اجتمعن وسط أجواء تراثية مميزة بالمنزل الجديد للسفير العماني في أجواء خليجية أصيلة، عقدت مجموعة زوجات السفراء العاملين في الدوحة اجتماعها الشهري المعتاد في المنزل الجديد لسفير سلطنة عمان، حيث استقبلتهم صاحبة البيت السيدة مريم حبيب الوهيبي بأحد مفردات التراث العماني المبهرة والمتمثلة في حناء العروس على الطريقة التقليدية، وسط منزلها الجديد الذي تحمل كافة تفاصيله وديكوراته عبق التراث العماني، وخلال الاجتماع كرمت الحاضرات زوجات سفيري باكستانوفنزويلا اللاتي ستغادران الدوحة هذا الشهر، كما ناقشن تفاصيل نشاط الشهر الجديد، والتي يأتي على رأسها عرض أزياء خيري للملابس التقليدية لدول العالم المختلفة التي تمثلها زوجات السفراء. وخلال الاجتماع قدمت رئيس المجموعة السيدة بوزيانا روستيك حرم السفير البولندي هدايا تذكارية باسم المجموعة لزوجتي سفيري باكستانوفنزويلا، وعبرت فارزانة خانزادة حرم السفير الباكستاني عن شكرها الجزيل لصديقاتها وأسفها لتركهن وترك الدوحة، وقالت إنها ستتوجه إلى بلد عربي آخر هو السودان. أما حرم سفير فنزويلا أليشيا سينتينو فتوجهت بالشكر لصديقاتها زوجات السفراء، ولدولة قطر، وقالت إنها ستتوجه إلى مصر معتبرة أنها ستكون تجربة جديدة وهامة بالنسبة لها، وقالت إنها متشوقة لمصر بقدر أسفها على تركها للدوحة التي ارتبطت بها كثيرا. استقبال مميز وعقب ترحيبها بضيفاتها قالت السيدة مريم الوهيبي حرم السفير العماني ل «العرب» عن طبيعة اللقاء: «أردت استقبال ضيوفي بطريقة تقليدية مميزة تثير إعجابهم وتمكنهم في الوقت ذاته من الاحتكاك عن قرب بتراثنا العماني وتجربته، ووجدت حناء العروس التي تقام في الأعراس العمانية التقليدية أفضل وسيلة، وبالفعل جهزت الأدوات المطلوبة وبنفس شكلها التراثي وقامت منيرة محمد من السفارة العمانية برسم نقوش الحناء على يد المدعوات بنفس الطريقة التقليدية، والحمد لله أثار هذا إعجاب جميع الحضور خاصة الأجانب الذين انبهروا جدا بها وبنقوشها. وشرحت لهن أيضا العادات والتقاليد المصاحبة لذلك، حيث كانت أم العروس تأتي ب «حلة» الحناء كهدية منها وتجلس العروس وقتها في كوشة خاصة مزينة ويطغى اللون الأخضر على كافة تفاصيل ليلة الحناء، بينما تقوم أخوات العريس وقريباته بنثر النقود أو قطع الذهب فوق العروس كمباركة لها، وبعد انتهاء قريبات العريس والدته، تأتي باقي المعزومات بمباركة العروس أو تهنئتها». وعن بيتها الجديد الذي تم افتتاحه مؤخرا مع المقر الجديد للسفارة العمانية ونال إعجاب ضيفاتها، قالت إنها اهتمت بوجود التراث العماني والقطع التقليدية في كل مكان بالمنزل، فهي ترى أن منزل السفير لا بد وأن يكون مرآة تعكس تراث بلده ليكون البيت هو أيضا سفيرا لثقافة الدولة الأم، باعتباره جزءا من الدبلوماسية التي تنقل أجواء الدولة وعاداتها وتراثها إلى زواره. وتابعت «بطبيعتي أحب التراث كثيرا، وأهتم بجمع المشغولات المعبرة عنه، كالفضيات والقطع القديمة، وهي ما ظهرت بوضوح في ديكورات منزلي، التي أبهرت ضيوفي اليوم وسألوني عنها وعن استخداماتها قديما أو حاليا، فكانت الديكورات في حد ذاتها جولة ثقافية للحاضرات عن سلطنة عمان، كما قدمت لهن فكرة عن البلد وأين تقع وتاريخها ومعالمها، إلى جانب فعالية حناء العروس العمانية، كما قدمت لهن –كهدية- مجموعة من الكتيبات والمطبوعات عن تاريخ عمان ومعالمها السياحية والكثير من المعلومات المهمة عنها باللغتين العربية والإنجليزية إلى جانب هدية تذكارية من التراث العماني». مخطط الشهر وأوضحت السيدة بوزيانا روستيك رئيس مجموعة زوجات السفراء، أن هذا الاجتماع يتم بشكل دوري في الأربعاء الأخير من كل شهر وقالت: «في هذا الاجتماع تحدثنا حول خططنا التي سنقوم بها خلال شهر أبريل، ومنها حفلات توديع زوجتي سفيري باكستانوفنزويلا، ولقاءات مع سيدات قطريات وزوجات السفراء للتعارف وتبادل العلاقات الاجتماعية والثقافية، كما يشمل برنامج هذا الشهر نشاطا خيريا مثل بازار لعرض الملابس التقليدية لبلداننا على اختلافنا، وأحيانا نقوم بزيارة المتاحف في الدولة أو زيارات إلى كتارا والكثير من المعالم الموجودة في الدولة، والتعرف على ثقافة وتراث الدولة من المراكب التقليدية والأسواق والموسيقى والطعام الشعبي وغيرها من التفاصيل المختلفة». وعن عرض الأزياء أو البازار الخيري قالت إنه الثاني من نوعه، «ففي العام الماضي أقمنا عرض أزياء للملابس والطعام والموسيقى التقليدية والمحلية لبلداننا، وهذه هي المرة الثانية التي سنقيم فيها هذه الفعالية بهدف خيري لجمع الأموال اللازمة لإجراء عملية ضرورية في الخارج لصبي مقيم مريض، لأنها مكلفة للغاية ولا تستطيع أسرته تدبير نفقاتها، وتحتاج لسرعة إتمامها قبل تدهور الحالة. وبالطبع سندعو للفعالية عددا من الضيوف المميزين وعلى رأسهم سمو الشيخة موزا بنت ناصر ومكتبها، وزوجات الوزراء وسيدات المجتمع، وسيكون حدثا كبيرا للغاية، وسيقام في أحد فنادق سوق واقف. أنشطة متعددة السيدة حليمة الأنصاري حرم سفير البحرين ونائبة رئيس مجموعة زوجات السفراء تحدثت ل «العرب» عن نشاط المجموعة الذي أوضحت أنه يتراوح ما بين الاجتماعي والثقافي والاحتكاك بالمجتمع المحلي «من خلال زياراتنا للمتاحف والمزارات، ونقوم بتعريف مجموعة السلك الدبلوماسي عن عادات وتقاليد قطر، وعن متاحفها ومعالمها المختلفة، وكذلك العادات الاجتماعية مع العائلات القطرية، كما نقوم بفعاليات خيرية، كالسوق الخيرية الذي قمنا به من قبل مع دار الإنماء الاجتماعي، ومن قبله مع جمعية «الهبة» لعلاج مرضى السرطان، كما نقوم بأنشطة ترفيهية مختلفة سواء في البحر بالباخرة أو في سباقات الخيل، ولنا أنشطة تهدف إلى التعريف بالبلد وبالعادات والتقاليد القطرية، وكلها اجتماعات ثقافية تهدف إلى التقارب بين الشعوب المختلفة والتعارف على ثقافاتها المختلفة». وتابعت «نحن اليوم في البيت الجديد للسفير العماني، وهو ما شاء الله جميل، والبحرينوعمان وكل دول مجلس التعاون الخليجي يشتركون في التراث المميز الفريد، وكل بيوتنا واحدة»، وأكدت أن منزل السفير لا بد وأن يعبر عن البلد الذي يمثله من خلال ديكوراته وتفاصيله المختلفة، ولو بجناح واحد في البيت إذا تعذر إضفاء الطابع الخاص بدولة السفير على كامل المنزل. وأوضحت السيدة حنان محمد نور حرم السفير الإريتري، عميد السلك الدبلوماسي بالدوحة، أن مجموعة زوجات السفراء مترابطة للغاية، ومنسجمة مع بعضها البعض، «فليس لدينا انفصال بين العرب وحدهم أو الأفارقة أو الأوروبيين، الكل متناغم ومنسجم مع بعضه». قالت إن سفارتهم ستشارك في عرض الأزياء الخيري المزمع إقامته الشهر الجاري من خلال مجموعة من الأزياء الإريترية التقليدية «هي كثيرة، ومنها «الثوب» الذي يشبه الثوب السوداني لكن عدد أمتاره يكون أكثر، فهو يصل إلى حوالي 5 أمتار، ولدينا أيضا «الفوطة» أو «الفِردة» و «زوريا» وهو من الملابس التقليدية فضلا عن «عبدالله كاني»، ويمكن خلال هذا اليوم أن نقدم مجموعة من الأكلات الإريترية أو الأعمال اليدوية التقليدية الخاص ببلدنا». أسرة واحدة وأشادت السيدة إيمان حرم السفير المصري محمد مرسي بالجو العام لهذه اللقاءات «كل المجموعة هنا أناس لطفاء للغاية، وبرغم اختلاف الجنسيات إلا أننا نشعر وكأننا أعضاء بأسرة واحدة، ونشعر بأن المجتمع الدبلوماسي في الدوحة مجتمع مترابط، كما أن رئيسة الرابطة سيدة لطيفة للغاية، وهناك احترام متبادل بين زوجات السفراء. صداقة المجموعة السيدة وهيبة حرم المستشار هدايت حسن نجيب مستشار وزير المالية، وهي صديقة لمجموعة زوجات السفراء، قالت إن اللقاء الذي عقد في منزل السفير العماني كان جميلا «خاصة مع حفاوة استقبال سيدة المنزل حرم السفير، وكذا لوجود العديد من الثقافات التي تحملها زوجات السفراء من بلدانهن، حيث حضر اللقاء ما يقارب 30 زوجة سفير فضلا عن بعض الصديقات» كما أبدت إعجابها بالثقافة العمانية التي تمثلت في تفاصيل وديكورات المنزل، فضلا عن حناء العروس التراثية التي قدمتها صاحبة البيت لضيوفها. وتمتلك السيدة وهيبة علاقات واسعة وطيبة بكل زوجات السفراء وسيدات المجتمع القطري «بما أنا هنا في قطر منذ مدة طويلة وأعرف خمس لغات طلبوا مني أن أكون صديقة لمجموعة زوجات السفراء، للمساعدة مع اختلاف اللغات التي تتحدث بها السيدات المنتميات لجنسيات عدة، ويسعدني الاحتكاك بثقافات العالم كلها في مثل هذه اللقاءات». تراث مميز أما السيدة ياسمين حرم السفر التونسي فأوضحت أن لقاءات السفراء الدورية غالبا ما تدور حول الأنشطة التي تقوم بها المجموعة خلال الشهر التالي «والذي يكون كل شهر في بيت سفير مختلف، وخلال الاجتماع نقوم بإعداد وعرض برنامج الشهر، لو هنا سفر أو خروجات أو فعاليات يتم مناقشتها والاتفاق على تفاصيلها، وأحيانا ما تتضمن فعالات خيرية». ووجهت التهنئة إلى حرم السفير العماني على المنزل الجديد التي وجدته معبرا جدا عن الثقافة الشرقية والعمانية تحديدا، مؤكدة «أن الأمر لا يتعلق فقط بالديكورات لكن الطابع الخليجي المميز ظهر أيضا في التصميم الهندسي له». كما أعربت السيدة زينة أبي سعد حرم سفر الإكوادور عن إعجابها بالتراث العماني المتمثل في منزل السفير «كما أن سيدة البيت حرم السفير استقبلتنا بشكل رائع ورأينا منها حفاوة بالغة، ونشكرها على هذا الاستقبال وعلى الحناء العمانية». وقالت إن الديكور الخليجي مميز للغاية «أما الحناء التي فاجأت بها حرم السفر العمان ضيفاتها فكانت مدهشة للغاية وأراها فنا رائعا ومميزا للغاية». أما السيدة مينارا بريموفا حرم سفير أذربيجان، والتي تحضر اجتماع زوجات السفراء للمرة الثانية كونها انتقلت للدوحة قبل ثلاثة أشهر فقط فأعربت عن سعادتها بتواجدها في الدوحة وأجوائها الجميلة، كما أبدت إعجابها بمنزل السفير العماني قائلة إنها تحب الديكور الخليجي باعتبار أن التراث الشرقي متقارب للغاية وأنها لا تجد فروقات كبيرة عن تراثهم في أذربيجان».