بقلم / نايف الجماعي : إقرأ المزيد ل ( نايف الجماعي ) رسالتي الغالية ، رسالتي الحزينة، رسالتي التي تحمل الحب الصادق وتشعر بوحشة السجون ، اكتب رسالتي من فصيلة دمي النادرة ، اكتب رسالتي والجمرات تكويني ، اكتب رسالتي لمن هم اعز وأغلى من دمي ، إلى رفاقي وإخواني السجناء . احمد عمر العبادي المرقشي ، وفارس عبدالله الضالعي ، وكل سجناء الجنوب الذي اقبل الأرض من تحت أقدامهم ، وأقول لهم قبل حروفي وكلماتي . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد. إلى فارس الفرسان وشاجع الشجعان، لا تخاف ولا تحزن لم ولن يعدموك طالما اسمك محفور بقلب كل جنوبي، فالسجون مكان الأبطال والأسود. نعم لقد عاش في السجون اشرف وأنبل الرجال، فقد سجن الأنبياء والرسل والله يفعل ما يريد . هذه ساعات الامتحان (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء ،فأمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم) أشتد الأذى والتنكيل بأنبياء الله ودعاة الحق فجاروا إلى الله بالنداء فهذا نوح عليه السلام ينادي ربه (إني مغلوب فانتصر) فكانت الإجابة من الله فأغرق الكفرة ،فإذا اشتدت المحن فقد قرب الفرج، ودنا زمان العزة. أسال الله العلي القدير أن يفرج همكم ، وينفس كربكم ، وأن يوسع عليكم ضايقتكم ، وأن يخلفكم خيراً في ما راح من أعماركم خلف القضبان . واسمحوا لي أن أشارككم معاناتكم ، وأن أقف بجانبكم ولو لفترة قصيرة من الوقت ، فأنتم في النهاية أخواني , ولكم علي حق في أن أمد يد العون لكم ، ولي حق عليكم في أن تقدروا هذا العون ، وأن تجعلوه محط اهتمامكم ، ومحل نظركم ،فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر . الحديث. تبقى – يا رعاكم الله – ذلك العضو الغالي على مجتمعه ،والذي لا يستغنى ذلك المجتمع عنه مهما تطور أو ارتقى ولن يستغنى عنه بسهولة . أكتب لكم هذه الأحرف من داخل أعماق قلب ذكركم فأحبكم فأرخص كل ثمين ليصلكم. أكتبها وأنا في جعبتي الكثير من مشاعر الحب إليكم الأبي الفذ ، وروحكم الصابرة المحتسبة . أكتبها ومعاني الإسلام السامية شعاري وشعاركم ،وهي عنوان لكم ولي فلم أخلق أنا وإياكم إلا لأجلها ومن أجلها ،وأكتبها وأن أعلم بأنكم تحاكي نفسيكم دائماً . أكتبها والندم يحيط بوجدانكم ، والحزن يظهر على محياكم ،والهم يصارع جوانحكم. اكتبها والأمل يقرب منكم ويبعد ،والفرج يسافر عنكم ويعود ،أعلم بأنكم تمرا بتجربة مريرة صعبة ،وتواجهوا ظروف قاسية نكده، وتشعرا بالظلمة تحيط بكم من كل مكان . أكتبها لكم وأنا ولله الذي لا إله إلا هو أني ما قصدت من كتابتها إلا أني أحبكم ،وأريد أن تكون أفضل مما أنتم فيه ،رجالاً نافعين لمجتمعكم وناسكم في وطنكم ووطني الجنوب العربي . أكتبها لكم مبيناً نعمة هذا السجن عليكم ،وفوائده التي لن تشعروا بها إلا عندما تكون خارجه بإذن الله تعالى في أقرب وقت فسوف تكونوا أحرار رغم انف حكومة الاحتلال اليمني وكل العملاء والخونة الذي تجرده منهم كل الصفات الحميدة والقيم النبيلة . 29