صدام وشيك في رأس العارة بين العمالقة ودرع الوطن اليمنية الموالية لولي الأمر رشاد العليمي    العسكرية الثانية تفضح أكاذيب إعلام حلف بن حبريش الفاسد    الأربعاء القادم.. انطلاق بطولة الشركات في ألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب    غارتان أمريكيتان تدمران مخزن أسلحة ومصنع متفجرات ومقتل 7 إرهابيين في شبوة    العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي    دائرة الرعاية الاجتماعية تنظم فعالية ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    عين الوطن الساهرة (1)    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضرورة صلة الرحم..... اقرآرها وتمعنوا فيها .. وان هداكم الله اعملوا فيها .. جزاكم الله خيرا

ضرورة صلة الرحم..... اقرآرها وتمعنوا فيها .. وان هداكم الله اعملوا فيها .. جزاكم الله خيرا
04-11-2013 10:52
الجنوب الحر - متابعات
الفقه الإسلامي - الأخلاق الإسلامية - الكبائر - الدرس ( 3 - 7 ) : قطيعة الرحم
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً، و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
لفت النظر إلى الكبائر التي يتوهمها الناس صغائر :
أيها الأخوة الكرام، بدأنا من درسين سابقين بموضوع الكبائر، وذكرت لكم أن الكبائر المألوفة كالقتل والزنا والسرقة هذه يعرفها جميع المسلمين، لكن أردنا في هذا الدرس أن نلفت النظر إلى الكبائر التي يتوهمها الناس صغائر وهي كبائر، ماذا تنفعك صلاتك وصيامك وحجك وزكاتك إن كنت ترتكب الكبائر وأنت لا تدري؟ الشيء الذي لا يصدق أن معظم المسلمين يرتكبون الكبائر وهم لا يشعرون، وبارتكابهم هذه الكبائر يقع حجاب كثيف بينهم وبين ربهم، فهل تصدقون مثلاً أن قطيعة الرحم مثلاً من الكبائر، الإنسان إذا امتنع عن زيارة أقربائه قد وقع في كبيرة وهو لا يدري، إلا أن هناك تحفظاً لابد من التنويه به، طبعاً دع خيراً عليه الشر يربو، درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، إذا كان في هذه الزيارة مفسدة، أو اختلاط، أو غيبة، أو نميمة، أو سخرية، أو استهزاء، هذا ليس من صلة الرحم في شيء، أما لك خالة أو عمة أو لك أخت أو بنت في طرف المدينة أنت بعيد عنها، ولست متفرغاً لزيارتها، إذا قطعت هذه المرأة - بنت، أخت، خالة، عمة - عن قصد ولو زرتها لم ينشأ أي مخالفة للشرع فقد وقعت في كبيرة، ربنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يقول:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾
[ سورة النساء : 1 ]
أي اتقوا الأرحام أن تقطعوها، ولقد ذكرت لكم من قبل أن صلة الرحم لا كما يتوهم الناس قضية زيارة، هي تبدأ بزيارة وتمر بتفقد الأحوال، وقد تحتاج هذه الزيارة مع تفقد الأحوال إلى معونة ثم تصل إلى الدعوة إلى الله، ثم تنتهي بالهدى إلى الله، أي أعظم إنسان ذلك الذي لا ينسى أهله وأقاربه، إذا عرف الله عز وجل واتصل به وسعد بقربه لا ينسى الذين حوله، لا ينسى الذين ربوه، لا ينسى الذين تعبوا حتى أصبح بهذا الوضع، فلذلك صلة الرحم تبدأ بالزيارة وتمر بتفقد الأحوال، وقد يحتاج هذا التفقد إلى مساعدة، ثم ينتهي هذا بالدعوة إلى الله عز وجل، فإذا استطعت من خلال صلة الرحم أن تأخذ بيد أقاربك إلى الله عز وجل، وأن تدلهم عليه، وأن تحملهم على طاعته، فقد حققت من هذه العبادة أعلى غاياتك، قال تعالى:
﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾
[ سورة محمد: 22-23 ]
من الكبائر :
1 قطيعة الرحم :
قطيعة الرحم تستحق لعنة الله عز وجل، لذلك صنفها العلماء من الكبائر، أما الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد والإمام البخاري:
((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ ))
[أخرجه البخاري ومسلم عن جبير بن مطعم]
استثنيت الصلة التي يبنى عليها فساد، أما إذا زال الفساد ولم تصل رحمك، وليس هناك عذر فقد وقعت في كبيرة، يبدو أن الإسلام نظم الحياة على أساس التكافل الاجتماعي الأسري، والمجتمع مجموعة أسر، فإذا كل أسرة تفقدت أقرباءها، رعت شؤونهم، تفقدت أحوالهم، مدت لهم يد المساعدة، أخذت بيدهم إلى الله.
سمعت عن بعض الأبنية في الميسات، بناء من طوابق عديدة، سكان هذا البناء على تفاهم جيد فيما بينهم، لهم جلسة كل يوم معين في الأسبوع، فاتفقوا على أن يذهبوا جميعاً إلى مسجد واحد يوم الجمعة، واتفقوا أن يسهروا في كل أسبوع يوماً، وأن يدعو بعض الدعاة ليلقي عليهم بعض المواعظ، هذا تعاون، تعاون على أمر الدين، فإذا كان الجار الغريب يتعاون مع جاره على أمر صلاح الدنيا وصلاح الآخرة فكيف بالمؤمن؟ هؤلاء الذين حولك من لهم غيرك؟ الناس جميعاً أنت لهم وغيرك لهم، يوجد إنسان في الطريق أنت له وغيرك له وألف إنسان له، أما أقرباؤك فما لهم أحد إلا أنت، فكل أسرة إذا تفقدت أفرادها وعناصرها، التفقد يبدأ بالزيارة، ثم بالمساعدة، ثم بالدعوة إلى الله عز وجل، نكون قد حققنا من صلة الرحم الغاية التي أرادها الله عز وجل، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ))
[ متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ]
اتفق على هذا الحديث الإمام البخاري ومسلم.
لوازم الإيمان :
من لوازم الإيمان صلة الرحم، من لوازم الإيمان الإحسان إلى الجار، من لوازم الإيمان الإحسان إلى الأهل، هذا هو الدين، قطيعة الرحم كبيرة، أحياناً الإنسان يهتدي إلى الله، له أصدقاء مؤمنون ينضم إليهم انضماماً كلياً وينسى أهله، قد لا يعجبه أهله، ولكن خذ بيدهم، انصحهم، فكر في طريقةٍ تهديهم إلى الله عز وجل، فكر في أسلوبٍ تلقي فيهم صحوةً دينية، أنت مكلف بهم، وفي حديث آخر:
((إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكِ لَكِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) ))
[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ]
فضل الله أعمال صالحة أو كسب رزق :
لذلك مرّ معنا في درس الجمعة، قوله تعالى:
﴿ فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
[ سورة الجمعة : 10]
أي بعد صلاة الجمعة إذا الإنسان عنده قائمة أقرباء، أخته، بنت أخته، خالته، عمته، أقرباء زوجته، ليعمل لهم زيارات دورية، هذا يوم عطلة، هذا من لوازم صلاة الجمعة وابتغوا من فضل الله، وفضل الله إما أعمال صالحة، أو كسب الرزق في الدنيا وكلاهما من فضل الله عز وجل، وفي حديث آخر أخرجه الإمام البخاري:
((مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ))
[البخاري عَنِ ابْنِ شِهَابٍ]
ماذا قال عليه الصلاة والسلام؟ خيركم من طال عمره وحسن عمله، من أراد أن يطول عمره وأن يحسن عمله فليصل رحمه.
الحقيقة الإنسان يتوهم أن الصلة زيارة، كما قلت قبل قليل هناك هدف كبير من الزيارة، أحياناً نصيحة بإخلاص تفعل فعل السحر، أحياناً ملاحظة تبديها، أحياناً تبحث لابنة أختك عن زوج صالح يهديها إلى الله، فهذه الأسرة وما فيها من تقوى وصلاح في صحيفتك، وعندما الإنسان يقتطع من وقته وقتاً لزيارة أقربائه، يصلهم، يجبر بخاطرهم، يكون قد قام بعمل عظيم، أحياناً الأخت حينما يزورها أخوها تفتخر به أمام زوجها، ويشعر زوجها أن لهذه الزوجة أقرباء يحرصون على صلتها، ولها عندهم شأن كبير، أما إذا زوّج أخته ولم يفكر إطلاقاً في أن يزورها هذا وقع في كبيرة دون أن يشعر، قطيعة الرحم كبيرة، وفي حديثٍ آخر:
((الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ ))
[متفق عليه عَنْ عَائِشَةَ]
نستنبط من هذا أن قطيعة الرحم من الكبائر.
كيفية تصنيف العلماء القطيعة من الكبائر :
كيف صنف العلماء القطيعة من الكبائر؟ لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾
[ سورة محمد : 23 ]
طبعاً أي إنسان يصلي، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويحج البيت، فهو مسلم، كيف تقطعه؟ بأي دعوة؟ بأي حجة؟ ما الدليل على أن قطيعتك له مغطاة في الشرع؟ أما أن يقول لك أحد: لا تزر فلاناً فهذا كلام خلاف الشرع.
وفي رواية أخرى لهذا الحديث:
(( عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ: اللَّهُ أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ ))
[الترمذي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ]
أنا مرة ذكرت قصة مؤثرة، إنسان زار أخته وجدها على خلاف مع زوجها شديد، والخلاف على مبلغ بسيط، تطالبه بمبلغٍ كل شهر من أجل لباس الأولاد وهو يمتنع لأن دخله محدود، هذا الأخ ليس غنياً لكن يستطيع أن يؤمن هذا المبلغ لأخته، فقال: دعوا هذه الخصومة، المبلغ خذيه مني كل شهر، يقول لي هذا الأخ: على ستة أشهر أول الشهر أقدم لها هذا المبلغ البسيط نيابة عن زوجها، أي توفيقاً بينهما، بعد ستة أشهر طلبت أخته أن يجري لهم درساً أسبوعياً، أخته وبناتها، بدأ يعطيهم درساً بسيطاً، آية وحديثاً وحكماً فقهياً وقصة من الصحابة، هذا الدرس استمر فترة وانتهى أن كل بنات أخته قد تحجبن، ثم استطاع أن يزوج ثلاثاً منهن من شباب مؤمنين، هذا المبلغ البسيط الذي حلّ فيه مشكلة انتهى إلى إحياء أسر، انتهى إلى هداية، أربع فتيات كن سافرات تحجبن وسرن في طريق الحق بسبب هذه الزيارة التي أعقبتها مساعدة ثم أعقبتها هداية، هذا الذي أريده، الشيء الذي يجب أن يبقى في ذهني أنني مكلف أن أرعى أهلي، أخوتي الذكور، أخواتي الإناث، خالاتي، عماتي، أقربائي، أزورهم زيارات دورية، أتفقد أحوالهم، إذا كانوا بحاجة إلى مساعدة أساعدهم، ثم انصحهم وأدلهم على الله، ممكن الآن أن تعطيهم شريطاً يستمعون إليه، ممكن أن تدعوهم إلى المسجد، أن تعمل لهم درساً، هذا الذي أقوله ليكن في ذهن كل منا، أن قطيعة رحم كبيرة من الكبائر، من قوله تعالى:
﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾
[ سورة محمد : 23 ]
ورأيتم الأحاديث الصحيحة، حديث الإمام البخاري، والحديث المتفق عليه، وكل الأحاديث التي تأمر بصلة الرحم أحاديث من أعلى مستويات الصحة.
توعد الله قاطع الرحم باللعنة :
في قوله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾
[ سورة الرعد: 25 ]
يقطعون ما أمر الله به أن يوصل، أمر الله أن تصل رحمك فإذا قطعتها لك اللعنة، وفي الحديث القدسي:
(( عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ: أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ ))
[الترمذي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ]
وفي حديث آخر وأخير عن ابن عباس:
(( بلوا أرحامكم ولو بالسلام ))
[ البزار عن ابن عباس ]
ولو اتصال هاتفي، لك خالة أو أخت ولا يوجد وقت تزورها اتصل بها، كيف الصحة بخير؟ نحن مشتاقون لكِ، السلام عليكم، خمس كلمات صلة رحم، أحياناً الرسالة أو الاتصال الهاتفي، أحياناً ينوب مناب الصلة، لكن أعلاها الصلة والتفقد والمساعدة والدعوة إلى الله، لكن أدناها: بلوا أرحامكم ولو بالسلام.
خدمات المحتوى
تقييم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.