خَبِرَ المواطن سعيد عبدالله العبيدلي، (30 عاماً)، أسرار إطارات السيارات جيداً ونجح في الوصول بها سريعاً إلى طموحاته الشخصية، فقد تدرج من وظيفة في شركة بالقطاع الخاص، كان من مهامها فحص إطارات السيارات وتحديد صلاحيتها وتقديم النصح لمستخدميها، وأحياناً مساعدتهم على صيانتها، حتى تقلد منصب المدير الفني، بل حصل على تصنيف الخبير في مهنته، ما مكنه من القيام بمهام من قبيل تأهيل وتدريب العاملين على الإطارات في الشركات والمؤسسات بالقطاعين العام والخاص. ويقول العبيدلي «مثل غيري من الشباب المواطنين لم تكن شهيتي مفتوحة للعمل في القطاع الخاص، لاعتقادي أنه ليس هو المكان المناسب لتحقيق طموحاتي الشخصية، لكن بعد الخوض عملياً في تجربة العمل في شركة (السركال)، وهي الوكيل الرئيس لإطارات (بريجستون)، أدركت أنني كنت واقعاً في خطأ شنيع، فالعمل في القطاع الخاص مشحون بالعديد من المزايا الوظيفية، ويُشكل أقصر الطرق لتحقيق التطلعات، حيث معايير التقييم محكومة بقدر ما يعطي المرء لمهنته، أي بعكس القطاع العام الذي ينتهج الروتين الوظيفي». تخرج العبيدلي في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة الإمارات، حيث درس الهندسة الميكانيكية، وعندما عيل صبره انتظاراً للوظيفة المنسجمة مع مؤهلاته اتجه إلى العمل في شركة المقاولات التي كان يملكها والده، ومكث فيها سنتين، اكتسب خلالهما الكثير من الخبرات، وتدرب على تحمّل مشاق العمل تحت وهج الشمس، أي بعيداً عن الغرف المكيفة، عندما عمل مراقباً للمباني، ومشرفاً على مواد البناء مثل الحديد والأسمنت والخرسانة. لكن العمل في شركة المقاولات لم يمنع العبيدلي من الحنين إلى الهندسة الميكانيكية، التي درسها في الجامعة وحقق فيها إنجازات أكاديمية مهمة، فقبل خمس سنوات من الآن تقريباً تأبط شهادته الجامعية، وذهب في كل اتجاه باحثاً عن الوظيفة التي تنسجم مع مؤهلاته، وقال في هذا الخصوص «من أجل تحقيق طموحي الوظيفي، الذي يتواءم مع مؤهلاتي كمهندس ميكانيكي، ركبت الكثير من المصاعد الكهربائية وطرقت أبواب الوزارات والدوائر الحكومية التي خطر لي بداخلها الوظيفة، التي تحقق طموحاتي الشخصية، وفي مرحلة لاحقة اتجهت إلى هيئة تنمية للتوظيف وسجلت اسمي عاطلاً عن العمل». واستطرد «من المؤكد أن جهودي تلك لم تبوء كلها بالفشل الذريع، وإنما تلقيت بعض الاتصالات، لكنها كانت بعيدة عن تخصصي، لذلك لم تحظ باهتمامي، عدا فرصة العمل التي أتيحت لي بالشركة المتخصصة في مجال الإطارات». ويتذكر المهندس العبيدلي الصعوبات التي واجهته في بداية عمله في الإطارات، فيقول «ما من شك في أن البداية كانت بالنسبة لي تجربة مشحونة ببعض المصاعب، لكنها لم تكن مصاعب فكرية، وإنما تنحصر في الجوانب البدنية الناجمة عن التعامل مع الورش والأجهزة، وفحص الإطارات، وغالباً ما يكون العمل تحت وهج حرارة الشمس، لكن مع الممارسة والتدريب تمكنت من تجاوز كل تلك المصاعب بسرعة فائقة، بل حصلت على ترقية مهمة في غضون سنة واحدة من وظيفة مهندس تقني إلى مساعد المدير، ثم إلى المدير التقني، فصرت مسؤولاً عن تنظيم الدورات التدريبية لمن يعملون في الإطارات». وحول صلاحية الإطارات قال العبيدلي، إن الأخاديد والنقوش التي على ظهر الإطار ليست زخرفة جمالية، وإنما الغرض منها أداء خدمات مهمة، مثل تحديد حركة السيارة والسيطرة عليها، وعلاوة على ذلك تساعد على التعرف إلى صلاحية الإطار، فبالنسبة لسيارات الصالون، فإن الإطار يكون فاقداً للصلاحية إذا تآكل بنسبة 1.6 مم، والمركبات المتوسطة 2.4 مم، والشاحنات 3.2 مم». وحذر العبيدلي الشباب هواة «تصييح الويلات» على الطرق من الأخطار المحتملة، خصوصاً في موسم الصيف، لافتاً إلى أنهم يلحقون أضراراً فادحة بسياراتهم، بعضها ميكانيكي، والآخر يتعلق بالإطارات التي تتآكل بطريقة غير منتظمة، ما يفقدها التوازن أثناء الحركة، وبالتالي تكون جاهزة للوقوع في حادث مروري محتمل». وانتقد العبيدلي لجوء الشباب إلى تركيب إطارات «النايلون 900» المخصصة للمناطق الرملية للسير بها على الطرق الأسفلتية، موضحاً أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى انزاق السيارة، وفقدان السيطرة عليها، خصوصاً في الأجواء الممطرة. وبدا العبيدلي على قناعة بتلبيس الإطارات، لكنها مشروطة بأن تتم وفق المعايير والمقاييس العالمية، قائلاً إن «الدول الأوروبية التي تنعم بأجواء باردة تقوم بتلبيس الإطار خمس مرات، بينما في منطقة الخليج، حيث الأجواء شديدة الحرارة، فإن من الأفضل تقليص مرات التلبيس إلى مرة واحدة فقط».