لا شاغل للجزائريين هذه الأيام سوى الهمس والتساؤل عن الوضع الصحي للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.. ولسان حالهم: ماذا عن مصير الدولة الجزائرية في حال طال غياب الرئيس وسط أنباء عن مغادرته فرنسا إلى سويسرا لمواصلة رحلة العلاج التي بدأها من بيته؟. ويبدو أن فئة كبار السن أكثر قلقاً على الرئيس من الشباب.. وفي هذا الصدد، يسترجع المجاهد ضد المستعمر الفرنسي إيدير بن عمار العربي (78عاماً) إنجازات الرئيس بوتفليقة خاصة ما تعلق بقانون الوئام المدني الذي أعاد للجزائر أمنها واستقرارها بعد عشرية يصفها الكثيرون بالسوداء كادت أن تؤدي بالبلاد إلى حرب أهلية. واختتم العربي حديثه ل «البيان» بالدعاء بالشفاء العاجل للرئيس وعودته سالماً إلى الجزائر. وفي نفس الاتجاه، يعرب أكلي إلياس (73 عاماً) عن قلقه من صحة الرئيس خاصة بعد الإصلاحات التي يقام بها أخيراً لصالح الشباب، واصفاً رحيل ثلاث رؤساء للجزائر في غضون عام (أحمد بن بلة ثم الشاذلي بن جديد ولحق بهما قبل أيام علي كافي) بالمأساة الكبرى. وتقول أم عادل (65 عاماً)، وبلهجة فيها نوع من الحسرة: «ربي يستر على الجزائر ويحمي بوتفليقة»، مستنكرة ما يطالب به البعض من تفعيل المادة 88 من الدستور والتي تتحدث عن عدم قدرة الرئيس على ممارسة مهامه ونقل صلاحيات الرئاسة إلى رئيس المجلس الدستوري.. في وقت يرى كثيرون أنّ الحديث عن المادة 88 ليس في وقته، خاصة وأن كل تقارير وسائل الإعلام المحلية والعالمية تتحدث عن تحسن كبير في صحة بوتفليقة وعودته القريبة جداً إلى البلاد. بالموازاة، يبدو الشاب الجزائري منهمكاً في رحلة البحث عن العمل. ويقول ياسين أكسيل (24 عاماً) إن حديث الشباب عن صحة الرئيس يكاد يكون عابراً وأنّ الموضوع مطروح بحدة عند فئة كبار السن. أما مريم سليماني (29 عاماً) فتحدثت عن التعامل الإيجابي للإعلام الرسمي الجزائري، وفي مقدّمته التلفزيون الذي أذاع خبر مرض بوتفليقة مع بيان مفصل عن حالته نقلاً عن طبيبه الخاص ما أوقف انتشار الشائعات التي وصلت إلى حد التحدث عن وفاته، وهو أمر تكرر في السابق أكثر من مرة قبل أن يظهر الرئيس ويدحضها. أما حميد فارسي (35 عاماً) فتحدث عن ضرورة إيجاد بدائل، مستشهداً بمقولة بومدين إنّ «الدول لا تزول بزوال الرجال»، معتبراً أن ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة أمر مستحيل. على الصعيد السياسي، استبقت بعض الأحزاب المعارضة الأحداث عندما راحت تنادي بتفعيل المادة 88 من الدستور. وفي مقدمة هذه الأحزاب، التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي نادى بضرورة تطبيق المادة 88 من الدستور على أساس أنّ الرئيس لم يعد قادراً على «ممارسة مهامه بسبب مرض خطير ومزمن».