دمشق -عواصم - وكالات: سقط 98 قتيلاً في مواجهات دامية في سوريا أمس بينما دارت اشتباكات بالقرب من مكان احتجاز المراقبين الدوليين بين عناصر من الجيش الحر والقوات النظامية إثر هجوم نفذه مقاتلون على سرية القوات النظامية في قرية عابدين الواقعة جنوب قرية جملة في ريف درعا وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تحليق طائرات مروحية في سماء قرية عابدين، مشيرًا إلى معلومات تفيد عن "قصف على المنطقة"، حيث سيطر المقاتلون "على سريتين للقوات النظامية في قرية معرية ومحيطها المحاذية للجولان والأردن". كما تتعرض مناطق في أحياء الخالدية وحمص القديمة "لقصف عنيف من قبل القوات النظامية استخدم خلاله الطيران الحربي رافقه أصوات انفجارات وتصاعد لأعمدة الدخان في سماء المناطق". وأشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر وعناصر من القوات النظامية عند أطراف هذه الأحياء في محاولة من القوات النظامية فرض سيطرتها على المنطقة منذ عدة أيام". كما قام الطيران الحربي بقصف بلدة الدار الكبيرة في ريف المدينة، ما أسفر عن تهدم عدد من المنازل وأضرار مادية. وفي شمال البلاد جرت اشتباكات بين "مقاتلين من الجيش الحر والقوات النظامية في أحياء حلب القديمة سيطر على إثرها مقاتلو الجيش الحر على نقاط تمركز جديدة قرب الجامع الأموي". وقال المرصد إن "المقاتلين سيطروا على منطقة خان الشيخ في حلب القديمة إثر اشتباكات مع القوات النظامية". وتحدث المرصد عن سقوط عدة قذائف على حيي بستان القصر والمرجة. وتعرضت مدن وبلدات الأتارب والباب وعندان بريف المدينة للقصف من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد. من جهة أخرى أكدت موسكو مجددًا موقفها من النزاع السوري بينما تواصل الاممالمتحدة جهودها لتأمين إطلاق سراح 21 عنصرًا فليبينيًا من قوات حفظ السلام في الجولان احتجزهم منذ ثلاثة أيام معارضون مسلحون. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع البي بي سي أنه مقتنع بأن الرئيس السوري بشار الأسد لن يغادر السلطة، مكررًا أن موسكو لا تنوي "إطلاقًا" أن تطلب منه ذلك. وقال إن "قرار من يجب أن يحكم سوريا لا يعود لنا وعلى السوريين أن يقرروا" ذلك، مكررًا بذلك الموقف الروسي من النزاع في سوريا، حيث قتل حوالي سبعين ألف شخص خلال عامين، حسب الأممالمتحدة. وردًا على سؤال عن إمكانية أن تدفع روسيا بشار الأسد إلى مغادرة السلطة، قال لافروف إطلاقًا. تعرفون أن مبدأنا هو عدم التدخل في تغيير أي نظام. نحن معارضون للتدخل في النزاعات الداخلية". وقال لافروف "نعارض أي شرط مسبق لوقف العنف وبدء الحوار لأننا نعتقد أن الأولوية الأولى هي إنقاذ حياة" البشر. وفي مانيلا، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفليبينية راؤول هرنانديز أن رفض المعارضين السوريين المساومة قضى على الأمل في إطلاق سراح الرهائن بسرعة وأجبر الحكومة على تعزيز جهودها للتفاوض. وأضاف الناطق لقناة "ايه بي سي-سي بي ان" أن "مطلب الجيش الحر بإعادة تمركز القوات السورية في منطقة جملة ما زال عالقًا ويجري العمل عليه". وأعلنت الأممالمتحدة أنها تفاوض لإطلاق سراح المراقبين. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي إن قوة الأممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان "اتصلت بهم هاتفيًا وأكدت أنهم لم يتعرضوا لسوء معاملة"، مؤكدًا أن "الأممالمتحدة تبذل جهودًا للتوصل إلى الإفراج عنهم". وفي عملية الخطف الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل عامين، احتجز مقاتلون معارضون أطلقوا على أنفسهم اسم "لواء شهداء اليرموك" 21 مراقبًا فليبينيًا ينتمون إلى قوة الأممالمتحدة المكلفة منذ 1974 ضمان احترام وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان المحتلة. وللخروج من الأزمة السورية التي يشارف عامها الثاني على الانقضاء سيجري الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بعد غدٍ الاثنين محادثات في بروكسل مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذين سيشجعونه على مواصلة جهوده لمحاولة التوصل إلى حل سياسي للنزاع.