الكويت - 14 - 4 (كونا) -- أجمع محللون ماليون كويتيون على افتقار شريحة واسعة من المضاربين الكويتيين الافراد في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) لابجديات التداولات السليمة ما يعرض أموالهم لجملة من المخاطر التي تكبدهم الخسائر عاما بعد عام. وأضاف المحللون في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم ان أفراد هذه الشريحة "لا يعلمون بأن الأسهم المضاربية التي تجتذب المستثمرين جراء ارتفاع أسعارها في فترة زمنية قصيرة جدا تعتمد كليا على شائعات تطلقها الفئات ذات المصلحة الشخصية". وأوضحوا ان هذه الأسهم متقلبة ويتم تضخيمها بشكل مبالغ به لاغراء المستثمرين من أجل الدخول عليها سواء كان ذلك بالبيع أو الشراء دون الالتفات الى مصالح الدورة الاقتصادية السليمة بشكل أشمل. ورأى المحلل المالي محمد الهاجري ان من أهم مواصفات المضارب أن يتمتع باستراتيجية وطريقة تداولات متعارف عليها دوليا فهناك من المضاربين من يعتمد في دخول السوق طريقة بطيئة ويطلق عليه "المضارب اليومي العشري" وحركته تكون سريعة بجولات من أربع الى خمس في الجلسة الواحدة حسب نشاط السوق. وقال الهاجري ان النوع الآخر هو "المضارب الأسبوعي" الذي يبدأ الاحد ويصرف ما لديه في الجلسة الختامية وفق خيارات نوعية من أرخص أسعار الأسهم أو انطلاقا من بعض الأخبار المتواترة عن الشركات المدرجة. واستبعد امكانية تحديد هوية المضارب ما بين المحترف أو الهاوي لان ربحية السهم هي محدد ذلك فمن الممكن أن يحقق المضارب مكاسب لا تقل عن نسبة 15 الى 20 في المئة شهريا وهي أعلى مما تعطيه فوائد الودائع البنكية أو المتاجرة في العقار ومن يحقق ذلك فهو محترف. وذكر ان النوع الثالث من المضاربين هو "الشهري" الذي يعتمد في أسلوب قراراته على البيانات الفصلية للشركات والربط بين الصفقات علاوة على اقتناص الفرص وقت تدني أسعار أسهم بعض الشركات. وبين انه بمقدور المضارب مع نظام (العولمة) المضاربة في أي سوق مالية حيث يحدد دخول السوق من خلال حجم السيولة المتداولة على مدار الجلسة ومتانة الشركات المدرجة وحجم الأموال المدارة بصفة عامة. من جانبه قال المحلل المالي سليمان الوقيان ان مضاربي السوق الكويتية بينهم مديرو محافظ يمتلكون خبرات واسعة نتيجة للتعاون مع مديري محافظ آخرين كما أن هناك مضاربين أفرادا لديهم خلفية استراتيجية تعينهم على المضاربة في حين نجد هناك أفرادا يسيرون مع موجة السوق كأسلوب جمعي دون وعي أو ثقافة تمكنهم من التخفيف من المخاطرة. وأضاف الوقيان أن نسبة المضاربين الكويتيين في السوق الكويتية تتراوح بين 60 و70 في المئة والنسب المتبقية تتوزع بين 20 في المئة للمحافظ المالية و 10 في المئة للمضاربين الخليجيين "ما يدل على أن بورصة الكويت هي سوق أفراد يصعد السوق الى مستويات قياسية وليس سوق مؤسسات". وأوضح ان المضارب الفرد دائما ما يسعى الى تضخيم الأسعار بهدف ايجاد زخم الشراء وفي هذه الحالة ننصح صغار المستثمرين بعدم الشراء الا عند ثبات السهم الذي يتمتع بالربحية وتوزيعات عادلة وعدم شراء السهم المتحرك للاستفادة من تحديد نسبة الربحية لكل سهم. من جهته قال المحلل المالي عدنان الدليمي ان المضاربين في السوق متعددون (ما بين كويتي أفراد ومحافظ يديرها الأشخاص) و(آخرون خليجيون) علاوة على (المحافظ المستقلة) التي تضارب الا انها تحت المراقبة أكثر "حيث ان كل افتتاح حساب لا بد أن تعلم عنه البورصة وتتعرف عن الهدف من ورائه ما يعني أنها منظمة أكثر من غيرها". وأضاف الدليمي أنه من النادر جدا دخول الصناديق الاستثمارية في العمليات المضاربية لأن معظمها مقيد بأهداف وليس من ضمنها الولوج في المضاربات وليس من توجهها هذا المسار كما أن ما نسبته 90 في المئة من استثماراتها طويل أو قصير المدى. وأوضح ان المحافظ هي الأكثر احترافية في العمل المضاربي اذ ان ان هدفها الكسب السريع والاستفادة من عمليات الدوران والتكتيكات والضغوط التجميعية أو بيع أو تصريف أما صغار المضاربين وهم النسبة الغالبة فيتحركون بعشوائية دون أساس ويقتحمون السوق لتحقيق المكاسب وان عن طريق التجاوزات. وذكر ان صغار المستثمرين يفتتحون حسابات عن أكثر من وسيط بل وبعضهم يفتح حسابات عن كل الوسطاء ال14 المعتمدين من البورصة ويديرونها بتوجهاتهم المباشرة كما أنهم يعتمدون على اطلاق الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي "وهذا الامر غير احترافي وغير معترف به عالميا". وبين ان الأسهم الكبيرة والقيادية أو التشغيلية المدرجة في البورصة صعبة المنال للمضاربين لأنها مراقبة من قبل ملاكها وهيئة أسواق المال والبورصة وكل عملياتها مدروسة ومحسوبة. وأشار الى أنه الأسهم الصغيرة المستقلة التابعة للكتل الاستثمارية هي التي تستقطب شريحة المضاربين الذين يحاولون الاستفادة من تدني الأسعار والبحث عن الأرباح السريعة دون النظر لأية اعتبارات أخرى. (النهاية) م ك ع / ت ب كونا141330 جمت ابر 13