حجب السقوط شبه الحر الذي شهده سعر الذهب خلال أيام التداول القليلة الماضية الأخبار المالية الأخرى من على الصفحات الأولى للصحف؛ فالذهب الذي لطالما كان محبوب المستثمرين على مدى العقد الماضي ومكّنهم من تحقيق الكثير من الأرباح خلال تلك الفترة بدا فجأة أنه عرضة للمخاطر وغير حصين. هل سيعلن الهبوط الأخير نهاية مسيرة الانتعاش التي بدأت في العام 2001؟ أم أن التاريخ سيظهر ذلك على أنه فرصة عظيمة للاستثمار؟ كان الذهب حتى يوم الجمعة الماضي (12 أبريل/نيسان 2013)، قد قضى الأشهر الثمانية عشرة الماضية في تحرّك ضمن النمط المحدّد والمستويات التجارية المعهودة والنطاق السعري الواسع الممتد بين 1525 و1800 دولار أميركي للأوقية؛ ولكننا شهدنا منذ سبتمبر/أيلول الماضي -خصوصاً - انجرافاً بطيئاً نحو الانخفاض إلى مستويات أدنى من تلك عقب فشل الذهب للمرة الثالثة في تخطي مستوى الألف وثمنمئة دولار للأوقية. بدأ المضاربون - مثل صناديق التحوّط المعروفين بميلهم إلى سرعة التصرّف عندما تلوح التغييرات - يفقدون الثقة منذ شهر سبتمبر: فمن ذروة شراء العقود الآجلة ووضعيات خيارات بلغت ما يقرب من 20 مليون أوقية، بدءوا إجراء تخفيض تدريجي لذلك، بحلول يوم الثلثاء (16 أبريل الجاري)، حتى باتت تداولاتهم في حدود 5.6 ملايين أوقية فقط. واصل المستثمرون - الذين ما انفكوا يستخدمون المنتجات المتداولة في البورصة أو الصناديق المتداولة في أسواق المال للحصول على التعرض التحوّطي فيما يتعلق بالذهب - إما التكديس أو الإبقاء على أوضاع تداولهم حتى فبراير/شباط، وهو الوقت الذي بدأ فيه ضعف السعر الذي نشهده حالياً بالتأثير. يُنظَر إلى هذا القطاع من المستثمرين عموماً على أنه يعتمد استثمار المدى الأطول؛ وبصرف النظر عن وجود العديد من صغار المستثمرين ضمن هذا القطاع، فإنه يشمل أيضاً بعض صناديق التحوّط الكبيرة مثل بولسون وشركاه الذي كان مع نهاية العام 2012 يمتلك 21.8 مليون سهم في أكبر صندوق ألا وهو صندوق ذهب ستاندرد أند بورز لشهادات الإيداع. ساكسو بنك صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3877 - الجمعة 19 أبريل 2013م الموافق 08 جمادى الآخرة 1434ه