مع الحياة الجديدة التى نعيشها والتي بتنا نعتمد فيها على التكنولوجيا في كل شيء بدءا من الهواتف التى تسجل عشرات ومئات الأرقام بعد ان كنا نخزنها فى ذاكرتنا مرورا بالأجهزة التي تسجل المواعيد والمذكرات الشخصية والأبحاث العلمية والدراسية باختصار، باتت التكنولوجيا بديلا عمليا للذاكرة الشخصية.. لذا رصد العلماء مؤخرا سلبيات كبيرة للاعتماد على التكنولوجيا فى كل شئ بالاضافة الى ضغوط الحياة.. واكثر تلك السلبيات ضعف الذاكرة الذي بات لا يفرق بين شخص كبير فى السن وآخر صغير. لذا بدأ البحث عن الأطعمة التي تقوي الذاكرة وتعالج ضعفها. وأحدث الأبحاث اكد ان هناك أربعة من النباتات الطبيعية قادرة على تقوية الذاكرة بالإضافة لسرطان البحر، هذا بدون جهد أو تكاليف.. كل ما علينا هو استنشاق الجينكوبيلوبا ومستخلص نبات المر والميرامية وأكل السبانخ وسرطان البحر بكميات معتدلة. أولا: نبات السبانخ الذي يحمي المخ من الأكسدة ويعمل على تقوية وتحسين الذاكرة، فبناء على تقرير الدكتور والبروفيسور آدام فرانكلن، أستاذ ومؤلف كتاب (Scents and Sensibility) فإن السبانخ ليست نباتا غنيا بالفيتامينات والأملاح المعدنية والأحماض الدهنية أوميجا 3 فقط، إنما تحتوي على مضادات للأكسدة وعناصر مغذية نباتية تسرع من عمل المخ وتحفزه وتحميه من الأمراض التنكسية، كما تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. ثانيا: نبات الجينكو بيلوبا هو دواء قديم استخدم المعالجون ذوو الخبرة العالية خلاصة أوراقه منذ مئات السنين لعلاج مجموعة متنوعة وكبيرة من الأمراض مثل الربو. التهاب الشعب الهوائية. الإنهاك. وبينما أصبحت قدرة هذه النبتة على شفاء أمراض كثيرة شيئا موثقا وممارسا بين معظم الأطباء، اتفقوا أيضا على قدرتها في تقوية الذاكرة. ثالثا: نبات المر وهذا المستخلص مستمد من نبات المر المقدس الموجود في كل من الصومال وإثيوبيا، وقد أثبت العلماء قدرته على تقوية الذاكرة من خلال قيامه بتنشيط الدورة الدموية وإمداد الدماغ بدفعة من الأوكسچين، ويعتقد بعض الصوفيون أنه يمنح القدرة على تذكر الماضي وتجارب الحياة السابقة. رابعا: نبات الميرامية ومعلوم انه يتساوى معنى نبات الميرامية باللغة الإنجليزية مع كلمة حكيم، وهذه ليست صدفة إنما لما لهذا النبات من فوائد عدة أبرزها قدرته على جعلك أكثر إدراكا من خلال رفع قدراتك على التذكر. وقد أثبتت ذلك دراسة نشرت في صحيفة علمية عن التغذية (Nutrition) مؤخرا تم خلالها حقن الفئران بخلاصة أوراق الميرامية حيث منحهم ذلك قدرة الحفاظ على واسترجاع الذكريات. ودراسة أخرى نشرت في صحيفة (New England Journal of Pharmacology) أثبتت أن مستخلص أوراق الميرامية فعال أيضا في تقليل موت الخلايا لدى الفئران، لذلك علينا استنشاق قليل من هذا النبات المفيد جدا. خامسا: سرطان البحر وقد اعتمد الناس منذ القدم وخاصة سكان المناطق الساحلية عليه فى تقوية الذاكرة، والآن أصبح هناك دليل علمي أخيرا لتأييد ما قالوا، هذا وفقا لدراسة جديدة أجراها المعهد القومي للإدراك ونصت على: "يحتوي سرطان البحر على البيوفلافونويدز الذي يمنع الجزيئات الضارة من مهاجمة خلايا المخ بالإضافة إلى تنشيط ملحوظ في عملية تدفق الدم إلى المخ". وعندما تستخدم باعتدال تمدنا بفوائد أساسية للمحافظة على قوة الذاكرة مع زيادة القدرات الإدراكية لدى الأصحاء من البالغين. واخيرا عزيزي القارئ فما ذكرناه في هذا البحث الهام هو أن الاعتماد على النباتات والحيوانات الطبيعية والبعد كل البعد عن الكيماويات والأجهزة الحديثة قدر الامكان فيه من الفوائد ما لا يعد ولا يحصى. ان الحياة الجديدة بقدر ما اعطتنا من وسائل راحة بقدر ما دمرت فينا جسديا ونفسيا واجتماعيا، اذن الحل هو في العودة الى الطبيعة الأم كما خلقها رب العالمين ودمتم في صحة وعافية وسلامتكم.