وكانت أولي كلمات فيليكس الذي يبلغ من العمر43 سنة, بعد هبوطه الي الأرض أن كل ما تشعر به وأنت علي حافة العالم هو التواضع. وقال إنه يبدو أن علينا أحيانآ أن نرتفع عاليا لنعرف كم نحن صغارا في هذا الكون العظيم. وهذه القفزة الخطيرة لم تكن فقط مجرد مغامرة, ولكنها أثمرت من تحطيم أرقاما قياسية حققها الانسان من قبل في السقوط الحر وكسر حاجز الصوت بجسم الانسان دون محركات وتحطيم بعض القواعد الفيزيائية. وقد شعر من تابع هذا الحدث المهم بالعديد من المعاني التي بوسعها أن تغير حياة كل منا. إنها نموذج لإرادة الانسان التي يمكنها دائما أن تتحدي الصعاب وتكسر القواعد للوصول الي الهدف. وهو نموذج للعمل الدءوب, فقد ظل فيليكس يتدرب لمدة سبع سنوات ليحقق هدفه, قفز2500 مرة خلالها محاولا أن يكسر حاجز الصوت, وأن يحطم الرقم القياسي في القفز الحر الذي حققه جو كيتينجر عام1960 وكان5 دقائق و35 ثانية, الا أنه حقق التحدي الأول ولم يتمكن من تحقيق الثاني حيث إنه اضطر الي فتح مظلته بعد4 دقائق و20 ثانية. ومن الملاحظات المهمة في هذه التجربة الرائعة أن صاحب الرقم القياسي الذي لم يتمكن فيليكس من تحطيمه كان علي رأس فريق إعداده وهو يبلغ الآن84 عاما من العمر وكان الوحيد الذي تواصل معه خلال الرحلة التي استغرقت ما يقرب من ثلاث ساعات. عمل جو مع تلميذه فيليكس وعاونه ليحطم رقمه القياسي دون أن يفكر في الاحتفاظ به لنفسه من باب الانانية والغرور! كم هو جميل التواضع والعطاء من أجل العلم والانسانية وتقدم البشرية. [email protected]