رأى الباحث الإسلامي والمحلل السياسي مهنا بن عبدالعزيز الحبيل أن منطقة الخليج العربي تعرضت لازدراء منهجي من قبل بعض ممن يسمون بمثقفي الخليج العربي ومثقفي الشمال في الشام وفي مصر وحتى المغرب العربي، حيث كانت هناك حالة تهويل وأن إنسان الخليج العربي إنسان الصحراء وإنسان البادية العربية، عاجز ذاتي عن إدراك الوعي فضلا عن إعطائه للآخرين. وقال: «إن هذه النظرة الدائمة أثرت بصورة كبيرة على فكرة هذا الإنسان وتقويمه لدى الدوائر الفكرية والثقافية والعربية وأحيانًا لدى الذات وحتى حركة الذات في منطقة الخليج تشعر بنوع من النقص تجاه ما تتعرض له من حالة من الازدراء في مؤسسات أكاديمية أو ثقافية مختلفة، وهذا الأمر قد يطرح في إطار ثقافي عام أو يطرح في صعود التيارات بمختلف المسميات منذ عهد الأربعينات إلى عهد الثمانينات»، مشيرًا إلى أن لوسائل الإعلام دور كبير جدًا مع زيادة الوعي الثقافي للأفراد. جاء ذلك في محاضرة للحبيل بعنوان: «قراءة في تطور الوعي الثقافي للخليج العربي» ألقاها في منتدى العُمري الثقافي، في مقره بحي الفلاح شمال مدينة الرياض، وأشار إلى أثر الحركة المسرحية في منطقة الخليج العربي في التأثير على الثقافة الفكرية، إضافة إلى الإعلام المرئي وخصوصًا التلفاز وما يعرضه من أفلام ونحوها، حيث كان لها دور في المعرفة وتأسيس جيل من أطفالنا على هذا النوع من التثقيف المرئي. ورأى الباحث الحبيل أن حركة الثقافة العربية مرتبطة بالحالة الإسلامية وأن ما شابها من تخلف أسهم فيه وللأسف الشديد بعض وسائل الإعلام المدفوعة من المنطقة وهذا لا يعني أنه لا يوجد حالات تشدد وغلو وعنف خطيرة، وأبان أن ما يجري اليوم من عمليات تلقى على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي واهتمام غربي بحركة المفكر العربي بمنطقة الخليج يثبت أن هذا المثقف قارب على الوعي وعلى هضم الإنتاج وعلى تقييم المعرفة وتكوين إصداره الذاتي ومساهمته في حركة الثقافة العربية.