نظمت جمعية القناص القطرية في قاعة البرقع مساء الثلاثاء الأخير، ندوة علمية تثقيفية حول مقيض الطير، قدمها الدكتور فارس التميمي. ووجه المحاضر توجيهات وإرشادات لأصحاب الطيور الذين جاؤوا بكثافة لحضور الندوة حول السبل والإجراءات السليمة التي يجب انتهاجها في التعامل مع الطير أثناء فترة المقيض. وتركزت الندوة على عدة نقاط محورية منها التوعية في نوعية الطعام المقدم للطيور أثناء المقيض والتي تشمل اللحوم الطازجة من لحوم الحمام أو الفري، أو إذا كانت مثلجة يتم تهيئتها بشكل سليم وعدم التسرع في إعطائها حتى تذوب، فضلا عن إمكانية تقديم البيض للطيور كونه مفيدا لاحتوائه على البروتين والأملاح المعدنية. إلى ذلك، فنّد الدكتور التميمي بعض المعلومات الخاطئة عند أصحاب الصقور حول انتشار الأمراض التي تصيب بعضها جراء تناولها لبعض أنواع اللحوم التي قد تزيد مدة إخراجها من التبريد على أربع ساعات، بالإضافة لحديثه عن أفضل أوقات تقديم الطعام خاصة في المناطق الحارة مثل بيئة الخليج، وقال بهذا الخصوص: يفضل تقديم وجبتين للطير. وفي ذات السياق، تعرض التميمي إلى مسألة الشرب عند الطير التي من الممكن أن تتسبب له ببعض الأمراض فيما لو تم تقديم الماء بأحواض مفتوحة مشتركة، والتي تتسبب في انتقال العدوى للطير من طيور أخرى وتسبب له مشاكل تآكل جلد باطن القدم، مما يؤدي إلى التهابها فيما بعد، ونصح بأن يتم استخدام أوعية بلاستيكية ذات فتحات يتم تدريب الطير عليها ليشرب منها (من خلال هذه الفتحات) للحيلولة دون إصابته بالأمراض الناتجة عن عملية شرب الماء من الأوعية المفتوحة والمشتركة. أما المحور الثاني من الندوة فتم تخصيصه ل «بيئة المكان» التي توضع بها الطيور أي (الأسر)، إذ أكد الدكتور على أن بيئة المقيض التي يقضي بها الطير فترة المقيض مهمة جداً لسلامته سواء من حيث نوعية الوكر أو التهوية أو درجة الحرارة والإضاءة التي سوف يتعرض الطير عموماً لها، مشيراً أن الطير يحب أن يوكر بشكل طبيعي، وأفضل أنواع الوكر ما كان من حصى جبلي وليس من حصى بحري لأن الأخير به نسبة ملوحة عالية تؤثر على باطن أرجل الطير وتسبب له تقرحات ومشاكل، كما أنه نصح بعدم تركه على الرمل لأن وكر الطير الطبيعي يجب أن يكون مرتفعاً. وأكد الدكتور أن كمية الإضاءة يجب أن تكون طبيعية وفي حال وضع الطير في أماكن لا يدخلها ضوء الشمس فيجب استخدام إضاءة «التنجستون» والابتعاد عن إضاءة «الفلورسنت» أو ما يسمى «النيون»، لأن الإضاءة تكون على شكل تذبذب والطير معروف بحدة بصره فيحسها الطير وتسبب له مرض الدوار وتؤثر على اتزانه. كما أكد ضرورة تعرض الطير للشمس بشكل كامل. وتخلل الندوة مشاركة الجمهور بأسئلتهم للمحاضر والتي تجاوب معها، مقدما كل الشروحات اللازمة لأصحابها. وقال السيد محمد بن عبداللطيف المسند نائب رئيس جمعية القناص القطرية من جهته، إن هذه الندوة هي من سلسلة ندوات تنظمها جمعية القناص القطرية بهدف إثراء المعرفة للصقارة وأصحاب هواية الصيد ليكونوا على معرفة علمية مستندة على الخبرة الطبية، بالإضافة للتجربة الميدانية، ونحن في قطر نقدر هذه الهواية وحبنا لهذه الطيور شيء مؤصل. عمدنا في جمعية القناص القطرية أن نقدم ما هو مفيد في هذا المجال لاسيَّما أن مقيض الطير يعتبر من الأنشطة التي تنظمها الجمعية للاهتمام بالطيور أثناء مقيضها، خاصة أن هذه الفترة تمتد إلى ستة شهور ليس فيها قنص (المقناص)، مشيراً بهذا الخصوص إلى أن الجمعية تقدم مسابقة لأفضل مقيض. وأكد المسند أن الجمعية ترحب بكل شخص يبحث عن المعرفة في مجال الصقارة وما يتعلق بها، مبرزاً دور الجمعية في هذا الخصوص وأنها على استعداد لتقديم المشورة والدعم المعرفي في ذلك، متمنياً زيادة الحضور في المرات القادمة، منوها في الآن ذاته بأهمية هذه الندوات التي تقدم معرفة ومعلومات مهمة تخدم أصحاب هذه الهواية. وتقدم نائب رئيس جمعية القناص القطرية بالشكر للدكتور فارس التميمي على تلبيته الدعوة ومساهمته في تقديم المشورة والنصائح الطبية القيمة لأصحاب الطيور في قطر. يذكر أن جمعية القناص القطرية تعتبر النافذة الرسمية والتثقيفية التي تهتم بالصقارة وما يتعلق بها، كما أنها تقوم على تنظيم كثير من الفعاليات التي تخدم الصقارين في قطر وخارجها.