سناء شاهين (الخرطوم) - حاز ثامبو أمبيكي رئيس جنوب أفريقيا الأسبق رئيس لجنة الوساطة الأفريقية بين دولتي السودان وجنوب السودان، جائزة أفريقيا لعام 2012 تقديراً لجهوده التي أبعدت خطر الحرب بين دولتي السودان وجنوب السودان، وأثمرت اتفاق التعاون بين البلدين. وأعلن فوز أمبيكي بالجائزة التي ترعاها صحيفة "ديلي ترست أبوجا" النيجيرية، أثناء الاجتماع السنوي الخامس لمنتدى القيادات الإعلامية الأفريقية في داكار الخميس الماضي. وأكد رئيس الوزراء التنزاني السابق رئيس منظمة الوحدة الأفريقية سابقاً سالم أحمد سالم، أن أمبيكي أظهر قدرات استثنائية في قيادة اللجنة الخاصة بالوساطة الأفريقية حول القضايا بين دولتي السودان، وأدار تلك القضايا العالقة بحنكة عالية ما أهله بجدارة للفوز بالجائزة. وبذل أمبيكي دوراً رائداً في حل القضايا بين البلدين، وقام برحلات مكوكية بين الخرطوم وجوبا دون كلل، وتعامل مع الخلاف في وجهات نظر البلدين بصبر ومثابرة. وأضاف سالم أن "مهمة أمبيكي تبدو عادية، لكن أداءه كان استثنائياً"، وأشار إلى أن مصدر الإعجاب بالاتفاق كونه ذا طابع شامل، لم يركز فقط على وقف الأعمال العدائية، بل شمل جوانب أخرى، مثل استئناف صادرات النفط الجنوبية عبر الشمال، وفتح الحدود أمام حركة التجارة، كما يشكل بداية جديدة للعلاقات بين البلدين. ولم يأت اختيار الاتحاد الأفريقي أمبيكي لرئاسة لجنة الوساطة الأفريقية التابعة له والخاصة بشأن القضايا العالقة بين دولتي السودان وجنوب السودان اعتباطياً، بل بدافع ثقة الاتحاد في قدراته نظراً للخبرة التي اكتسبها من مهام مماثلة في كل من بورندي والكنجو الديمقراطية وساحل العاج وبعض مهمات في إطار دول "كومسيا". وتمكن أمبيكي من لفت نظر الأفارقة تجاهه، خاصة بعد إنجازه بامتياز مهمة فك عقدة التحول الديمقراطي وخلافات السلطة في بعض الدول الأفريقية، ما جعله محل ثقة الاتحاد الأفريقي، لكن مهمته الأخيرة حول قضايا دولتي السودان وجنوب السودان كانت الأصعب نسبة لطبيعة النزاع بين البلدين، وضعف الثقة بين الطرفين.