ما يحدث في بورما هز مشاعر الأمة الإسلامية بعنف. بورما دولة في شرق آسيا بجانب الهند وسكانها أغلبيتهم من الديانة البوذية ويشكلون %89 من الشعب البورمي، وهناك عدد من الديانات الأخرى كالمسيحية والإسلام، إلى جانب الوثنيين وبعض الديانات الأخرى. وكمسلم، استغربت من تركيز البوذيين من الشعب البورمي وهجومهم على المسلمين، وتفننهم في تعذيبهم وحرق أجسادهم وضربهم بالسكاكين والآلات الحادة حتى الموت، فعدد المسلمين في بورما لا يشكل خطراً عليهم فهم لا يزيدون على %4 من الشعب فقط، ولكن مع ذلك انصب عداء البوذيين على المسلمين بالرغم من أن الدولة فيها ديانات أخرى. السؤال الذي يطرح لماذا التركيز فقط على مسلمي بورما؟ ماذا يعتقد البوذيون ويحملونه من تفكير على الإسلام؟ هل هو دين الإرهاب؟ هل هو دين متخلف؟ هل هو دين لا يحفظ حقوق الإنسان؟ هل هو دين مزيف؟ الإجابة عن تلك الأسئلة موجودة في مجتمعنا الحالي للأسف، إنني أحمّل مسؤولية مقتل مسلمي بورما ل «الطائفيين» من أبناء الشعب العربي والإسلامي، نعم، أنتم من صوّر في أذهان الغرب وأصحاب الديانات الأخرى هذه الصورة، انشغلتم بالتناحر وقتل النفس البريئة في بعض البلدان، كالعراق وأفغانستان وغيرهما من الدول، وكأن الإسلام دين الدم وزهق الأرواح. لم يكن الإسلام يوماً بتلك الصفات، فلم نعرف الدين إلا يسراً لا عسراً، أحببنا سيرة الإسلام من نبي الله المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومن أهل بيته الأطهار، ومن أصحابه النجباء، ولم نعرف الدين من زاوية بني الإرهاب الذين يقتلون النسوة والأطفال باسم الدين، تباً لهذه العقول المتحجرة، لم يكتفوا بذلك بل أصبحوا يقتلون على الهوية والمذهبية والطائفية، هذا هو دين الإرهاب لا دين الإسلام. المشكلة هنا تنقسم إلى فئتين اثنتين، الأولى هي أن الغرب يرى الإسلام من زاوية الأفعال الإرهابية الحمقاء، والمشكلة الأخرى أن أبناء الأمة الإسلامية يرون مثل هذه المشكلات ويصمتون صمت العبيد، بدل أن تكون لهم كلمة لوقف مثل هذه الأفعال، ابتعدنا عن مشكلاتنا الخاصة وعن قضايا تخص العالم العربي، أو بشكل أعم «الإسلامي» ككل، والتجأنا إلى ما فيه شق للصف العربي، والوحدة الإسلامية. مقتل مسلمي بورما وموقف المسلمين تجاههم من بيانات استنكار يذكراني بمثل محلي «يقتل القتيل ويمشي بجنازته». علي الفضلي