لذلك تكتسب الاجتماعات الحالية في الدوحة بين أطياف المعارضة السورية أهمية خاصة, حيث يدور الحوار حول الاتفاق علي بنية تشكيل هيئة سياسية تتكون من نحو60 عضوا يمثلون المجلس الوطني أو ما يعرف بالحراك الثوري في الداخل, في إشارة إلي مجموعات المدنيين الذين يديرون الانتفاضة في الداخل, إضافة إلي المجموعات المسلحة وعلماء دين ومكونات أخري من المجتمع السوري. وستقوم هذه الهيئة لاحقا بتشكيل حكومة انتقالية من نحو عشرة أعضاء مع مجلس عسكري لقيادة العمليات العسكرية علي الأرض في مواجهة قوات النظام. لكن المجلس الوطني الذي يعد أبرز فصائل المعارضة السورية يخشي تهميشه داخل الهيئة الجديدة, لذلك قدم مبادرة خاصة به لتوحيد المعارضة من خلال تشكيل مؤتمر وطني في الأراضي المحررة يضم300 عضو, ينبثق منه حكومة انتقالية تدير المناطق المحررة شمال سوريا, وتوزع المساعدات الانسانية وتدير المجموعات العسكرية. إن الاجتماعات الحالية لقوي المعارضة السورية تعقد وسط ضغوط من دول عربية وغربية لتشكيل هيئة سياسية تحظي باعتراف دولي. ولعل انتخاب جورج صبرا رئيسا جديدا للمجلس الوطني قد يكون خطوة مهمة لتفعيل المجلس ودوره مع باقي فصائل المعارضة, خاصة أن الرئيس الأول للمجلس كان مسلما سنيا( برهان غليون) والثاني كردي( عبدالباسط سيدا) والثالث مسيحي( جورج صبرا), وهو ما يعكس إيمان المعارضة بضرورة تداول المسئولين بين كل طوائف المجتمع السوري.