جمعت الألعاب الشعبية القديمة أبناء الزمن الماضي من الجنسين، وربطت أواصرهم، حيث كانت تثير حركة الأطفال في "السكيك"، وترسم البهجة على وجوههم، والتي ابتعد عنها أطفال اليوم واستبدلوها بألعاب التكنولوجيا الحديثة، ما جعل الآباء يتحسرون عليها بعد أن كانت إحدى أجمل المراحل القديمة التي عاشوها في الماضي العريق، ولا تكتمل ذكريات الطفولة ومشاعر الزمن الجميل، إلا بصورة من صور الألعاب الشعبية التي غابت عن الحارات والفرجان، إلا أنها حافظت على حضورها في المهرجانات التراثية، وعلى رأسها مهرجان قصر الحصن الذي ملأ الإمارات، وشغل أهلها على مدار تسعة أيام مضت، وقد حرص القائمون عليه تخصيص ركن يمارس فيه الزوار الصغار الألعاب القديمة في جو من المرح والنشاط. في مهرجان قصر الحصن، وضمن الكثير من المساحات الشاسعة كان للألعاب التقليدية القديمة نكهة خاصة، فكل من يزور هذا الركن يشعر برائحة الماضي العريق، من خلال تلك الألعاب الشعبية التي تنوعت وتعددت مسمياتها وطريقة لعبها بوصفها أحد مكونات الهوية الوطنية التي يعتز بها الجيل القديم، ويحرص على نقلها للأجيال الصاعدة. مرح الصغار وسط جو مفعم بالفرح والمرح، مارس أطفال ألعاباً شعبية في أحد أركان مهرجان قصر الحصن، ومنهم الطفل عبد الله المزروعي، الذي لعب "لعبة الرنج" من أصدقائه، يقول الصغير "الألعاب الشعبية مفيدة جدا، وزيارتي للمهرجان عرفتني على الكثير من تلك الألعاب الشعبية القديمة حتى أني تعلمتها منذ الوهلة الأولى، وهذا هي الزيارة الرابعة التي أقوم بها للمهرجان، وخاصة ركن الألعاب التقليدية الذي يستقطب الكثير من الأطفال في مثل سني". ويشاركه الرأي سيف السويدي (12 سنة)، الذي استمتع بلعبة "مواتر"، أو السيارة، حيث تعرف إلى مكونات تلك اللعبة البسيطة، والمواد الداخلة في صناعتها وكلها طبيعة. ويشرح السويدي طريقة صناعتها بعد أن استمع من المشرف على قسم الألعاب الشعبية في المهرجان "تصنع السيارة من الصفائح، وهي "علب معدنية" تقطع من الأعلى، ويعمل لها قبة من الصفيح، ويُركب لها "قواط" دائرية صغيرة، ويعمل لها أربعة ثقوب، ثم يؤتى بسك معدني، ويوضع داخل الثقوب ويأتي بالقواطي وتثبت في السلك بعناية"، مؤكدا أنه سيقوم بصناعة تلك السيارة في المنزل له ولأصدقائه. واصطحب الخمسيني خميس مبارك أحفاده إلى ركن الألعاب الشعبية في المهرجان، وكل واحد منهم أخذ يتعرف إلى الألعاب الشعبية، يقول مبارك إن "مثل تلك المهرجانات الشعبية، ووجود تلك الألعاب الشعبية فرصة ثمينة ليتعرف أبناء اليوم إليها، وعلى فوائدها الجمة"، متمنيا أن تتم إعادة أحياء تلك الألعاب القديمة وتطويرها لتواكب الألعاب الحديثة وأن تتولى المؤسسات التعليمية والتربوية والاجتماعية مسؤولية هذا التراث، وتدرجه ضمن خططها وبرامجها. ... المزيد