لا تعتمد على كلمة (قالوا لي) لتحكم على الناس، جرب بنفسك فكم من سرابٍ ظنه الناس ينبوع ماء، كلمات في قمة الروعة، والأروع أن نأخذها ونجعلها شعاراً نرتقي بها في حياتنا. فلان قال وحكى، وفلانة أيقنت أن ما سمعت من هذا وذاك هو كلامُ صحيح، وعلى أساس ما سمعته حكمت على الجميع بالخطأ، فلماذا تسمح لنفسها وتعطي فرصة لهؤلاء أن يفسدوا العلاقات بينها وبين من وثقت بهم، ألا يمكن أن تكون الشائعات تلعب دوراً؟ أو أن الشيطان وجد مسلكاً فسلكه نحو قلوبهم، لماذا أصبحنا نصدق ما نسمعه (بآذان) غيرنا، صدق من قال (لن أصدق إلا ما أراه وما أسمعه بأذني فلست إمعة). قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، كثير من الناس يحكم بما يسمعه من هنا وهناك، وقليل منهم من يحكم بعقله على ما قد تداوله الناس، وحاولوا تشويه سمعة من هم أنبل وأشرف منهم. تذكر يا من يقذفك هذا وذاك، ويا من يقوم بتشويه سمعتك الكثير من الانجاس، ان الكلب الميت لا يؤكل، ولا يُرمى الا الشجر المثمر، لولا نجاحك لما تجرأوا على (تأليف) القصص والروايات ومس شرفك، فدعهم يقولون ما يشاؤون فحتماً سيندمون ولا ترد عليهم فكما نقول (الحقران يقطع المصران)، هم باقوالهم يريدون ان تبرر مواقفك لهم، وتدافع عن نفسك، فقد يخططون (لأن ينالوا) كلمة منك، اجعلهم يتألمون بصمتك، فالزمن كفيل بأن ينتقم منهم، خذ الامور ببساطة تامة، لا تعطي (للحثالة) اعتباراً، وابتسم حين تراهم، فابتسامتك دليل قوتك ونصرك، خاصة إن سمعت ان هناك من يترصد لك، ولا تعتقد بان ابتسامتك دليل ضعف لشخصيتك، بل هي قوة شخصية ورقي وايضاً سمو بالنفس، تخيل ان ترد على مريض معقد، ما الذي ستجنيه منه، لا شيء لانه لن يفهم ما تقوله له، ولن يبالي بكلماتك ابداً، فوفر على نفسك مشواراً ولا تجادل تلك الفئة المعقدة، حتى لا تبليك بعقدتها. لحظة: إن من يروي الشائعات عن فلان وفلان ولا يخشى الله تعالى، ويحب أن يثبت ذاته على حساب (غيره) أقول: اتق الله فالايام دول وأنت أعلم ما الذي سيحدث غداً و(كما تدين تدان). أخيراً: دعهم يقولون ما يشاؤون، فلن يغير كلامهم مجرى حياتك، والآن قبل أن أختم مقالتي إن اقتنعت بكلماتي فاكمل الفراغ التالي: القافلة تسير و — — — — — —.