«يوم الأول مارس قالوا لنا أن نعود إلى بيوتنا وأن نبقى فيها لمدة يومين لضمان أمننا». هكذا يتذكر محمود حسن - واحد من 3 آلاف عامل في مصفاة «رميلان»- ذلك اليوم الذي كان يمكن أن يغيّر مسار الحرب التي تعانيها سورية منذ عامين. ويضيف، كانت الساعة السابعة صباحاً وكان المبنى محاطاً تماماً بالميليشيات الكردية التابعة إلى «وحدات حماية الشعب» التي احتلت المكان فيما بعد. قالوا إنهم كانوا ينتظرون منذ الساعة الثالثة صباحاً». ويشرح محمود حسين لوكالة إنتر بريس سيرفس، كيف يُوّزع إنتاج هذه المصفاة الوحيدة التي مازالت تعمل في سورية، والتي تقع على بعد 800 كيلومتر شمال شرق دمشق. وأفاد أن الغاز يخصص للاستهلاك المحلي، لكن النفط مازال يتدفق في حمص وبانياس - على بعد نحو 160 و280 كيلو متراً شمال دمشق، على التوالي - على رغم انخفاض الإنتاج بشكل كبير منذ بداية الثورة. ويوضح حسين - وهو يعمل منذ 20 عاماً في مؤسسة النفط السورية التابعة إلى الدولة والتي تأسست في العام 1974 وتمتلك المصفاة - أنه في البداية جاءت العقوبات الدولية، وبعد ذلك عمليات التخريب التي شنها الجيش السوري الحر - أكبر جماعة معارضة مسلحة في سورية - إضافة إلى قيام الأفراد بخرق خط أنابيب للحصول على بعض المال. وعودة إلي المليشيات الكردية المذكورة، يقدم القائد فيروشا - الذي يعتمد على قوة من 300 رجل تحت قيادته - بعض الأدلة بشأن أداء هذه المليشيات المهيمنة بين الأكراد في سورية. ويشرح فيروشا بينما يقود سيارته 4X4 في طريق محفوفة بمعدات استخراج النفط والغاز وأعمدة النار «نحن نحترم وحدة الجيش الحر السوري، ولكن لا نحترم السلفيين». وتحدثت وكالة إنتر بريس سيرفس إلى الكهربائي حافظ النسيبي، فقال إن العمل سيستمر بالوتيرة نفسها ومن دون أي تغيير مهم. وشرح، أنهم لا يخشون أن توقف دمشق دفع أجورهم بعد التغيير في المسئولين عن المصفاة، قائلاً، إن الأسد يعلم أننا إذا لم نتلقَ رواتبنا في نهاية هذا الشهر فسنضرب عن العمل، وتنهار البلد. ثم لماذا قد يفعل ذلك؟ النفط يستمر في التدفق؛ لا للأكراد فحسب بل لجميع السوريين. كارلوس ثوروتوثا وكالة إنتر بريس سيرفس صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3872 - الأحد 14 أبريل 2013م الموافق 03 جمادى الآخرة 1434ه