لمجهول وللكاتب أوقِفوا التابوتَ وقُولوا للموت قُمْ ... قُمْ وانتفضْ قم وانتفض من غُبار الخُنوع إلى نسيم الحرية مهما صنعوا من أنسجة خلايا الجسم نعْشا مهما وضعوا في كلّ أغنية قنبلة مهما أطفأوا فتيلتَنا المدخِّنة مهما أغلقوا بيوتَ الفقراء وجعلوا من الأحذية أطعمة صامدونْ... صامدونْ بقلوبنا سنقاوم بقُصاصات كلمة الربّ سنحارب بوُعود الرب لنا سنجاهد سنستعمل كلَّ أسلحة الكوْن البيضاء بالتسبيح والصلاة سنحارب أفئدتُنا بيضاء ورسالتُنا كالشمس ناصعة من لا أرضَ له لا وطنَ له ومن لا عرض له لا كيان له صامدون صامدونْ من غرف الإنعاش ومحطّات الموت ومن الزنازن الحمراء ستتفجّر الثورة فيها ملايين العِظام من عظم الكبار والصغار لا لا لن يعْطشوا رغم أنْف السفر الطويل إلا للحرية والمجدِ والنصر الجليل والحزن طويل والثورة أطول لاجتثات العملاء الفاسدين من كل صوب وكل حين صامدون صامدونْ مهما حاولوا الالتفافَ حولنا فالقشّ أمامنا مهما زادوا الحصار... مهما زادوا الحصار فهناك دار وراء مليون جدار الزيتون والزعتر ما زال ينمو في أرضنا سنابل القمح مصفرّة في حقلنا الثورة كائنة، قائمة، ملتهبة وهذا الوجه الذي يحاصرنا وجهٌ مهزوم، مأزوم لم يتعلمِ الانتصار إلا على الطلقات الساكنة تجمّعوا توحّدوا كونوا كالبُنيان المرصوص ثِقوا أنكم نبلاءُ شرفاء ولستم من اللصوص تعاضدوا فقد حان آن الالتحام والأرض والشعب عليها والسيادة فالسلام لا وقت الآن للانحناء فانتفض فانتفض والتزم بالنضوج حجارة فجُليات لا يقتلُه غيرُ داود ... فأنت هو فلتحملِ الشعلةَ ولتحملِ البوق هَرْولْ إلى ميدان الحرية والكرامة صامدون صامدونْ فلا تراجع الآن فالعار كل العار للموت الجبان فالجياع ينادون والأسرى العطاش والزهرة والبستان كل الاغراء فاشل فنحن لا نخون أحلامنا لن نصمت، وإن صمتنا فالصمت لن يصمتَ، لكنه سيبشّر الأرض والسماء والجبال والتلال والعصافير والأشجار والحبّ والأمطار والدماء ستبشّر بكل ما يصبو به كل طفل وديع رضيع فبعد الشتاء يأتي الزهر والربيع حاصِرونا بكل قوتكم وجبروتكم سنفلت من بين أيديكم ومن خلفكم ففي قوّتكم ضعف وفي ضعفنا قوة، لن نركع، لن نوقّع صامدون صامدونْ لنا تاريخ تليد مجيد وعن درب الحبّ والحرية لن نحيد نرفض الذلّ والخنوع ففي كل ركن من أرضنا ينبوع فهيّا بكم أيها الجموع، ردّدوا لا، لا، أبدا لن نجوع لِلُقمة خبز من الطابون مبسوسة بزيت الزيتون والزعتر صامدون صامدونْ على تراب الوطن راسخون رسوخ شجر الزيتون وفي خدمته ماضون مهما مرقت السنون فبعد الآباء يأتي البنون وسيُعلن عن حتف المنون لأننا صامدون صامدونْ لا نطمح إلا للحرية والاستقلال ومن أجل تلك وذاك النضال يا أرقى البشر من يرضى بالاحتلال؟ على المقهورين فُرض القتال لا يُبتاع الأصيلُ الحرّ بالمال أضحى العالم الحرّ في خبر كان والدم الطاهر يُهرق في كلّ آن ولا يُنظر لأرومة القضية بل لقضايا ثانوية شعب يتوق للكرامة، للحرية ليعيش كباقي أبناء البشرية على حبات ترابه الزكية صامدون صامدونْ