العلاقات السعودية السودانية ضاربة بأبعادها الجذورية في أعماق التاريخ. فعلى مر العهود نجد أن كل ما يحدث هنا أو هناك له تأثير مباشر في الآخر. وبخاصة لوجود مثل هذه الروابط الأزلية التي تجمع بين الشعبين والبلدين. رابطة الدين التي هي المحور الأساس في هذه العروة الوثقى التي لا انفصام لها بنص القرآن الكريم. ثم اللسان العربي المشترك، وهذا لسان عربي مبين. وكذلك الروابط الأخرى الإنسانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية. وإن من أبرز مظاهر التعاون الاقتصادي هذا الانفتاح الاستثماري الذي انفتح بكل أبعاده على السودان من رجال الاقتصاد ورجال الأعمال السعوديين الذين وجهوا أموالهم الخيرة وقبلها أفكارهم النيرة إلى الاستثمار في السودان في مجالات عديدة أهمها المجال الزراعي والحيواني والعقاري والإنساني والخدماتي. ولم تأت هذه الخطوة المباركة من فراغ بل جاءت بعد مباركة كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، واستجابة كريمة من فخامة الرئيس السوداني المشير عمر حسن أحمد البشير. فقد وضعا النقاط فوق الحروف من أجل أن يعم الخير ليس على الشعبين الشقيقين فحسب بل على كل الدول العربية وبعض الدول الإسلامية.فالنظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين كانت وراء هذا التوجه السعودي الاستثماري، والوعي العميق للمسؤولين في السودان بهذا التوجه كان له الدور الفعال في انسيابية الأموال والأفكار السعودية للاستثمار في إمكانات السودان الهائلة من خلال المقومات الأكيدة لنجاح مثل هذه الاستثمارات. فالحمد لله أولا، ثم نحمد للقيادتين في البلدين الشقيقين هذا التوجه الحضاري، متطلعين إلى أن تحذو كل الدول العربية والإسلامية هذا الحذو، وتنحو هذا النحو.بقي أن نهمس في أذن أصحاب القرار في الوزارة السودانية المعنية بشؤون الاستثمار وعلى رأسها معالي الأخ الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بأن يضعوا نصب أعينهم: الوفاء لأهل العطاء. فهؤلاء الإخوة ليسوا مستثمرين فحسب بل أهل دار.وكما يقول المثل السوداني: (إن ما شالتهم الأرض تشيلهم العين).*جامعة الملك عبدالعزيز