كشف طارق بن خادم عضو المجلس التنفيذي للإمارة رئيس دائرة الموارد البشريه في الشارقة أن الدائرة نجحت في تعيين 16 ألف باحث وباحثة عن عمل في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة خلال السنوات العشر الماضية، منذ إنشائها، وحتى العام الماضي . وقال إن هناك تزايداً في نسبة الإناث الباحثات عن عمل في المنطقة الشرقيه مقارنة بالذكور، لقلة الوظائف المتوفرة في المنطقة في القطاعين الحكومي والخاص، مشيراً إلى أن هناك مصاعب وعقبات كثيرة تعوق دون تحقيق آمال الشباب الباحث عن عمل، منها ما يتعلق بتزايد الأعداد الحاصلة على مؤهلات غير مرتبطة بمتطلبات سوق العمل، ورغبة معظم الباحثين في الحصول على وظائف حكومية ورفضهم العمل في القطاع الخاص، وخلافه، إلى جانب رغبة جهة العمل في تعيين أصحاب الخبرات، لتحسين الأداء الوظيفي، وعدم الوصول للحد الأدنى من تعاون القطاع الخاص، وقطاع المصارف في تعيين الكوادر الوطنية، وغير ذلك . وأضاف في حوار مع "الخليج" أن التوفيق بين مخرجات التعليم، ومتطلبات سوق العمل، من أهم المشكلات التى تواجه الدائرة في عمليات التوظيف أو التوطين، لأن مخرجات التعليم تتركز في تخصصات عدة مثل العلاقات العامة، والإدارة، والتسوق، وتكنولوجيا المعلومات، وتقل بصورة كبيرة في التخصصات الفنية التي يحتاج إليها سوق العمل، مما دفع الدائرة إلى تنظيم برنامجي توجيه المسار الوظيفي، واستهداف، وهما يستهدفان طلبة المدارس في المرحلتين الإعدادية، والثانوية، ومن خلالهما يتم تعريفهم إلى مجالات سوق العمل، والجامعات والكليات الفنية والتخصصية التي يمكن أن يلتحقوا بها لسد العجز في التخصصات المطلوبه لسوق العمل . وتالياً نص الحوار: ما أهم الإنجازات التي حققتها الدائرة العام الماضي؟ لقد كان العام الماضي حافلاً بالإنجازات التي حققتها الدائرة بدءاً من دراسة زيادة الرواتب التي تمت مستهل العام الماضي، بمكرمة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مروراً بدراسة منح بدل غلاء معيشة للمتقاعدين، ومن ثم دراسة تعيين ممرضات في مدارس الإمارة، ودراسة العديد من التعديلات على بعض القوانين والقرارات التي من شأنها تنظيم العمل الإداري داخل الجهات الحكومية في الإمارة، ثم تنظيم العديد من البرامج التأهيلية والتدريبية في مختلف مدن الإمارة، والاشتراك في معارض التوظيف المختلفة على مستوى الدولة . وتم تتويج هذا الجهد والإنجازات بمساهمة الدائرة في تعيين 2122 باحثاً وباحثة عن عمل، وهذه الإنجازات وغيرها لم تكن لتتحقق إلا بدعم لا محدود من صاحب السمو حاكم الشارقة، وبمتابعة حثيثة من سمو ولي عهد ونائب حاكم الشارقة رئيس المجلس التنفيذي، وبتعاون الجهات الحكومية مع الدائرة . ما طبيعة المصاعب التي تواجه الدائرة في توظيف المواطنين؟ مما لا شك فيه أن هناك مصاعب وعقبات كثيرة تعوق دون تحقيق آمال وأحلام الشباب الباحث عن عمل، وتنقسم إلى قسمين: القسم الأول يتعلق بالباحثين أنفسهم عن عمل من حيث تزايد الأعداد الحاصلة على مؤهلات غير مرتبطة بمتطلبات سوق العمل، ورغبة معظم الباحثين في الوظائف الحكومية، ورفضهم العمل في القطاع الخاص، إلى جانب التوزيع الإقليمي للباحثين عن عمل، ورغبتهم في العمل في مكان إقامتهم نفسه، خاصة أن معظمهم من الإناث، وأيضاً طلب معظم الباحثين عن عمل الحصول على وظائف إدارية معينة . والقسم الثاني يتعلق بمجال العمل ويتلخص في رغبة جهة العمل في تعيين أصحاب الخبرات لتحسين الأداء الوظيفي، فيما معظم الباحثين عن عمل ليس لديهم الخبرات الكافية، إلى جانب صعوبة استيعاب الجهات الحكومية لوظائف جديدة، وعدم الوصول للحد الأدنى من تعاون القطاع الخاص، وقطاع المصارف في تعيين الكوادر الوطنية . مرحلتان أساسيتان هل تم توظيف باحثين عن عمل في جهات ما، ومن ثم أنهيت خدماتهم بعد فترة لعدم كفاءتهم؟ هذا الأمر في الغالب لا يحدث، لأن الباحث عن عمل قبل تعيينه في أي جهة يمر بمرحلتين أساسيتين، الأولى مرحلة التأهيل والتدريب الميداني، والثانية تتركز في المقابلة الشخصية التي يتم من خلالها وضع المعايير الملائمة للوظيفة، واختيار المناسب لها، بينما الأمر الذي يحدث غالباً ومن ذلك حالات كثيرة، أنه بعد تعيين الباحث عن عمل - وخاصة إذا كان من الذكور- واستمراره في الوظيفة فترة، يستقيل، أو يترك العمل لأسباب، منها رغبته في راتب أعلى، أو لعدم قدرته على الالتزام بمواعيد العمل . إلى أي حد يفتح القطاع الخاص أبوابه أمام استيعاب الباحثين عن عمل؟ هناك محاولات كثيرة لطرق هذا الباب المهم والحيوي الذي يعد حالياً ومستقبلاً، معبر الأمان لاستيعاب الأعداد الكثيرة من الباحثين عن عمل، والقضاء على البطالة المقنعة، والتكدس الوظيفي في الجهات الحكومية، وبرغم التحديات التي نواجهها في هذا القطاع فإننا نطرق أبوابه بقوة لإدخال الكوادر الوطنية فيه للاستفادة من طاقاتهم في هذا القطاع المهم . وهناك تعاون بين الدائرة ووزارة العمل كونها المسؤولة عن هذا القطاع، وقد أسفر هذا التعاون عن بعض الإنجازات وإن كانت قليلة، إلا أنها مبشرة بالخير بإذن الله . كيف يتم التوفيق بين مخرجات التعليم، ومتطلبات سوق العمل؟ هذه واحدة من أهم المشكلات التى تواجهنا في عمليات التوظيف أو التوطين، لأن مخرجات التعليم تتركز في تخصصات عدة مثل العلاقات العامة، والإدارة، والتسوق، وتكنولوجيا المعلومات، وتقل بصورة كبيرة في التخصصات الفنية التي يحتاج إليها سوق العمل . لذلك نحن في دائرة الموارد البشرية نظمنا برنامج (توجيه المسار الوظيفي)، وبرنامج (استهداف)، وهما يستهدفان طلبة المدارس في المرحلتين الإعدادية، والثانوية، الى جانب تنظيم لقاءات موسعة معهم من أجل تعريفهم إلى مجالات سوق العمل، والجامعات والكليات الفنية والتخصصية التي يمكن أن يلتحقوا بها لسد العجز في هذه التخصصات المطلوبه لسوق العمل . ما السبب وراء تزايد نسبة الإناث الباحثات عن عمل مقارنة بالذكور خاصة في المنطقة الشرقية؟ بالفعل نسبة الإناث الباحثات عن عمل أعلى من نسبة الذكور بصورة عامة، وذلك لأسباب عده منها أن الشباب يمكنهم التنقل إلى أماكن عمل بعيدة عن مقار إقامتهم، علاوة على امكانية اتجاههم للعمل في القوات المسلحة لارتفاع الراتب، وتوفر الوظائف، أما بالنسبة للإناث فالأمر يختلف، حيث لا بد أن يكون العمل بالقرب من مقر إقامتهن، وبالتالي، ولقلة الوظائف المتوفرة في المنطقة الشرقية في القطاعين الحكومي والخاص، فأعداد الباحثات عن عمل هناك كبيرة . ما الدراسات التي تعدها الدائرة حالياً لتطوير دورها؟ هناك دراسات مختلفة تعدها الدائرة حالياً بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة، من أهمها دراسة عن ظاهرة الترهل الوظيفي الموجودة في بعض الجهات الحكومية وكذلك دراسة عن ظاهرة التقاعس الوظيفي، وأثر هاتين الظاهرتين على مستوى الأداء الوظيفي، وتأثيرهما في المنتج النهائي لهذه الجهات . ونحن نعتقد أننا إذا نجحنا في القضاء على هاتين الظاهرتين، سيحدث تطوير كبير في مستوى الأداء لحكومة الشارقة .