نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    استمرار انهيار خدمة الكهرباء يعمّق معاناة المواطنين في ذروة الصيف في عدن    3 عمليات خلال ساعات.. لا مكان آمن للصهاينة    فعاليات للهيئة النسائية في حجة بذكرى الصرخة ووقفات تضامنية مع غزة    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    شاب يمني يدخل موسوعة غينيس للمرة الرابعة ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في فن التوازن    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    غرفة تجارة أمانة العاصمة تُنشئ قطاعا للإعلان والتسويق    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    منتخب الحديدة (ب) يتوج بلقب بطولة الجمهورية للكرة الطائرة الشاطئية لمنتخبات المحافظات    أزمة اقتصادية بمناطق المرتزقة.. والمطاعم بحضرموت تبدأ البيع بالريال السعودي    عدوان أمريكي يستهدف محافظتي مأرب والحديدة    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    وفاة عضو مجلس الشورى عبد الله المجاهد    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    الطيران الصهيوني يستبيح كامل سوريا    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    قرار بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    إعلان عدن التاريخي.. نقطة تحول في مسار الجنوب التحرري    المستشار سالم.. قائد عتيد قادم من زمن الجسارات    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية الناصريين الذين قابلوا بشار الأسد.. واعتراف الإخوان بالعمل لإقامة نظام حكم للسنة في الدول العربية
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 04 - 2012

حكاية الناصريين الذين قابلوا بشار الأسد.. واعتراف الإخوان بالعمل لإقامة نظام حكم للسنة في الدول العربيةالقاهرة - 'القدس العربي'اهم ما تناولته الصحف المصرية الصادرة امس كان تسرب تفاصيل اجتماع الرئيس مع رجال الأعمال الاسبوع الماضي، وما حدث فيها من نفاق له خاصة من رجال اعمال مبارك، بنفس الأساليب التي كانوا ينافقون بها مبارك، كما نشرت الصحف، وخصصت 'الأهرام' امس معظم مساحة صفحتها الرابعة لحديث مع رجل الأعمال الإخواني حسن مالك، وكتبت له مقدمة كان يتم كتابتها عن مبارك.
وأجرى الحديث معه زميلاتانا الجميلتان، زينب عبدالرازق وكريمة عبدالغني، وأدهشنا بمعلوماته الاقتصادية عندما قال لهما انه لم يسمع بأن الاحتياطي النقدي سينفد بعد شهرين، رغم ان الصحف طوال الأيام العشرة الماضية كانت مليئة بتصريحات محافظ البنك المركزي هشام رامز ووزير المالية المرسي حجازي الإخواني، بأن الاحتياطي النقدي يكفي ثلاثة أشهر فقط، ولكن ماذا نفعل مع عباقرة الإخوان في الاقتصاد ومخترعي مشروع النهضة.
وإلى بعض مما عندنا وغدا إن شاء الله، المعركة بين الإخوان وحزب النور، والذكور في التيار الإسلامي الذين تعملون لخدمة الإخوان، وكذلك السوس في النور، ومعارك نساء الإخوان والمعارضة:
الرئيس يطالب جبهة الانقاذ في الحوار ليلا وهم نيام
أعلن الرئيس والاخوان صراحة، انه لا إقالة للوزارة، ولا النائب العام، كما تطالب المعارضة ومنها حزب النور السلفي ومصر القوية برئاسة عبدالمنعم أبو الفتوح، ثم يعرض الرئيس على المعارضة أن تتحاور معه، لأنه يحب الحوار، كما قال في حديثه على قناة المحور، رغم ان المعارضة رفضت من قبل كل دعواته لها للحوار معه بعد أن اتهمته بعدم الالتزام بوعوده. وكانت قناة المحور المملوكة لرجل الأعمال وعضو المجلس الأعلى للسياسات حسن راتب، وهو المجلس المتفرع من أمانة السياسات التي كان يرأسها جمال مبارك، قد أعلنت أن زميلنا وصديقنا عمرو الليثي يجري حديثا مع الرئيس في الساعة الخامسة مساء الأحد وستذيعه في الثامنة، وانتظرنا حتى الثانية عشر، ودخلنا في يوم الاثنين ولم يذع شيء، وانتشرت التكهنات بأن الحديث تم ارساله لمراجعته في مكتب الارشاد والقيام بعملة مونتاج له - والله أعلم بما حدث - وكانت المفاجأة انه أذيع قرب الثانية صباحا، وكان زعماء جبهة الانقاذ قد ناموا والرئيس يدعوهم للحوار معه، وسارعت الرئاسة بارسال ملخص للصحف لتنشره.
انتخابات مجلس النواب ستجرى في موعدها
وأعلن الرئيس انه سيزور بورسعيد قريباً وصرف مبلغ خمسة وسبعين ألف جنيه لأسرة كل شهيد في الأحداث الأخيرة، وأن انتخابات مجلس النواب ستجرى في موعدها رغم معرفته بأن المعارضة ستقاطعها، وستشارك فيها الأحزاب الدينية، وقد أخبرنا زميلنا الرسام الكبير بجريدة 'روزاليوسف' أحمد دياب، يوم الأحد، انه شهد مستوى إخواني يقوم بإعداد طبخ لانتخابات، وأحد السلفيين يسأله: هتأكلني معاك، واللا زي كل مرة.
وعلى العموم، وكما قلنا من قبل، أنه سواء تمت الانتخابات بعد شهرين، أو تأجلت، وسواء دخلتها المعارضة أو قاطعتها، وحتى لو دخلتها وأجريت بنزاهة وفاز فيها الإخوان بجميع المقاعد، فالعاصفة قادمة وبأسرع مما يتخيل الإخوان وحلفاؤهم من الأحزاب والجماعات الدينية، ولا سبيل لتفادي ما هو قادم، إلا بأن تقوم الجماعة وحزبها بإقالة القيادة الحالية لها، وتصعيد قيادة معتدلة لا تنتمي إلى مجموعة سيد قطب، وإنما إلى مرشدها الثالث عمر التلمساني.
الاخوان يحاولون مصالحة الجيش
ايضاً واصل الإخوان محاولتهم مصالحة الجيش إلى حين بإشادة مجلس الشورى به وبقيادته السابقة ممثلة في المشير حسين طنطاوي والفريق عنان، وزيادة معاش العسكريين بنسبة عشرين في المائة بدون حد اقصى، وهو حق لهم تأخر كثيراً، ولكن أثر ذلك نشر فيديو للقيادي الإخواني بالإسكندرية علي عبدالفتاح وهو يقول للإخوان ان المجلس العسكري أيام طنطاوي وعنان هو الذي دبر مذبحة رمضان التي استشهد فيها ستة عشر جنديا بأيدي إرهابيين، وأدت إلى قيام الرئيس بعزلهما.
'الاهرام': البراءة
من الوفد الناصري الذي زار سورية
ونبدأ بالمعركة المؤجلة التي حول سورية والحرب الدائرة فيها بين النظام والمقاومة المسلحة والتي أشعلها حادثان، الأول مقتل الشاب المصري محمد محرز الذي توجه إلى هناك للاشتراك في القتال، وتضارب المعلومات حول انتمائه السياسي، هل هو إخوان مسلمون، كما روجت الجماعة على استحياء بواسطة بعض كتابها وصحافييها، ولهذا اهتمت به، ولم تهتم بمن سبق وقتلوا من أنصار صديقنا الشيخ حازم أبو إسماعيل.
والحادث الثاني زيارة عدد من الأشخاص من الحزب العربي الديمقراطي الناصري يترأسهم صديقنا أحمد حسن، الأمين العام، على الرغم من أنهم لا يمثلون لا الحزب ولا حتى أي فريق منه، لسببين الأول انه تم فصلهم منه، وأن الرئيس الحالي هو صديقنا ونقيب المحامين المصريين والعرب سامح عاشور، وأما المتنازع الآخر معه على رئاسة الحزب صديقنا وأستاذ الجامعة الدكتور محمد أبو العلا، استنكر الزيارة خوفاً من أن يتم حساب أعضاء الوفد عليه، مع ملاحظة، ان مجموعتي الحزب اندمجت مع المجموعات والأحزاب الناصرية الأخرى لتشكيل حزب جديد، لكن بعض مساكين الإخوان أرادوا استغلال الحدث لأغراض سياسية فمثلاً قال زوج شقيقتي الإخواني والأستاذ بجامعة طنطا يوم الاثنين في مقاله اليومي ب'الأهرام' محاولاً اتخاذ موقف متوازن: 'حسنا فعل بعض الناصريين حين أعلنوا براءتهم من زيارة الحزب الناصري ودعمه لطاغية دمشق، بينما دماء الشعب السوري الشقيق تنزف بغزارة، كنت أتمنى ألا يقتصر الأمر على البراءة من الوفد الناصري، وأن يمتد الأمر الى الإدانة الصريحة القاطعة، فالأمور لم تعد تحتمل إمساك العصا من الوسط، ولا تحتمل أن يكون هناك غطاء سياسي أو إعلامي لجريمة واضحة لا تقبل التأويل أو التبرير، بعض الناصريين يحاول أن يقنعنا زورا وبهتانا أن الثورة السورية مصنوعة عبر أموال الخليج، وأن مقاولي الحرب يتوجهون إلى سورية وأن كثيراً من العمال والمزارعين العاطلين يقاتلون بوصفهم مرتزقة، ثم أن السوريين ليسوا مرتزقة ولا يبيعون دماءهم بسعر بخس تدفعه هذه الدولة أو تلك'.
لماذا يخشى الناصريون
من حكم السنة في سورية؟
وفي نفس اليوم - الاثنين - كشف زميلنا الإخواني، في جريدة 'الحرية الحرية والعدالة' أحمد عبدالمنعم عن حقيقة ما يخطط له الإخوان في سورية ومصر والمنطقة العربية، من إعادة تقسيمها على أساس مذهبي بين السنة والشيعة والقضاء نهائياً على حلم الوحدة العربية القائم على أساس القومية العربية، قال المسكين الذي فضح خطط جماعته: 'لم تكن زيارة الوفد المصري الناصري لسورية ودعم نظام بشار الأسد القمعي المستبد الذي يقتل شعبه ويسلط طائراته لتقصف المدن والقرى المقاومة مفاجأة للكثيرين ممن يعرفون طبيعة الحقد الذي يكنه الناصريون لكل ما هو إسلامي، فرغم أن العالم كله يدين مجازر الأسد الذي يبيد شعباً حراً يرفض الديكتاتورية والاستبداد، إلا أن الناصريين الذين يرفعون شعارات ثورية جوفاء كشفوا عن وجههم القبيح المعادي لحق الشعوب في الحرية، وكان دافعهم في هذه الزيارة الخوف من سيطرة المسلمين السنة على مقاليد الأمور في سورية بعد زوال حكم الأسد، وأكد كبيرهم أحمد حسن، أمين الحزب الناصري الذي ترأس الوفد أن سورية هي المعقل الأخير للقومية العربية والمقومة، وعلى الرغم من تقليل قيادات الناصريين من أهمية الوفد والادعاء بأن أغلب أعضائه من المفصولين من الحزب الناصري، لكن هذا لا يحول دون التأكيد على أن الناصريين كشفوا عن وجههم القبيح حين ذهبوا لدعم ديكتاتور سورية في الوقت الذي يهاجمون فيه رئيساً منتخباً هو الرئيس مرسي، كراهية في المسلمين السنة، ما فعله الناصريون يعكس التخبط الذي يعيشه هذا التيار المنقرض، ويكشف عن كراهيته الشديدة لكل ما هو إسلامي، يفسر حالة القلق المسيطرة عليه خشية تكرار تجربة الإسلاميين في مصر في بلد عربي كبير مثل سورية كان دائماً محسوباً على الناصريين'.
خطط الإخوان في سورية ومصر والمنطقة
العربية: تقسيم مذهبي بين السنة والشيعة
وفي حقيقة الأمر، فأنا لا أفهم لماذا الهجوم إذن وهو يعترف بأن قيادات الحزب الناصري أكدت أن أعضاء الوفد الذي سافر مفصولون، ولا يمثلون إلا أنفسهم، إنما الملاحظ هنا تأكيده المتواصل على تكفير الناصريين على أساس أنهم يحاربون الإسلام والمسلمين السنة وخوفهم من سيطرة السنة على سورية التي كانت معقلا لهم، وكأنهم ليسوا مسلمين، ولا سنة وكان عليه أن يكمل بأنهم شيعة، وحكاية أن الثورة السورية الآن تهدف الى حكم السنة لا يمكن أن يكرره إلا إذا كان سمعه أكثر من مرة من قيادات الجماعة وحزبها، وهو نفس هدف الجماعات المتطرفة المتحالفة معها، والقضاء نهائياً على فكرة القومية والوحدة العربية تمهيدا لإقامة خلافة سنية وفصل الشيعة العرب في دويلات أو دول، أو انضمامهم لإيران، حتى تكون دولة الخلافة صافية للإخوان، وإلا بماذا نفسر محاولاتهم في مصر التقارب مع إيران، وإعجابهم باستمرار دعمها المادي السنوي لحركة حماس، وهذا التفكير يشبه إلى حد كبير تفكير أصحابهم في السودان، عندما تبنى النظام مبكراً - خاصة الدكتور حسن الترابي دعوة القبول بفصل جنوب السودان الوثني والمسيحي، حتى يبقى وسط وشمال وغرب وجنوب السودان المسلم هادئاً بدون منغصات، الإخوان وحلفاؤهم المتطرفون يريدون الاستيلاء على حكم سورية، ثم الامتداد إلى غرب العراق، وشماله وأجزاء من وسطه حيث تركزت السنة كما يتخيلون، ومشكلتهم في سورية هي الإيمان الكامل للشعب السوري بطوائفه المذهبية والدينية سنة وشيعة ومسيحيون وغيرهم بالعروبة والوحدة وبشخصية خالد الذكر، أي انه حتى من يؤيدون الإخوان يعتبرونه بطلهم ورمزهم، مما يعني ان شبحه يطاردهم في كل مكان ويقض مضجعهم - أحسن - وهي نفس الحالة التي يواجهونها في فلسطين، فرغم شعبية حماس، سواء في غزة أو الضفة فان زعامة ياسر عرفات هي المسيطرة، لا شخصية الشيخ أحمد ياسين، رحم الله الجميع، باختصار، الإخوان لن يضمنوا سيطرتهم وما يتخيلونه عن إقامة الخلافة الإسلامية، إلا بتقسيم الدول العربية على أساس مذهبي بين السنة والشيعة والتخلص من مشاكل الشيعة بضمهم أما إلى إيران أو الموافقة على انفصالهم وتكوين دول ودويلات مستقلة.
تحالف اخوان العراق والجزائر مع الغرب
هؤلاء أناس يميلون حسب مصالحهم، أليسوا هم الذين شاركوا من خلال حزبهم الإسلامي بقيادة محسن عبدالحميد في العراق قوات الغزو الأمريكي والبريطاني للعراق عام 2003 جنباً إلى جنب بجوار حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، الشيعيين، وهو نفسه الذي قبل أن يكون ممثلا للإخوان المسلمين العراقيين في المجلس الانتقالي تحت قيادة الحاكم الأمريكي بول برايمر؟
وأليسوا هم أنفسهم في الجزائر الذي تحالفوا عبر حزبهم حركة المجتمع الإسلامي بقيادة المرحوم محفوظ نحناح مع العسكريين وأنصار فرنسا في الإطاحة بنتائج الانتخابات الديمقراطية التي انتهت بفوز جبهة الانقاذ الإسلامية، وأدت الى أهوال الحرب الأهلية، وانتهت الأوضاع الآن بانتهاء نفوذهم وخسارتهم الانتخابات وتشرذمهم أحسن.
'الحرية والعدالة': من يكرهون
الاخوان يتحالفون مع بشار القاتل
المهم انهم في اليوم التالي - الثلاثاء - نشرت جريدة 'الحرية والعدالة' مقالا في صفحتها آراء حرة التي يشرف عليها زميلنا أحمد زكريا مقالا لصاحبنا محمود حشلة قال فيها رابطاً بين ما يصنعه بشار وتعرض مقرات الإخوان للهجوم: 'أيها المرابطون في سبيل الله في المدن السورية، سامحونا لأنهم عادوا سالمين إلى بلادنا، ولم يكن القانون قادرا على إسقاط الجنسية المصرية والصفة الإنسانية عنهم، لا تؤاخذونا بفعل السفهاء منا، ولا تلومونا على جرم العملاء فينا، فهؤلاء الذين تبت أيديهم وتبوا، إذ وضعوها في يد الطاغوت السوري قد باعوا مصر من قبل بثمن بخس دراهم ودينارات ودولارات معدودة، وكما أن رجال بشار يغتصبون النساء، فان رجالهم الثائرين هؤلاء قد اغتصبوا نساء الثائرات في التحرير، ولم يراعوا الزمالة القومية، وكما أن بشار يحرق بيوتكم فهؤلاء يحرقون المقار لدينا ويحملون السلاح في الشارع، وكما أن مجاهديكم يقتلون بدم بارد، فجنود الأمن الساهرين على حماية المنشآت عندنا يذبحون بدم اكثر برودة، يا أهلنا في سورية، مصابكم مصابنا، وبلاؤكم وصدمتكم في زيارة وفد العار لمصاصي الدماء هو نفسه بلاؤنا وصدمتنا لأننا في مصر ابتلينا بتلك الوجوه الكريهة وتعايشنا معها عامين كاملين'.
المصري الذي ذهب
لمقاتلة نظام بشار الاسد
أما آخر زبائننا في هذه القضية فسيكون زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل وقوله يوم لأربعاء في 'الشروق': 'هل رأيت من قبل جمعية إنسانية تقوم بسرقة شهيد؟ حدث ذلك بالفعل في الاسبوع الماضيع عندما تم الإعلان عن استشهاد شاب مصري ذهب للقتال في سورية ضد قوات بشار الاسد الشاب اسمه محمد محرز والذي تصادف أن شقيقه هو المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، لم أتشرف بمعرفة محمد محرز لكنني قرأت لأصدقاء كثيرين لي على مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف التيارات كلاماً رائعاً عن جماله وروعته وعظمة أخلاقه، ثم فوجئت بأن بعض الأصوات الإخوانية لناعقة تكتب كلاماً تقارن فيه بين بطولة الشهيد الإخواني محمد محرز وبين خسة بعض الناصريين الذين ذهبوا إلى سورية لتأييد السفاح بشار الأسد، مستخدمين ذلك في الهجوم المعتاد على جبهة الانقاذ ليصوروا كذباً أنها جبهة تدعم الطغيان بشار، دون أن يتذكروا قبلات وأحضان رئيسهم الكذاب للسفاح أحمدي نجاد شريك بشار في قتل السوريين وهو ما جعل أصدقاءه يستنكرون ذلك الكذب بشدة، وهو ما اضطر زوجته - صبرها الله - إلى أن تخرج عن صمتها وتعلن على حسابها في موقع 'الفيس بوك' أن زوجها - رحمه الله - لم يكن ينتمي إلى أي جماعة سياسية وتستنكر متاجرة الإخوان بزوجها بعد انتهاء الضجة دون اعتذار من رموز الإخوان الناعقة، رجعت إلى حساب محمد محرز على 'تويتر' لكي أتعرف عليه أكثر فوجدت لديه الخلاصة لموقف، حيث كتب بتاريخ 10 أبريل 2012 'الغباء لا دين له لكن ممكن يبقى له جماعة' رحم الله محمد محرز ورحمنا من الغباء'.
الإخوان لن يحكموا
إلا بأن يكون الجيش تابعاً لهم
وإلى أزمة الإخوان والجيش، والتي تجددت بقوة بعد تسريب الإخوان لإشاعة أن الرئيس محمد مرسي سوف يقيل وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ورئيس الأركان الفريق صبحي صدقي، حتى يحكم سيطرة الجماعة على الجيش، وما تبعها من تسريب أخبار مضادة عن أن الجيش لن يقبل بهذا، ثم مسارعة الرئاسة للنفي وتبعها نفي الجيش تسريب أي تهديدات، وبعدها رسالة شكر من الرئيس لوزير الدفاع يشكره فيها على دور الجيش في تأمين مؤتمر قمة دول التعاون الإسلامي رغم انتهاء المؤتمر بأثنى عشر يوما من إرسال برقية الشكر، ثم استقبال الرئيس السيسي بدون مناسبة.
ورغم ذلك كله، فان التحفز لا يزال موجودا والمشكلة قد تنفجر في أي لحظة لأن الإخوان لن يتراجعوا عن مخططهم للسيطرة على الجيش، لأنهم لن يضمنوا استمرارهم في الحكم للأبد إلا بأن يكون الجيش تابعاً لهم، وكل ما يقولونه عن تداول السلطة وعدم محاولة أخونة الجيش غير حقيقي، والجيش والمعارضة موقنة من ذلك ومنتبهان إليه.
حماس والانفاق ورد فعل الجيش
ثم جاء تبادل الهجمات بين أحد قياديي حركة حماس وهو خليل الحية بسبب هدم أنفاق التهريب ورد المتحدث العسكري عليه، لتضيف بعداً آخر للأزمة، قال عنه زميلنا حسام فتحي في 'المصريون' يوم الخميس: 'هل وصل نفوذهم حركة 'حماس' في مصر إلى درجة الدفع بمظاهرات أمام وزارة الدفاع قبل عدة أيام في محاولة مكشوفة للضغط على الجيش للتوقف عن إغلاق الأنفاق دون أن يعلنوا عن هذا الهدف صراحة والتمويه على ذلك برفع صور الشهداء، والمطالبة بمحاكمة المشير طنطاوي والفريق عنان في خلط واضح للأوراق وربما عدم معرفة بأن 'جيش مصر' لا يجوز اللعب معه، لا من 'حماس' ولا من عملاء حماس في مصر؟ باختصار، يجب أن يعلم الإخوان في 'حماس' وأصدقاؤهم في مصر أن الجيش المصري خط أحمر لا يجوز اللعب حتى بجواره، وإذا كانت الظروف الحالية قد سمحت لكم بالتدخل في الشأن الداخلي المصري فهي لن تدوم طويلا؟! وأتمنى من جهة الاختصاص - فلم نعد نعرف لمن نوجه خطابنا في بلدنا - إطلاعنا على نتيجة التحقيقات في جريمة قتل الستة عشر جنديا مصريا في رمضان الماضي؟ وإذا كنتم نسيتم فإن شعب مصر لن ينسى أبداً الاعتداء الذي وقع على حراس حدوده ولن يسمح بأن يفلت القتلة دون حساب'.
المرشد يتحدث عن جهات تسيء للجيش
وفي اليوم التالي - الجمعة - خصص المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع في مقاله بجريدة الحرية والعدالة ستة وعشرون كلمة فقط من نصف صفحة للأزمة مع الجيش هي: 'وجدنا حملة منظمة للإساءة المتعمدة لجيش مصر العظيم ودرع وسيف، ليس لمصر وحدها، بل للأمة كلها على مدار تاريخه، فمن يا ترى، صاحب المصلحة في هذا؟'.
والله سؤال مهم، انه قائد الجيش ورئيس الأركان طبعاً، وليس بديع نفسه الذي حرض من مدة جنود الجيش على قيادته.
الجيش يجب ان يبقى لا حزبي
ويوم الأحد حذرت زميلتنا الجميلة في 'الأهرام' أسماء الحسيني من محولة الإساءة للجيش أو اختراقه بقولها: 'الداخل المصري لا بد أن يسعى جيدا ان الجيش المصري الذي تم بناؤه في إطار وطني، هو خط دفاعه الأخير وأنه يجب الحفاظ عليه وعلى كفاءته، في بلدنا التي ظلت في مواجهة مع أعدائها الخارجين على مر الفترات التاريخية المتعاقبة واليوم نعيش في أحلك وأكثر ظروفها حساسية وتعقيدا في ظل الانقسام الداخلي والأخطار الخارجية المحدقة بنا من كل حدب وصوب في ظل ظروف إقليمية معقدة وخريطة جديدة يعاد تشكيلها في المنطقة، ويفرض من كل ذلك على جميع القوى والتيارات المصرية أن تعي تماما أن كسر هذا الجيش أو حتى محاولة إضفاء طابع حزبي عليه أو بقاء الفوضى الداخلية الحالية التي تربك الجيش وتجره إلى غير مهامه، يلحق أكبر الضرر بالبلد، بل ويدمرها ولن يكون أحد بمنجاة من ذلك'.
'صوت الأمة' الجيش
ونخبة الإخون ونخبة مبارك
ومن 'الأهرام' الى 'صوت الأمة' الاسبوعية المستقلة في نفس اليوم ورئيس تحريرها زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل الذي يواصل انحيازه السافر للإخوان وتخليه عن ناصريته، بقوله: 'الجيش - العقبة الرئيسية المانعة لتحطيم الدولة المصرية بالكامل فقد نشر مبارك 'يروس الايدز' بالإفساد في جهاز الدولة المصرية وسري 'مرض الايدز' المدمر لمناعة دوائر الرقابة والدوائر الحساسة.
وجاء حكم التتار الإخواني ليواصل المسيرة ذاتها ويعمل بقاعدة مبارك ذاتها وهي 'إحلال الأسوأ' عند مفاتيح التحكم وبدت نخبة الإخون أسوأ وأجهل من نخبة مبارك، وكل ما يهمها، كما كان يفعل مبارك بالضبط هو شفط السلطة والثروة لصالح الجماعة، ويبدو أن جنون التتار الإخواني جاوز حدود الحظر وتخيل أن الدولة المصرية غنيمة لمكتب الإرشاد ولم يفرق بين 'معنى الدولة' ومعنى الحكم، ولتطلع الى السيطرة على الجيش نفسه وتحويله الى ميليشيا مضافة لميليشيات الإخوان، وما نريده - بوضوح - أن يسترد الجيش عافيته ودوره الأصلي، وفي بسط السيطرة العسكرية كاملة على سيناء حتى الحدود الدولية وأن يطهر صفوفه من 'جماعة البيزنس' وأن يواصل صموده ضد محاولات الإخوان لإضعافه وأن يحفظ سلامة البلد المهدد في أمنه الداخلي وألا يصطدم بحركة الشعب الثائر، والذي نعول عليه وحده في التخلص من حكم الإخوان غير الشرعي بالجملة، فالشعب وحده قادر على دحر الطغاة، الشعب الذي خلع مبارك سوف يخلع حكم المرشد وبالأساليب الديمقراطية السلمية.
وبالتحول المطرد إلى العصيان المدني السلمي، وليس المطلوب من الجيش أن يزيح مرسي فالشعب وحده يقدر على انجاز المهمة ودون أن يصطدم بالجيش الذي هو درع مصر وسيفها والذي لن يتحول الى ميليشيات لحزب أو جماعة أو رئيس غير شرعي'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.