجراءات التي اتخذت قد أدت إلى استعادة كاملة للدولة، جزء رئيسي من الدولة لا يزال مختطفا، ولازال بيد القوى المتنفذة في النظام القديم، القرارات التي اتخذت على الصعيد العسكري حتى الآن جيّدة، ولكن الجزء الأكبر منها لم ينفذ على الأرض، وهذه واحدة من المشكلات التي تحتاج إلى تسريع، ونفس الشيء في الجانب الأمني والمدني. في الجانب المدني -مثلا- مازالت بعض إشكال الإدارة القديمة التي استنفدت مهامها، مثل المجالس المحلية مازالت قائمة حتى اليوم، ومازال في يدها جزء من مقدرات البلد، ولازالت تعمل بنفس الآلية القديمة، وهذه معيقة لعملية التحول واستعادة الدولة. نفس الشيء فيما تعلق ببعض المحافظات، مازالت حتى الآن بيد النظام القديم، وهي تحتاج إلى ترتيب وتنظيم، بحيث أنه عندما تستكمل عملية استعادة الدولة من خلال إعادة التعيين في هذه المحافظات والمؤسسات المركزية نستطيع أن نقول إننا خطونا خطوات نحو استعادة الدولة ..
كنتم طالبتم بإخضاع قوات الجيش والأمن لسيطرة الرئيس هادي قبل بدء مؤتمر الحوار، لكن في ظل هذه الوضعية وباعتبارك أحد مستشاري الرئيس، ألم تناقشوا هذا الأمر من جديد؟
- أولا نحن لا نستشار في موضوع الجيش والأمن إطلاقا، لكن ممكن أن أتحدث بهذا الأمر باعتبارنا تكتل اللقاء المشترك، فنحن نرى وما زلنا أنه من الصعب أن يعقد مؤتمر حوار وطني في ظل انقسام الجيش، والخطوات التي اتخذت بخصوص إعادة هيكلة الجيش كانت جيدة، لكن الآن يفترض أن يتم تعيين قادة المناطق العسكرية، والبدء بنقل هذه القرارات إلى حيز التطبيق العملي. ونفس الشيء في الجانب الأمني، والقطاع المدني. وأنا أعتقد أنه من الآن وحتى 18 مارس ربّما نشهد مزيدا من القرارات، ومزيدا من الخطوات العملية التي من شأنها أن تهيِّئ المناخ المناسب لإجراء الحوار الوطني .
وفيما يتعلق بالنقاط العشرين التي وضعتها اللجنة التحضيرية للحوار بهدف معالجة الوضع في الجنوب، ماذا بشأنها؟
- هناك بطء كثير، وتأخرنا في هذا الموضوع، ولكن على اللجان التي شكلت أن تعمل سريعا وخصوصا في موضوع المتقاعدين والمبعدين من وظائفهم، وخلق مناخ اعادة الثقة، والأهم هو تشكيل لجان في المناطق التي يتواجد بها المتقاعدون والمبعدون من وظائفهم، وتكون هذه اللجان من بين المتضررين .
وبخصوص مطالبكم بمغادرة الرئيس السابق موقع رئاسة حزب المؤتمر الذي يمتلك نصف مقاعد الحكومة، اين وصل الأمر؟
- نحن قلنا إن الاتفاق ينص على أن يُغادر الرئيس السابق السلطة، إما كونه يمارس الحياة السياسية بصيغة من الصيغ فها موضوع آخر، نحن نتحدث عن التزام بمغادرة السلطة، وبوضعه الحالي هو لم يغادر السلطة، ما يزال يقود حزب المؤتمر الشعبي الذي هو شريك في السلطة، لديه نصف الحقائب الوزارية، ومازال هذا الحزب يقود الكثير من مؤسسات الدولة، وبالتالي ضمنا فإن الرئيس السابق لم يغادر السلطة. واعتقد بأن الجميع متفق على هذا. وعندي ثقة أن أعضاء حزب المؤتمر الشعبي أنفسهم لا يجدون تفسيرا لهذا الوضع غير هذه الحقيقة. لكن يبدو لي أن هناك من يريد أن يحاصر العملية السياسية، في متاهات ومعارك جانبية، وهذا الوضع إذا لم يحسم ويعود الجميع إلى المسار الصحيح للعملية السياسية بشكل كامل فإنها ستكون واحدة من التعقيدات التي يمكن أن تُعطل العملية السياسية بشكل عام .
في لقاءاتكم مع سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية، أثرتم هذه القضية، هل وجدتم تفهما لدى هؤلاء الرعاة؟
- الدول العشر لديها في الحقيقة مفاهيم مختلفة، البعض يريد أن يفصل ما بين السلطة والمؤتمر الشعبي كحزب، قلنا لهم هذا نظريا صحيح، لو أن المؤتمر الشعبي خرج إلى المعارضة من حقه أن يختار من يريد، لكن مادام المؤتمر الشعبي جزءاً من السلطة يبقى، في التالي، من الصعب أن يكون الرئيس السابق رئيسا له، ومع ذلك هناك تفهم. ونحن قلنا لهم أكثر من مرة إن الأمر متعلق بموقف الرئيس هادي، عليه إن يقول هل هذا الوضع يعيق العملية السياسية أم لا، قلنا لهم لا تسمعوا مننا ولا تسمعوا من المؤتمر الشعبي، وبموجب ما يقوله الرئيس عليكم على الأقل دعم الخطوات التي من شأنها أن تُنجح الأمر؛ باعتبار أن الرئيس هو خيار الشعب، والذي يقود ويرعى العملية الانتقالية .
لكن يُقال إن الرئيس هادي غير متحمس لقيادة المؤتمر الشعبي، وإلا فإنه يمتلك القدرة على أخذ الحزب لو أراد وليس تركه للرئيس السابق؟
- ليس لديّ معلومات دقيقة بهذا الشأن، لكن من وجهة نظري أن هادي كرئيس يجب أن يقود المؤتمر الشعبي، وأن يستند إلى قوة سياسية؛ باعتبارها جزءاً من المعادلة، ونحن لا نريد أن نفصل بين شخص الرئيس هادي باعتباره محط إجماع وبين رئاسة حزب المؤتمر؛ لأننا عندما قبلناه كان أمينا عاما للمؤتمر الشعبي ونائبا لرئيس الحزب، وهذا لن يؤثر في المعادلة إطلاقا، بل المهم هو أن تتهيأ للمؤتمر الشعبي ظروف تمكنه من أن يكون فاعلا في العملية السياسية، أما في الوضع الحالي فإننا نعتقد بأن المؤتمر الشعبي ليس عنصرا فاعلا في العملية السياسية .
يطرح أن روسيا والصين تعارضان طلب مغادرة الرئيس السابق رئاسة حزب المؤتمر؟
- بشكل عام حتى أمريكا، حيث تتحد بعض القوى الراعية للعملية السياسية عند التوازن في الحياة السياسية، قلنا لهم طيب، أما أن تتحدثوا عن توازن عسكري وهذا خطير أو أن تتحدثوا عن توازن سياسي. في التوازن السياسي لا يمكن أن يكون المؤتمر الشعبي في ميزان العملية السياسية طالما ظل بهذا الوضع بقيادة مزدوجة، ولذلك حتى يصبح جزءاً من توازن العملية السياسية لا بُد أن يكون في هذه الحالة بقيادة موحّدة قادرة أن تقوده نحو أن يصبح جزءاً فاعلاً من العملية السياسية، أما إذا كان التفكير بتوازن من نفس النمط القديم؛ أي عسكري، فإنهم يضعون البلد في مأزق جديد، وهذه القوى التي يراد لها أن تظل متوازنة هي لن تسلم أسلحتها إلى الدولة، بل ستظل محتفظة بأسلحتها في مواجهة بعضها البعض .
في ظل هذا المشهد المعقد، وفي ظل عدم مشاركة بعض فصائل الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار، هل يمكن توقع فشل مؤتمر الحوار؟
* الحديث مبكر عن فشل مؤتمر الحوار، لأن الحوار في الوقت الراهن ليس بين دولة وقوى سياسية كما كان يحصل في السابق، الحوار اليوم هو بين قوى سياسية، وكلها تبحث عن حل لمشكلة هذا البلد، وعليها أن تتفق، وفشل الحوار يعني فشل هذي القوى في ايجاد حل، ولذلك أنا اعتقد بأن على الجميع العمل باتجاه خيارات متعددة، الخيار الأول هو الوصول إلى الحل الأمثل الذي يؤدي إلى حل المشكلات القائمة (مشكلة الجنوب، مشكلة صعدة، مشكلة الدولة بشكل عام)، أما إذا تعثر هذا لا بُد أن يصلوا إلى قاسم مشترك فيما يتعلق بالدولة الضامنة لهذه المشاريع السياسية، كي تتنافس فيما بينها سلميا، ولذلك لا بُد أن يخرج مؤتمر الحوار برؤية تجنّب البلد العودة إلى منزلق العنف بأي شكل من الأشكال، وهذه المستويات من النجاح تغنينا عن الحديث عن الفشل، الدولة الضامنة ضرورية لأن تبقي كيانية هذا البلد، وألاّ ينزلق نحو العنف، لكن هذه الدولة تبدأ من الآن، من خلال استعادة الدولة وهيكلة الجيش وتوحيده، أي أن تكون هذه الدولة حاضرة، وبالتالي نتحدث عن دولة جزء منها قائم، وما نبحث عنه في حالة أننا لم نصل إلى حل كل المشكلات، هو أن تدعم هذه الدولة نحو الانتخابات أو التوافق .
حتى وإن غابت بعض فصائل الحراك الجنوبي عن مؤتمر الحوار؟
- في كل مؤتمرات الحوار التي تتم ليس بالضرورة أن يشارك الجميع، مع أن البُعد الوطني من الضرورة أن يكون حاضرا، وهذا البُعد يمكن أن نفتش عنه بأي صيغة من الصيغ (حراك أو جزء منه)، وحتى الذين سيدخلون مؤتمر الحوار ليسوا كلهم مستعدين لإنجاح الحوار، بل إنِّي أرى أن البعض يقول، ماذا سأجني من المؤتمر؟ ولهذا أقول إن الحوار مهمة ضخمة ، وليست مسؤولية الرئيس وحده، بل مسؤولية كل القوى السياسية .
الواضح أنه يُراد لليمن أن تصبح ساحة لصراع إقليمي، فهناك حديث عن دعم لجماعات وحركات، وضبط شحنات أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين، وهناك دعوات للكفاح المسلح في الجنوب !!
- أظن أن على من يفكر بتحويل اليمن إلى ساحة حرب، بهدف خلق معادلة إقليمية من نوع ما، هو واهم، ومثل هذا العمل الخطير سيجلب المتاعب للمنطقة كلها، ولن يجني من وراء ذلك أي نتيجة تُذكر. أما التطرف الذي يمارس بأكثر من صورة من الصور في أي مكان ينتج تطرفا في المكان الآخر، والحديث الآن عن الكفاح المسلح هو نوع من التطرّف، وهو التطرف الذي من شأنه أن يُعطل عدالة القضية الجنوبية، هذه القضية ذات طابع شعبي واسع، سواء في الجنوب أو حتى في الشمال، وبالتالي لا بُد أن تأخذ بُعدها السلمي، لكي نصل إلى حل يُرضي الناس، أما الدخول في العمل المسلح فستتولاه نخبة معيّنة، وهذا العمل النخبوي سيكون عملا فوضويا، لن يؤدي إطلاقا إلى حل مشكلة الجنوب بالصورة المطلوبة؛ لأنه سيُنشئ في المقابل أكثر من لاعب بالسلاح في الجنوب، ولن يكون اللاعب هذه المرة أجنبيا، والكثيرون لديهم السلاح، وستكون لعبة -للأسف- دعني أقول إنها "سخيفة ".
وفيما يخص الصراع الاقليمي؟
- في ظل غياب الدولة يمكن أن تكون أطراف كثيرة حاضرة في الشأن اليمني، لدينا أطراف تقليدية حاضرة منذ زمن، ولكن هذه تمارس علاقتها بشكل ذكي، مثلا موقف السعودية من اليمن خلال الفترة الماضية كان موقفا أخويا بشكل عام. الدعم الذي قدمته المملكة خلال الأزمة لا يمكن مقارنته بأي طرف آخر، الآن الوضع فيما يخص إيران في غاية الحساسية، ورأيي الشخصي ألاّ نذهب بالخصومة مع إيران إلى أبعد مدى، وهناك إمكانية لتطويق واحتواء الكثير من المشكلات، لا بُد من مساءلة الدولة الإيرانية بعد هذا الذي حدث، لماذا هذا؟ لماذا تأتي الأسلحة إلى اليمن؟ ويكون الخطاب قويا في هذه الحالة، على العكس، عندما يُرفع الخطاب وتشهر إلى جانبه الخصومة، فإنه يؤدي إلى مزيد من التباعد، وإرسال أسلحة إلى اليمن لابُد أن تصبح قضية وطنية ليست مرتبطة بالسلطة، بل مثار سؤال لدى كل القوى الوطنية، لماذا تتحول بلدنا إلى ساحة للقتال؟ وهذا السؤال لا بُد أن يوجّه إلى الجهة التي أرسلت الأسلحة، هذا يثير فزعنا جميعا، سواء أولئك الذين يحبون إيران أو من لايحبونها، وعلى الجميع أن يفهم أن المسألة هنا لن تكون دولة بدولة، ولكن ستكون قضية شعب في مواجهة تدخل من شأنه أن يعيد هذا البلد إلى مربّع العنف والاقتتال، وهذا غير مسموح به اطلاقا .
مع مرور عامين على اندلاع الثورة الشعبية، التي اطاحت بالنظام السابق، هناك حديث واسع عن عودة القوى التقليدية وسيطرتها على مقاليد الأمور في البلاد من جديد، خصوصا القوى القبلية والعسكرية؟
- أنا لا أنظر إلى المسألة بهذا التقسيم الراسي المطلق، لكن هناك حاجة موضوعية لدى اليمنيين اليوم للدولة. وأستطيع القول إن الغالبية الساحقة من اليمنيين بحاجة إلى دولة، لكن شكل الدولة ومضمونها - في رأيي- أن أكثر من ستين إلى سبعين في المائة من اليمنيين اقتنعوا بأن الدولة المركزية أصبحت غير قابلة للاستمرار، بل أصبحت تنتج عوامل تؤدي إلى تفكيك هذا البلد، وهذا ما حدث خلال الفترة الماضية. إذن، شكل الدولة القادم لا بُد أن يؤدي إلى أن تحضر فيه كافة الأطراف اليمنية، أي اتحادي أو فيدرالي، ثانيا أن الانفصال ليس حلا لا للجنوب ولا للشمال. وإذا أخذنا هذين المحددين باعتبارهما اتجاهين متطرفين في الحل، ففي الإطار الآخر، توجد أفكار عديدة لإيجاد الدولة الاتحادية التي من شأنها حماية كل اليمنيين، أما مضمون هذه الدولة فهو رعاية مصالح وحقوق جميع مواطنيها، ولا ترعى مصالح فئة محددة ولا مجموعة محددة، ولن تجد أي قوة تتحدث عن دولة تنتج مصالحها الخاصة، أيا كانت هذه القوى، أكانت تقليدية أو غيرها وأنا أستغرب اليوم من إثارة موضوع الشريعة، لا أحد يجادل في موضوع الشريعة، سوى أنها معركة مفتعلة، مع العلم أن اليمنيين أجمعوا في مرحلة سابقة على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع، إذن أين الخلل؟! ولماذا وصلنا إلى هذا الوضع؟! هل لأن هناك من تواطأ مع دولة الفساد لتمرير قوانين وتشريعات، واتفاقيات ضد مصالح الناس، بالرغم أن الشريعة هي المصدر الوحيد للتشريع؟..هل لأن بعض من يثيرون هذه الضجة كلها كانوا متواطئين مع هذه التشريعات التي أضرت بمصالح الناس؟..اتفاقية بيع الغاز ألم تضر بمصلحة اليمنيين؟ توزيع بلوكات النفط على "المحاسيب"، تمرير موازنات بالمليارات انعشت الفساد، اين كان هؤلاء؟ لماذا لم يستندوا إلى هذا النص الذي يتحدث عن أن الشريعة هي المصدر الوحيد للتشريع كي يحاربوا الفساد؟! إذن لماذا تثار هذه الضجة اليوم؟ ومن قال إن الشريعة ليست أساسا في هذا البلد، سوى أن هناك من يريد أن يغطي على التواطؤ الذي مورس لتمرير قضايا الفساد .
ما يحدث الآن في دول الربيع العربي، هناك من يقول إنه مُخطط غربي لإدخال المنطقة في صراعات داخلية بين القوى الإسلامية والمدنية حتى لا ينشغل العرب بما تخطط له الدول الغربية، هل أنت مع هذا التوصيف؟
- للأسف، هذه القوى لم تتحاور فيما بينها ، لا في مصر ولا في تونس، نحن في اليمن ربّما أكثر الناس تحاورا، تحاورنا ومازلنا، هذا البلد كان أكثر قُدرة على استيعاب مشاكله بالحوار.
الاشتراكي نت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.