GMT 0:00 2013 الخميس 21 مارس GMT 0:19 2013 الخميس 21 مارس :آخر تحديث مواضيع ذات صلة الياس الديري استوقفني، بل هالني كلام منسوب إلى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" الجنرال ميشال عون، يهجو فيه اتفاق الطائف بألذع الأوصاف وأبشع النعوت. حتى أنه لا يتردّد في تشبيهه ب"المزبلة". وتلافياً لأي التباس، رأيتُ أن أعيد نشره هنا، وإن تكن الفضائيّات والأرضيّات، فضلاً عن المسموع والمقروء، لم تقصّر في هذا الصدد. يقول الكلام المنسوب إلى الجنرال، والذي ينتهي ب"المزبلة"، وهو عبارة عن جملة ينهي بها تصريحاً عن قانون الانتخاب، ما حرفيّته: "لا أخالف اتفاق الطائف، بل سيكون قانون الانتخاب على أساس الدائرة الواحدة أفضل من الطائف بخمسمئة مرّة. الطائف اتفاق خَرْج مزبلة. هل هذا كان اتفاقاً؟ إنهم يختلفون على مزبلة"... فماذا عدا مما بدا، وما الذنب الذي ارتكبه اتفاق الطائف الذي تحوّل دستوراً جديداً للبنان، انتهت بفضله حروب الآخرين وحروب الشبقين إلى السلطة والبقرة الحلوب، وأعاد اللحمة بين اللبنانيين الذين فرّقتهم المتاريس والكانتونات ما ينوف على خمس عشرة سنة؟ مع التذكير بأن مواد أساسية في دستور الطائف لا تزال "مجمّدة" لأسباب "مجهولة". ملوك، ورؤساء دول كبرى، فضلاً عن كبار المسؤولين في العالم العربي ساهموا مساهمات فعّالة وأساسيّة في تذليل العقبات من طريق الاتفاق – "المزبلة"، والذي لولاه لكانت "حرب التحرير" و"حرب الإلغاء"، وحرب "الوطن البديل" قد التهمت هذا البلد الذي علّته الأساسية والدائمة في بعض المتزعّمين والمسترئسين والذين لا يحلو لهم الجلوس إلا في الفيترينات، وتصدّر الصفوف الأولى، بالغاً ما بلغ الثمن، وأياً تكن النتائج. وبعضهم قالها بصراحة: أنا أو لا أحد. أنا أو لا استقرار ولا أمن ولا دولة... وها نحن في الحالة المذكورة تماماً، وبفضل المتزعّمين أنفسهم الذين لا يتورّعون عن إشعال فتيل الفتن والحروب ليشعلوا سيجارتهم. المشكلة اللبنانيّة ليست في النصوص، إنما هي في النفوس... وفي التوق إلى الرئاسات والهيمنات والسيطرة والنفوذ، اضافة الى "أنا أو لا أحد"... حسناتٌ لا تحصى تضمنتها نصوص اتفاق الطائف، ومواد الدستور الذي انبثق منه. من إعادة توزيع الصلاحيات، إلى إعادة صياغة الوضع الطوائفي، إلى اللامركزية الإدارية، إلى آخره. في الوقت نفسه، وفي الموضوع ذاته، أعلن السيد حسن نصرالله، الحليف الكبير للجنرال عون، قبل أيام أنهم متمسّكون بالطائف... وغير مسموح لأحد أن يدقّ بالطائف، أو يغيّر فيه فاصلة. إذاً، ما ذنب الطائف؟ وماذا تغيّر فيه خلال أيام، كي يصفه الجنرال ب"المزبلة"؟